إعادة الحياة لصناعتنا العسكرية

 

إعادة الحياة لصناعتنا العسكرية بعد سبات دام أكثر من 12 عاماً يُعدّ خطوة جيدة في الطريق الصحيح لإعادة بناء القطاع الصناعي العراقي, والقرار الذي اتخذه مجلس الوزراء مؤخراً بتشكيل (هيئة الصناعات الحربية) يُعدّ قراراً صائباً ولو انه جاء متأخراً , وستكون هذه الهيئة المرتبطة مباشرة بالقائد العام للقوات المسلحة ويترأسها وزير الصناعة والمعادن وتضم في عضويتها الكثير من المدراء العاملين الذين كانوا يعملون سابقا في التصنيع العسكري وهم من الكفاءات المشهود لها في هذا المجال.

ان هذه الخطوة جاءت في وقت مناسب جداً ونحن نخوض حرباً ضروساً مع الارهاب الذي يحاول النيل من أمن العراق وسيادته وهذه الحرب المستمرة منذ سنوات طويلة تحتاج الى المعدات الحربية من سلاح وعتاد وآليات متخصصة وتجهيزات عسكرية وغيرها يضطر العراق الى استيرادها من الخارج وهي تثقل الميزانية بمبالغ خيالية تشكل النسبة الأكبر منها فلو اخذنا العتاد مثلاً فان الدولة تنفق اكثر من 600 مليون دولار سنوياً لاستيراده وان تصنيعه محلياً سيوفر علينا اموالا ًكثيرة يمكن صرفها في مجالات اخرى مثل تحسين الخدمات والكهرباء وغيره والمطلوب الآن هو الادارة الصحيحة لهذه الهيئة لتحقيق الأهداف المرجوة من تشكيلها خاصة  وان عوامل النجاح لها متوفرة بشكل كامل فالمصانع الخاصة بالتصنيع العسكري موجودة والكوادر التي عملت في هذا المجال موجودون ويبلغ تعدادهم اكثر من عشرون الف منتسب من ذوي الخبرات الفنية المتخصصة وقد تم اعفائهم أوتعطيلهم عن العمل بشكل مقصود طوال الاعوام التي أعقبت عام 2003 , وعلى القائمين على هذه الهيئة وضع الهيكليات الجديدة لهذه المنشآت بما يتلائم مع القوانين العراقية الجديدة ووضع اللبنة الأساسية السليمة لصناعة عسكرية متطورة ونبدأ بعدها بالتوسع تدريجياً للوصول الى مراتب أرقى في جميع الصناعات الحربية لكي نساهم في رفد قواتنا المسلحة وقوات الحشد الشعبي وقوات البيشمركة لمساعدتهم في دحر الخطر المحدق بالبلد.

وهنا أدعو للتفكير بنفس الوقت في اعادة تصنيع جميع المستلزمات العسكرية والاستغناء عن استيرادها من الخارج بمبالغ طائلة مثل التجهيزات العسكرية الضرورية (خيم وملابس واحذية عرضات وفرش واغطية وغيرها) ومصانعنا المتخصصة بهذا المجال متوفرة ولا تحتاج الا للدعم الحقيقي لنجاح هذه العملية وخير مثال المنشأة العامة للصناعات الجلدية هذه المنشأة العريقة المعروفة للقاصي والداني بجودة انتاجها من حيث المواد الخام والدقة في التصنيع وبامكان هذه المنشأة اذا ماتوفر لها دعم حكومي مناسب أن تغطي جميع احتياجات قواتنا الأمنية بمختلف صنوفها من الصناعات الجلدية. 

ختاما ًنبارك هذه البداية الصحيحة ونتأمل ان تكون مرحلة التنفيذ خالية من الفساد الذي يدمّر كل عملية بناء ويفقدنا طعم النجاح.