هل سمعتم نشيج الناجين من سجن داعش بالحويجة؟ هل رأيتم دموعهم؟ دعوني أقول الذي في قلبي اليوم وليقل الذي لا يعجبه قولي ما يقل. لا بل وأخوّل بكل صدق وارتياح كل من اسمه على قائمتي في فيسبوك ان يشطب اسمي بعد ان يقرأ هذا العمود ان وجد في الذي أقوله خيانة او لا مبالاة بما يسمونه "سيادة". وان كان لي رجاء واحد فهو ان لا يحمل ما أقوله على محمل الطائفية رغم انى تلقيت من الحجر والشتائم ما لا يحصى بفعل تجردي منها حد العظم. أقول: كنت احسب ان آخر من يعترض على انقاذ حياة إنسان أينما وجد، هو الشيعي العراقي بالذات. عندما اسمع صوتا يريد ان يقنع الشيعة بأن ما حدث بالحويجة تدخل اميركي او كردي خارق للسيادة اجده يسعى لإفراغ الشيعي العراقي من حسه الإنساني الذي رضعه من ثدي امه. في أكثر من مقال وعمود ولقاء تلفزيوني كنت أردّ على الساخرين من الشيعة بفعل ممارستهم للشعائر الحسينية بقولي انكم لا تدركون الحس الرقيق فيها. هذه الدموع التي تسكب في عاشوراء لعبت دورا مهما في زرع الرقّة بقلوب شيعة العراق. متى صار الشيعي العراقي يعترض حين يسمع بإنسان أُنقذ من حافة الذبح؟ أما كانت ثلاثة ارباع دموعنا على الامام الحسين، ان لم اقل كلها، لأنه ترك وحيدا يصيح "أما من ناصر ينصرنا؟" فعلا لا أدرى كيف تسللت هذه القسوة لقوب البعض وصار ينظر الى واقعة الحويجة فلا يرى الا حسابات سياسية أطرافها أميركا واكراد وحشد شعبي من دون وضع صورة الانسان الذي تم إنقاذه بالحساب. اني خائف من إرساء قواعد ثقافة غريبة تهدف الى زرع القسوة والجفاف في الروح الشيعية العراقية التي ما كانت تعرفها. من حق الشيعي العراقي ان يفتخر بأنه يندر ان يجد بين أبناء مذهبه انتحاريين يقتلون الناس باسم الدين او المذهب. لمصلحة من تريدون ان تعلموا ابناءنا القسوة وكره من يفك رقبة 69 اسيرا؟ آمل وارجو من المرجعية الشريفة، ان تقطع الطريق على من يسعى الى قتل الحس الإنساني في نفوس الأجيال الجديدة من الشيعة وذلك بأن تبارك صولة تحرير رقاب المظلومين من الدواعش الظالمين.
|