مؤتمر فيينا للازمة السورية والمصالح الدولية

 

السياسة في ابسط تعريفاتها هي فن التعامل مع الواقع والواقع الفعلي على الارض كما يقال ان هنالك وجود روسي فاعل على الارض السورية مستند لاطار قانوني في عملة يرادفه على الارض جيش سوري لا زال لديه وبعد خمس سنوات من حرب استنزافية لقدراتة يتمتع بقدرات جيدة اضافة لوجود ايراني وقوات حزب اللة وهناك موقف شعبي سوري بعد معرفتهم لطبيعة المعركة على الأرض والصمود الأسطوري لها .وموقف عربي مخجل غير مفهوم لا يمكن اغفاله . والتعاطي الذي ينطوي على تناقضات كبيرة،

في حين نرى ان روسيا الان تتعاطى على محورين العسكري ويعتبر مخرجاً هاماً من إنحصار موازين الصراع في سوريا بيد أمريكا وحلفائها، وهذا التدخل العسكري الروسي  الجديد بهذه السهولة لم يكن ممكنا ً لولا تراجع الأهتمام الأمريكي الذي تمت ترجمته واهمها الغاء ميزانية الخمسمائة مليون دولار لتدريب المعارضة السورية “المعتدله” و الدورالسياسي  الروسي تكمن في أنه كسر الإحتكار الأمريكي لقضايا المنطقة و لكسب اكبر وقت لتحقيق انجاز فعلي على الارض يستطيع من خلاله فرض اجنداته على طاولة المفاوضات ، ومنها إنه لا مساومة على خروج الأسد من السلطة في ظل الظروف الحالية على الاقل، وتعتقد ان ذلك من حق الشعب السوري في القول الفصل في هذا الشأن كما يعلنون. وعلى المجتمع الدّولي احترام إرادة الشعب السوري في تحديد مصيره واختيار قيادته، وأنّ يقف دائمًا إلى جانب إرادة الشعوب في المنطقة. ويسعى الاعداد لمؤتمر جديد موسع، يحضره أقطاب فيينا الأربعة، مع إيران التي رحبت بالمشاركة فيها وهي المفتاح الرئيسي لحل طلسم المشكلة والقوة الكبيرة الفاعلة والمؤثرة على ارض الواقع والتي لاترحب بغضاً المملكة العربية السعودية بحضورها ولكنها مجبرة على قبول الحقيقة والضغط الدولي كما ان الولايات المتحدة اصبحت تراهن على الجمهورية الاسلامية الايرانية لايجاد الحلول من اجل انهاء الازمة وتشارك الإمارات وقطر ومصر والأردن فيه الى جانب  تركية وفرنسا ، والتي سوف ينعقد في الجمعة في فيينا . والروس مصرين  على  تلقين الغرب دروساً، والنيل منهم على ما فعلوا بهم في أفغانستان و جورجيا إلى أوكرانيا، وحصارهم الاقتصادي، بعد أحداث أوكرانيا، وهم على ثقة في تحقيق والوصول الى كل أهدافهم في هذه المنطقة من العالم، والسبب المهم  تفرّق العرب واختلاف مواقفهم تجاه اكثر القضايا العربية وخاصة المسألة السورية، كما ان اختلاف وتناحر قوى المعارضة السورية المسلحة منهم وغير المسلحة وعدم اتفاقهم على استراتيجية معينة والخلافات الحادة في توجهاتهم الفكرية وكيفية التعامل على الارض في الداخل السوري، وشعور الروس بأنهم استطاعوا تشكيل تكتل ضد الهيمنة الاقتصادية الغربية (مجموعة البريكس). ومناطق النفوذ تحددها بوصلة المصالح وليس المباديء كما يتوهم البعض، صديق اليوم قد يتحول الى عدو المستقبل، وعدو الأمس قد يصبح صديقاً اليوم. لا توجد ثوابت في سياسات الدول الخارجية بل متغيرات، وأن وجدت ثوابت فبحدود وقتية تزول بزوال أسبابها. وهناك الآلاف من الشواهد التأريخية والحاضرة سيما في منطقتنا العربية على ذلك.

وها هي الولايات المتحدة ما يهمها الان سوى اطالة الازمة السورية اكبر قدر ممكن لمحاولة استنزاف روسيا ( كما تعتقد ) واستنزاف الخليج ايضا سواء في سوريا او اليمن وفي النهاية وجودها بصورة فعلية وعسكرية بالخليج وتركيا واسرائيل وهي تعلم ان سوريا وبغض النظر عن نتيجة الاحداث اصبحت دولة منهكة بكافة المعايير اما  المناكفات الدبلوماسية التي لن تساهم في الوصول الى حل سياسي لازمة طالت، وازدادت دموية، وانما بالمزيد من التعقيدات، ووضع العقبات في طريق هذا الحل، ومن يعتقد بغير ذلك يغالط نفسه ويخدعها، لان العمل على انهاء الحرب في سورية تكون مجدية إذا توافرت إرادة وقدرة على حلول سياسية تنصف اطرافها وتحافظ على وحدة الدولة والشعب. لكن الحلول تحتاج إلى تنازلات. والابتعاد عن المصالح الدولية