أطفال الزعيم

 

هناك تحت لافتة الحزب ، الاطفال يعبثون بأهدافها ، أدغمو حروفها ، شوهوها بأصباغ خبرتهم التي أكتسبوها من سراب الحقيقة ، أطلقت عنانهم تلك الكلمات التي كانت تنطلق من أفواه حاشية ألأمين العام ، تمدحهم تارة ، وتثني على عبثهم تارة أخرى ، وكم كانت بساطته جاذبة لراهفة نفوسهم ، وكيف لا وهو ما يعرف ب ” الحجي ” ، فمكنهم إهتمامه بهم للجلوس على مصاطب الكبار ، والبستهم دنانيره الوقحة بدلات المسنين فظنوا انهم كما الصقور قوة وهي تطارد صغار فرائسها . وكم كانت تلك الجلسات مثمرة لغسيل عقولهم ، فكانوا كالاغنام الرابضة حول راعيها وهو يغدق عليهم دلالا وحنو ويطرب أشجانهم بموسيقى نايه المستورد  ، وكم كانت وجباته دسمة ، كلاب حراسته تراقبه وهو يمازح ” مشروعه المستبقلي وقاعدته العريضة ”  ممازحة الأم أطفالها وحتى دب الملل بحراسه هجروا عظامهم  التي انهكها لعق السنتهن دونما شبع ، ومضت الأيام ،تفرعن الصيصان ، ونمى فوق رؤسهم عرف الديكة ، ففضوا كل بكارات دجاجات الحي ، وعلى ضجيجهم ، مكبرات الصوت ،  ضاقت بها مهرجاناتهم ، والمدعون جائوا حاملين حقابهم المدرسية على ظهورهم . وعزف حينها النشيد الوطني ، ليؤذن لهم بعد ذاك بممارسة طفولتهم وبأبهى صورة . عند انتصاف الليل أدخلوهم الحراس لقصر الأمين العام ، فمضوا يقصون عليه بطولاتهم وكيف ان المهرجان لاقى نجاحا منقطع النظير ، فنالوا بركاته وعطاياه ، وخرجوا فرحين مستبشرين . وأثناء ذلك همس احدهم بأذن صاحبه “شكد فقير الحجي ” . تزاحمت بعد ذاك الايام وكانت حبلى بالكثير من الأحداث . ففارق الحظ صاحبه ، ودمدمت السماء فهطلت جماجم من صفيح زلزلت بها عرش بزوغ نجمه ، مكابرته لم تسعفه ، لم لا أستعين ب ” مشروعي المستقبلي وقاعدتي العربضة ” ، هكذا أخذ يحادث نفسه وهو مستلقي على أريكته الفضية . دعاهم صباحا ، فلم يأتي منهم سوى بضع ونيف ممن قل عن العشرين من  ” أطفاله الكبار ”  . خرجوا الى الشارع ، رافعين لافتة كتب عليها ” أيها الزعيم نحن لازلنا أطفالا مالنا والسياسة ” .