حرب القنادر

اكثر ماتخشاه الدول هي دخولها  في حروب مدمرة  تكون نتائجها في كل الاحوال كارثية .. فالحروب هي في كل الاعتبارات ليس فيها غالب ولا مغلوب فهي خسارة تدفع فواتيرها  الشعوب  خاصة  اذا استخدم الطرفان الاسلحة المحرمة دوليا ومن بينها الصواريخ البلاستيكية التي يكون حجم الدمار الذي تحمله كبيرا .. لكن رغم قوة وسعة الدمار الذي تحمله الصواريخ البلاستيكية ظهرت صواريخ ا كثر عنفا  من تلك الصواريخ هي الصواريخ الجلدية او مايطلق عليها " القنادر " فقوة التدمير المعنوي الذي تحمله هذه الصواريخ " القنادر " هي في كل الاعتبارات اشد تدميرا واكثر  فتكا بالفريسة التي غالبا ما تكون شخصية اعتبارية تمثل دولة او كيان معين خاصة اذا تم توجيهها بالاتجاه الصحيح " ترس على الرأس " ويقال ان افضل طريقة لقذف هذه الصواريخ الجلدية هي مسكها من الجهة الامامية " بوز الحذاء " لكي يحصل توازن في عملية القذف من القاعدة  الصاروخية باتجاه الهدف مثلما فعل الصحفي منتظر الزيدي عندما وجه حذائه على مرمى الهدف الامريكي  بضربة جزاء  جاءت بالهدف واحدثت ردود فعل لدى الجمهور الذي ابدى اعجابه  باللاعب الزيدي الذي اربك الرئيس الامريكي  جورج بوش  .. والقندرة من الاسلحة الحقيرة  التي نادرا ما تستخدم في الحروب لكن وقعها كبيرا فيما لو  استخدمت كسلاح شخصي لرد الاعتبار من اهانة لحقت بالمقابل وهي عملية استهانة  او تحقير وتصغير وتصفير للشخص او الهدف .. و حرب القنادر تعيدنا الى  شعار طالما رفعه العراقيون خلال فترة حكم النظام الملكي للعراق وتولي نوري سعيد رئاسة الحكومة حيث كان الشعار الذي غالبا ما يهتف به العراقيون للاستهانة برئيس الوزراء " نوري سعيد القندرة و صالح جبر قيطانهة " وكثيرا ما كان هذا الشعار يقلق مضاجع رئيس الوزراء نوري سعيد .. وفي حرب القنادر لايهم اذا كان الحذاء غالي الثمن او دون مستوى الاسعار المتعارف عليها ولايهم  اللون الذي يحمله او فيما اذا كان مقفل او مفتوح المهم ان ينتمي الى قبيلة الاحذية   .. وقد شهدت صناعة الاحذية او الصواريخ الجلدية الطائرة  تطورات كبيرة  فباتت من مستلزمات الموضه  ودخلت عالم المنافسة مع نظيراتها " النعل والجزم والكيوة " لكن هذه التطورات لم تحصل في مدينة عفج  وهي مدينة تقع جنوب العراق حيث سكان هذه المدينة كانوا خلال فترة عهود الظلم والقهر حفاة عراة وهي  من اكثر المدن العراقية التي لاتعير للحذاء اهتماما  وتعتبره من المنكرات او من الكماليات حتى تندر عليهم سكان بغداد بقولهم للشخص  عديم النفع والفائدة " قيم الركاع من ديرة عفج " مع الاحترام لسكان هذه المدينة العراقية الباسلة التي لاقت الظلم والحرمان في زمن العهر .. ويقال ان اول من استخدم الحذاء هم المصريون القدماء  وكان بشكل صندل مصنوع من  الاوراق والجلود وكذلك لبسها الاغريق والرومان القدماء وكانت احذية جلدية ناعمة وطرية فيما استخدم سكان الصين الاحذية الخشبية .. والحمد لله ان حذاء منتظر الزيدي لم يكن حذاءا خشبيا  لانه كان سيحدث اضرارا كبيرة  بوجه المتلقي بوش خاصة اذا كان الحذاء مصنوع من خشب الصاج الثقيل الوزن  وربما كان سيحدث بوجه المتلقي عاهه مستديمة  فيما اذا كان  معلقا به بسمار مدبب .. الحمد لله ان الضربة  مرت بسلام ولم تحدث مضاعفات  كانت ستجر البلاد والعباد  الى حرب شعواء مكملة لحرب عام 2003  وما الحقته بالعراق من دمار .. لكن في كل الاحوال كانت تجربة حذاء منتظر الزيدي تجربة  جديرة بالدراسة والبحث حيث  كشفت ان  الاحتياطات والتدبيرات الامنية التي تتخذها الدولة لانجاح المؤتمرات الصحفية قد تحدث فيها خروقات و تبقى ناقصة وعقيمة فيما اذا لم تشمل تجريد الصحفيين من الاحذية الشخصية  ووضعها كامانات في اماكن محددة مثلما يحدث في دور العبادة والاستعانة عنها باحذية مصنوعة من القماش لتحاشي تكرار التجربة المنتظرية  .. وكان الله في عون العباد