الفنان الراحل ستار جبار ونيسة



عيون ترى وأذن صاغية المسمع لفنه........

أنسنة فن وذكريات لا تنسى وتأريخ فني من مدرسة غنائية مصقولة بسمات الحنين ولدت ونشأت من الناصرية ومن هذه المدرسة برز المطرب ستار جبارفنه يُعد مدرسة تميزت بالأبداع والوضوح ودقة إنتقاء الكلمات وموهبة صوتية مذهلة بأسلوب وأداء له نكهة ومذاق بالطور الريفي الأصيل ( بأغنية ما جنك هذاك أنت ولا جنة ربينة أسنين) وكان لها صوت شاسع لعشاق الطرب الريفي ولسلاسة الكلمات والتلحين بثوبهِ المعطر بجمال الفن الريفي نالت على صدى واسع النظير وكانت لأول مرة أداها في محافظة البصرة شارع الكويت فندق طرابلس في 5/نيسان1973 وعلى العود الملحن محمد نوشي وعلى الكمان فالح حسن وكانت من كلمات كامل العبيدي وألحان محمد جواد أموري والأغنية الكثير رددها وقربتهُ الى محبيه ومستمعيه وكان حد الوفاء لجمهوره الذي أستأثر بطور الأغنية وبات جمهوره يعشق سحر وجمال فنه الممزوج بطيبة الفن الريفي لأهله وهذا الرواق الراقي بفنه دفعني أن أكتب للفنان الراحل بما يدور في مخيلتي من حب الأعتزاز في ساعات الليل المتأخرة ونسائم الصباح ويردد الفنان الراحل هذه الأغنية بأرقى وأ نقى وأسمى صدق التعبير الفني دون غرور وبلادة وكان رائعاً وروعة الروائع بفنه الريفي الأصيل وعيون ترى وآذان صاغية المسمع أليهِ لأن فمهِ شجى بطرب نير وصوت يحمل طابع الذوق لأدائه وكانت هذه من أعمدة الأغنية العراقية الريفية في السبعينات.... وقدم المطرب الريفي عبد الشمري في السنون أعلاه الفنان الهاوي ستار جبار ونيسة الى لغة الفن الريفي حضيري أبو عزيز وأصطحبهُ الى محل سكناه في الصالحية وقال أريد منك تسمع هذا الشاب الموهوب وفعلاً سمعهُ وكان صاحب الحنجرة الذهبية ولرقة وحنين صوتهُ ( بكى..بكى حضيري)وأهدى لهُ مبلغ عشرة دنانير وفي رصيد الفنان الراحل ستار جبارعشرات من الأغاني المشوقة الجميلة ولها.. وبها.. وما.. أبهاها من شغف حب الأستماع وفي عام  1978 سألت الفنان الراحل ستار جبار يوماً حين ألتقيتهُ في منطقة الكرخ الرحمانية مقهى كاظم يكة أبو علي البهادلي لماذا أخذ صوت هذه الأغنية أعلاه أعذوبة وتصاعد ت بالأفق وكان جوابهِ ِخوية أبو علي فن الأغنية عندي وعند زملائي الفنانين أذا لاقت ترحيب الكثير من الشباب وحب الشوق والأشتياق لها وبالخصوص أذا تناقلتها مناسبات الأفراح فالأغنية نجحت والفنان الراحل ستار جبار يمتلك حب الفن بمعناه الصحيح و أخلاق فنهِ أبداع وكانت محطتهُ الأهم أرضاء جمهورهُ  وهنا أنسنة الفن حقاً وهذه الطريقة والأسلوب الأمثل لأيصال المطرب الى ما يروم اليه علماً أصبح الفنان أعلاه من رواد الأغنية العراقية فنهُ حضارة وقد أختط طريق الفن المتاح وبعيد عن التقليد وكان أمتداد لجيل الغناء الريفي المميز بلون الحزن الجميل وكان ستار جبار مطرباً والمطرب ليس مؤدياً فقط بل ما يحملهُ من أحساس بالمعنى والصدق في الآداء وكان مشارك في فرقة الأذاعة والتلفزيون وأصبح مطرباَ محترف ببغداد وصيته في الأمس القريب تراث حقاً مضى لكنه أصبح مخلداً لبغداد المعشوقة جلالاً وجمالاً علماً كان الفنان الراحل في السبعينات مخضرم بفنهِ وأطلقت عليه بلسم جروح بياقوت يتسامى في قطرات الندى وأستلهمت منه بالأغنية أعلاه وكمانُها أعذوبة بشجاها وكانت تصدح معنى للطرب وبراءة الفن الريفي المنسجم مع المرئي والمسموع وكان صوتهُ ريفي بحت أضاف عنواناً أبهى لفنه وتفاخر الفنانون والمستمعون به وأثبت وجوده في الساحة للأغنية العراقية الريفية يوم ذاك وستار جبار ونيسة من مواليد محافظة الناصرية 1946 الأدارة المحلية محلة السيف عاش وأرتضع تربى وترعرع بها وحان القدرأن أن يأتي الى بغداد و يقيم مع زميلهُ الفنان الراحل رياض أحمد في منطقة الكرخ الرحمانية(النزيزة)شقة مزهر الفجيجي عام 1978ومن ثم أنتقل بأقامتهِ مقابل ملعب الزوراء وبما تسمى( حارة المكاصيص) ووافتهُ المنية بحادث مؤسف وودع الحياة.....

رحل الفنان ستار جبار ورحل معه الفن وكان حقاً مثلاً يحتذى به للفن الريفي بالعراق لن ولم يمحى من ذاكرة العراقيين.........