بين 9نيسان 2003 و20 نيسان 2013؟

 

استوقفني كثيرا نقاش مجلس النواب حول تحديد العطل الرسمية في العراق وما هي الايام التي تستحق ان يستذكرها الشعب العراقي وان تبقى تحدث وتخلد للاجيال .. يوم التاسع من نيسان هو كيوم خالد ونقطة تحول يمكن ان يتحدث عنها الجميع بالاف التعابير لحظة توقف عندها الزمن ووقف فيها العراق على اعتاب مرحلة جديدة بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى بل هي ولادة جديدة ....ولادة جديدة وان حوربت وان بكى الماضين على الاطلال والايام الخوالي حنينا للطاغية وايامه ... التاسع من نيسان من عام 2003 انطلاقة لكل ذي غيرة وكرامة وحمية وانفة (بغض النظر عن الطريقة والاسلوب ) فعندما نسترجع تلك اللحظات لانستطيع ان نمر عليها مرور الكرام واكاد اجزم باننا سنذرف الدموع ثانية!!!! ولا ندري هل هي دموع الفرح للخلاص من عبودية وظلم ووحشية نظام دكتاتوري شوفيني لا انساني همجي سرطان ينخر في جسم الانسانية ينشر الجهل والفقر والظلم والتسطيح والمسخ و الألغاء والتهميش والاقصاء (انه البعث الكافر وطاغوته المقبور صدام )؟؟؟...ام انها دموع الحزن على بلد ضاع وذكريات الشهداء والالام والحسرات عن ارض جرفت ووجوه ضيعت صور رسخت في الضمير الانساني لتشكل نكسته الدائمة وعذاباته الخالدة حتى يكفر عنها؟؟!! ....ام انها دموع تعبر عن كل المعاني الانسانية وبقاء الازدواجية بين التحرير والاحتلال بين الحرية والظلم بين الخلاص والنهاية بين الموت والحياة بين النور والظلام بين الشيء واللاشيء بين الانسان وشبحه بين الكرامة والاهانة و..و...بقينا كثيرا في لحظة ذهول أهذا من كان يستعبدنا بهؤلاء كنا نموت لاجل هؤلاء سخرت والبلاد واهينت الارض ؟؟!!!..اين ذلك الجبروت واين تلك القوة الحديدة اين واين واين ؟؟؟؟ماذا نقول هل حررنا ام احتل العراق ؟؟هل سقطت بغداد ام عادت من جديد؟! ...عندما مر الرتل الامريكي وهو يستعرض عضلاته ايقنت بان هؤلاء جاءوا ولن يخرجوا بان هؤلاء سيكون لهم امر يختلف عن امر البعث الكافر ...لكن عدت لحظة الى الوراء الى الامس القريب لون الزيتوني ومسرحيات الطاغية (جيش القدس والراية والفدائيين والمقابر الجماعية و..وو..و)..وسلمت بان هذا هو اهون الشرّين وقررت بان علي ان اعيش تلك اللحظة بتفاصيلها وبكل دقائقها ولن افرط بها لانها لن تتكرر ....وقفت كثيرا وانا اتابع اذيال البعث ومجموعات الرفاق كيف يهربون من الهواء من البشر من الارض طردهم الجميع لانهم لاينتسبون لهذه الارض جسم غريب سرطان (ويجب اجتثاثه ) يلبسون ثياب النساء لم يبق في وجوههم أي قطرة للحياء او الكرامة او الرجولة او الشجاعة ذابوا وتلاشوا ...ورحت افتش عن ذلك الطاغية في كل الاذاعات واتابع نشرات الاخبار لعلي اسمع له صوت او ارى له صورة او اطالع له خبر ذهب هرب اختبأ وترك الجميع و...التاسع من نيسان وانا اعيش تلك اللحظات الخاصة لم يكن بارادتي وقفت على لحظة من زمن فات ومضى لحظة عاشت معي والان مثلت العدالة الالهية وهي استشهاد اية الله العظمى الشهيد السعيد (محمد باقر الصدر ) بقى خالدا طوال سنوات الظلم كان رمزا كان حلما كان مثالا كان ولا زال ملهما كان حياة كان خلودا ....نعم انها العدالة الالهية وانه الضمير الحي وانه الارادة العليا والجبروت الالهي انها ارادة السماء انها الحقيقة التي تخفف الاوجاع وتنهي كل الالام انها لحظة القصاص تلك السنة التي مثلت تطابق وتزامن سقوط الصنم بيوم ارتكابه جريمته البشعة واعدام الفكر والعقل والطهر والعلم والانسانية والاخلاق ممثلة بالشهيد الصدر (قدس سره الشريف )....لكن لم يلتزم بها (سنة القصاص )فتوجهت كل الاعداء وكل الظلاميين و انصاف العلماء بفتاواهم باموالهم باعلامهم وبدأ كابوس يريد ان يخرب كل الصور ويخلط الالوان بنفس الادوات بجيوش الهاربين والمسوخ والقردة من باعوا كل شيء ولا يعرفون قيمة للانسانية ليضعوا الامل ويقلبوا الحقيقة ويدمروا الاحلام ويخربوا كل شيء بحجة الجهاد وبحجة اخراج الاحتلال (احتلال هم من جلبه ومن نصره ومن ابقاهم على كراسيهم ومن يتربع في بلادهم ) وعاد انصاف الرجال مختبئون وراء لثامهم ويتسترون بالظلام بعد ان عرتهم الاضواء وطردتهم الثياب يتصيدون بالماء العكر لم يبق الا ان يظهر الجميع على حقيقته ...حقيقة مثلها الحقد الطائفي الاعمى والذي طالما تستروا به بحجة الوطنية والعروبة والقومية حسد وتحامل وتجني وظلم ما بعده ظلم لندخل في حرب جديدة من اجل الحرية وبدأت قوافل الشهداء وسال نهر الدماء ولازلنا ندفع ضريبة الحرية والتمسك بقيم الانسانية والعشق لعلي وحب علي وولاية علي (عليه السلام )ولازال صوت ونهج وطريق الشهيد السعيد (محمد باقر الصدر)يسلينا حقيقة ثابته مفادها بان دمي ودماءكم ودماء الاحرار جميعا لاتساوي دماء الحسين (عليه السلام ) فعلينا ان نقف وقفة توازي وقفة الحسين(عليه السلام ) لكي لايكون ولا يتسلط يزيد ثانية ونبذل الكثير من الدماء لكي لاتسيل دماء ولا تنتهك حرم ولاتنتهي حياة وتبقى كرامة وتبقى انسانية ويبقى ضمير ونأخذ حقوق ولا تصادر حرية لكي لايعود صدام ويتسلط بعث وان لبس ثوب دين او مذهب او فرد او طموح او شخص او فئة ...بهذه المعاني استذكر التاسع من نيسان وبهذه الحقيقة يمضي الشعب العراقي يوم العشرين من نيسان في الانتخابات وبهذا الوعي سيكون الاختيار لكي لانرى اذناب البعث ولا من يريد ان يصعد على اجرامهم من يستخدمهم كلاب حراسة او قطاعي طرق فلن نخاف ولن نتردد ولن نعود الى تلك الحقبة باي طريقة وباي ثمن.. ماقدمناه في العشرة سنوات الماضية ثمنا باهضا ولن نسمح لاي كان ان يصادره لا باسم كرسي ولا باسم طموح ولا باسم حقوق باطلة ولا باسم حكومة فاشلة تريد ان تتربع على العراق باسم وبحجة وبثوب لا للبعث والبعث موجود وينخر مؤسساتها لن نخوف ولن نكترث اختيارنا سيكون لانفسنا للتغيير للاصلاح ولن يكون باعادة الوجوه التي ارادت ان تضيع مشروعنا وتجهض احلامنا لا لشيء الا لانها تحب السلطة وحولتها الى غنائم ..بقاء التاسع من نيسان واحياءه في كل عام واستحضار صورة وعظمة ومشهد الشهيد السعيد (محمد باقر الصدر ) ونذالة ووضاعة ومهانة وخسة وحقارة ووضاعة (الفأر المقبور صدام )هو من سيضيء الطريق وهو الكفيل بان نستمر وان لانتراجع او نعود ولو لخطوة واحدة الى الوراء وهو الكفيل بان نغير الحال ونعدل المسار ونصلح الاعوجاج واول خطوة هو الحضور والتوجه بكثافة الى الانتخابات يوم العشرين من نيسان مشفوع بحسن الاختيار...........