المحاضرة الجامعية المصغّرة


ترجمة: هاشم كاطع لازم – أستاذ مساعد - جامعة البصرة – كلية الآداب hashim_lazim@yahoo.com
بقلم: البروفيسور فيرديناند فون بروندزنسكي Ferdinand von Prondzynski

تدور هذه الأيام حوارات ذات صلة بالتعليم العالي المعاصر عن مدى فائدة وجدوى المحاضرة الجامعية التقليدية التي تتواصل في العادة مدة ساعة أو مايقارب ذلك يطرح فيهاموضوع ما أو جملة مواضيع ذات صلة يتولى شرحها والتعليق عليها أستاذ جامعي يصغي أليه جمع من الطلبة دون الأضطلاع بأي دور تفاعلي يذكر داخل قاعة الدرس! وأنسجاما مع التغييرات التي شهدها كل من علم أصول التدريس pedagogy وعلم السكان demographics، فضلا عن التقنيات الجديدة، أصبحت الحوارات تنظر الى أعتبار وسيلة التعليم التقليدية هذه فائضة عن الحاجة الى حد كبير.
وأذا كانت مجموعة غير قليلة من الآراء تذهب الى أن المحاضرة التقليدية لاتقدم سوى النزر اليسير للتعليم الذي يعتمد التكنولوجيا الحديثة أو التعلم عن بعد فأن هناك صيغة معدلة للمحاضرة الجامعية بدأت تحظى بالأهتمام مؤخرا وهي المحاضرة المصغّرة micro-lecture التي توصف بكونها: ( عبارة عن نتف أو مواضيع موجزة للغاية snippets تنطوي على تقديم عروض بسيطة عبر وسائل متعددة الجوانب multimedia فيما يتراوح وقت العرض الواحد (المحاضرة) بين 90 ثانية و 5 دقائق. وتركز المحاضرة على مفهوم محدد أو مهارة معينة تتوافق مع الأهداف التعليمية للمقرر الدراسي الأمر الذي يتيح الفرصة للطلبة للحصول على المعلومات ذات الصلة بالمفهوم المحدد أو المهارة التي ينوون ممارستها.
والسؤال الذي يمكن أن يطرح هنا: هل نحن بصدد تقليص المعرفة وتجزئتها الى جزئيات صغيرة مناسبة لطبيعة الناس في وقتنا الحاضر والذين يتسمون بشرود الذهن وتنتابهم الحيرة بسهولة لكنها معرفة لاتحمل من القيمة التحليلية سوى الشيء المحدود؟ والسؤال الآخر هو: هل نلجأ الى قضايا جوهرية للحث على التعلم والأستكشاف الفكري؟ أم أن مثل هذا الطرح يمثل جزءا من الحاجة الدائمة لتبني بصيرة تعليمية أصيلة لأشكال التعليم الجديدة؟
https://universitydiary.wordpress.com/page/4/