بالدليل القاطع أمانة بغداد غير أمينة!
متاهة البحث عن الأعداء، مهمة غاية في السهولة عند الأحزاب والكتل، التي تسنمت مناصب عليا في الحكومة، حتى بدون مشاورة أطراف مشاركة لهم، في العملية السياسية، وتحت مسمى واحد، لكن التفرد الذي أصيب به، أغلب ساسة اليوم بات وبالاً على الشعب، حيث يعاني الأمرين جراء سوء إدارة ملف الخدمات، وكأن شخوصهم التي جلبوها مجرد أمراض مسرطنة، تضيف أوبئة الى أمراضنا السياسية المستعصية، وعليه لا نستطيع إعتماد رأي الجاهل، الذي لا يبرأ من مرضه، فوجب إزالته!
نحن نعلم أن الفتق كبير جداً، والرقعة صغيرة، وهذا بسبب الفساد الذي ينخر إمانة بغداد، منذ زمن ليس بالقريب، ومهمة الإصلاح لهذا العصب المهم في بغداد، بحاجة الى ألغاء دور الامانة، لانها أصبحت غير مؤتمنة! ولا تلبي المطلوب منها.
كان النبي موسى (عليه السلام) يناجي ربه: يا رب كيف أعرف أنك راضٍ عني؟ فأوحي إليه: إذا رضي عنك أحبائي، فقال: ومَنْ أحباؤك يا ربِّ؟ قال سبحانه وتعالى: المساكين! فيا أمينة بغداد: لا غنى كالعقل، ولا ظهير كالمشاورة، على أننا ندرك أنك أكاديمية ناجحة، ولكن في مجال التعليم، أما العمل الذي يحاكي المساكين، فالأمر مختلف تماماً، لأن معالجة المشاكل الخدمية، تتطلب إجراءات صارمة، قبل حلول الكارثة، لا أن تنتظر الأزمات، حتى تستنفروا طاقاتكم فيها، فالصيف كان طويلاً، ومشاريعكم متلكئة!
جيلنا معذب وثائر بعد الثورة البنفسجية، التي وضع الشعب فيها كل آماله، للعيش الرغيد الكريم، والخدمات المتكاملة، والأجواء الآمنة، لكن القرارات الفردية البعيدة عن الواقعية، حالت دون ذلك، فأمينة بغداد لم تكن من سيدات المستحيل، اللواتي صنعن المعجزات، فبعد سنة على تسنمها المنصب الأمين، لم نشهد ذلك الإنجاز الذي يتوقعه سكان بغداد، ليشفع لها، خصوصاً وأننا منذ سنوات نعاني أزمة فيضانات مزمنة، فهل من مخرج صدق نعتمد عليه؟ أم صخرة عبعوب وأخواتها، ستكون حاضرة في مبررات الأمانة الموقرة؟
صمت مياه الأمطار الغزيرة، وهو يركض نحو محطات التصريف سريعاً، حلم يتجمع لدقائق معدودات، ثم يتلاشى، وقد يكون أمراً مقبولاً، في ظل الميزانية المخصصة للخدمات، طيلة السنوات الماضية، لكن الأمر يحتاج لتأمل طويل، وهو ماذا فعلت الأنثى التكنوقراط، في ملف الخدمات؟ وسكان بغداد يشاهدون أساسات بيوتهم، مشبعة برطوبة المياه الآسنة، والأزقة غارقة في السبات المائي، في أول موجة أمطار تجتاح البلاد! وها هي أمانة بغداد، إثبتت بالدليل القاطع، أنها غير أمينة، على المواطن وممتلكاته.
ختاماً: كلما كان الإنسان قادراً على تقبل الرأي الآخر، كلما كان جديراً بالفوز بالحقيقة، لذا هل أدرك أهل القانون ودعاته، أن حريتهم المستبدة، عبثت بأرواح الأبرياء؟ وجعلت من مصاعب الحياة في العراق، كابوساً لا يطاق علاوة على الفساد، والإرهاب الذي لولا الفتوى الجهادية، لأستبيح على يده البلد أرضاً وشعباً؟ ألا يتوقف العقل لديهم للحظة واحدة، ليفكروا في الأحباء المساكين؟ الذي يرضى الباريء عز وجل لمحبتهم، فهم الثورة التي اوصلتهم الى مناصبهم، فلمَ تتنكرون لمن صعدتم على أكتافهم؟