أزداد حنق الشعب على الحكومة وعلى الأحزاب السياسة الحاكمة بعد الأجراءات غير المدروسة التي أقدم عليها رئيس الحكومة بتقديمه (سلم رواتب) متكسر منخور لا يصلح للصعود والسير عليه!. وبدل من أن يصغي رئيس الحكومة لمطالب المتظاهرين الذين أنبحت أصواتهم منذ أكثر من شهرين وهم يطالبونه بالضرب بيد من حديد على الفاسدين و بالقضاء على الفساد الذي صار يهدد حياتنا وطالبوه بالأصلاحات السياسية وبأصلاح القضاء الذي كان وراء التغطية على كل من فسد وسرق ونهب وبعد أن أعطوه التفويض الشعبي بذلك مسنود بدعم وتفويض المرجعية، ألا أن رئيس الحكومة أنقلب عليهم! ولم ينفه للشعب المتظاهر المألوم أي شيء ولم يقدم أي فاسد وسارق وقاتل ومجرم للعدالة ولم يقتص من حيتان الفساد التي لازالت تسرح وتمرح متحدين الشعب! وكأن لسان حالهم يقول نحن الحيتان نحن الحكومة وبيدنا السلطة والجاه والمال والمنصب والقوة والسلاح فما أنتم فاعلون بمظاهراتكم، تظاهروا ليلا ونهارا وأشربوا من ماء البحر!!!. رئيس الحكومة بسلم رواتبه الجديد المتعرج والكثير المطبات فتح جبهة جديدة من الأصوات المطالبة بالأصلاح! وكما يقول المثل العراقي( أبو حسين كنت بواحد صرت بأثنين)!،وحتى المرجعية طالبت بالتريث لتطبيق سلم الرواتب وأعادة دراسته من جديد!. وأذا كان موضوع أعادة النظر بسلم الرواتب يأتي كجزء من عملية الأصلاح من وجهة نظرك، فهل تم أعادة النظر بالرواتب التقاعدية لمسؤولي الرئاسات الثلاثة وأعضاء البرلمان والوزراء وكل المسؤولين السابقين الذين خرجوا برواتب تقاعدية خرافية نظير خدمة 6 أشهر وسنة!!؟ بما فيهم المتوفين الذين لا يستحقون حجم الرواتب التقاعدية الكبيرة التي أحتسب لهم!!, كنا نتمنى أن لا تنظر الى موضوع الرواتب بعين عوراء! و كما يقول المثل الشعبي(واوي حرام وواوي حلال)!
يتضح من سرعة تقديم سلم الرواتب بصورته المشوشة هذه حالة التخبط التي يعيشها رئيس الحكومة!، وسوء الحلقة القريبة منه من مستشارين ومساعدين الذين يريدون جره الى السقوط والفشل!. لا ننكر حجم التركة الثقيلة التي يواجهها رئيس الحكومة منذ سقوط النظام السابق ولحد الآن من فساد رهيب ومرعب جعل العراق يتبوء المراتب الأولى عالميا فسادا، وكذلك من وضع سياسي وأجتماعي ممزق لا أمل في صلاحه وأصلاحه وكما يقول بيت الشعر(أن القلوب أذا تنافر ودها مثل الزجاج كسرها لا يجبر)! لقد حدث شرخ كبير في لحمة الشعب الأنسانية والأجتماعية والدينية والمذهبية والقومية من جراء الأحزاب السياسية الفاشلة والعميلة واللاوطنية التي قادت البلاد من بعد سقوط النظام السابق، فهم كما يعلق عليهم الشعب( أن تصالحوا وتوافقوا سرقونا وأن تخاصموا وأختلفوا قتلونا!!). فأي أقدار وحظوظ تتلاعب بهذا الشعب؟!. نعود للقول لا أراك وكذلك غالبية الشعب يادولة الرئيس بأنك اهلا للتصدي لحجم هذه التركة الرهيبة من فساد وفوضى وتناحر سياسي وأجتماعي، وتهديدات داخلية وخارجية ومن وضع أقليمي وعلاقات مع دول الجوار تشوبها الشكوك وعدم الثقة والأستقرار والمهددة بالأنفجار في كل لحظة. والسؤال هو: هل كنت مجبرا على تسنم رئاسة الحكومة؟ وأنت العارف ببواطن الأمور وحجم الفساد الذي ضيع العراق وبحيتان ذلك الفساد وقوتهم وأرتباطاتهم؟! لأنك كنت أحد أفراد الكابينة السياسية التي قادت البلاد من بعد السقوط وتبؤت اكثر من منصب برلماني ووزاري.!. لقد فاتك يادولة الرئيس أو تناسيت! بأن دوائر الدولة المترهلة بالموظفين والذي ينخرغالبيتهم الفساد من قمة مسؤوليهم الى أصغر مستخدم وهم في أحسن رواتبهم و أحوالهم!! فكيف ستكون أحوال تلك الدوائر وأحوال موظفيها بعد أن قللت رواتبهم؟ مع الأسف أن سلم رواتبك الجديد أعطاهم كل المبررات ليزدادوا فسادا أكثر من ذي قبل؟!! نعود الى صلب الموضوع لنقول أخيرا:، فأن كنت يا دولة الرئيس عاجزا وخائفا من أن تقدم الفاسدين وحيتانه للعدالة والذي يعتبرمطلب الشعب وأول الخطوات على طريق الأصلاح الحقيقي الذي يطالبك به الشعب، فأولى بك أن تستقيل لتريح وتستريح!، أما أن تضرب هذه الشريحة الكبيرة من الموظفين والتدريسيين وأساتذة الجامعات بسلم رواتبك المتعرج هذا متصورا أن ذلك جزء من الأصلاح فأنك على وهم!، وعليك أن تعرف أن الفساد والفاسدين أزدادوا في فترة حكمك ورفعوا راية التحدي ضدك!! وما سلم رواتبك الجديد ألا نصرا لهم!!.
|