خطوط نقل التلاميذ.. معاناة يومية وإرهاق مستمر

يعيش التلميذ ساعات طويلة ومرهقة في وسائل النقل قبل وصوله
* المشرفات في حافلة المدارس الاهلية لا يهتمن بالتلميذ أثناء صعوده ونزوله
* بعض الاسر تركت خطوط النقل وصارت تقوم بهذه المهمة بانفسها

نتيجة للظروف الامنية وعدم قرب المدارس عن منازل الطلاب ، تقوم غالبية العوائل العراقية باشراكهم في خطوط النقل مع بقية الطلاب في منطقتهم والمناطق الاخرى بعد الاتفاق مع سائقيها مقابل بعض المبالع تدفع لهم شهرياً ، ولكن هذه العوائل أصبحت تعاني من رحلة ذهاب أبنائهم إلى المدرسة ومن ثم العودة منها ، فأصابتها حالة من القلق والذين عدوها مليئة بالارهاق والمخاطر، نتيجة حر الصيف اللاهب وبرد الشتاء القارس وإهمال المشرفة التي تستقل الحافلة معهم في المدارس الاهلية أو السواق في المدارس الحكومية ، بسبب عدم متابعتهم وإلتزامهم بالشروط والقوانين الموضوعة لسلامتهم في الحافلات .
فهل ستبقى العوائل العراقية تعيش حالة من التوتر أثناء خروج أبنائها وإنتظار عودتهم ؟ ولماذا لا تقوم المشرفة التي تسقل الحافلة مع الاطفال بالانتباه عليهم من دون إغفال أحد منهم ؟ وكيف يمكن أن يصل الطالب الى منزله بعد إنتهاء دوامه بسرعة بدلاً من مرور أكثر من ساعة في الحافلة ، كي يصل الى منزله ؟ .
(( بغداد الاخبارية )) سلطت الضوء على هذه الظاهرة من خلال تحدثها مع بعض المواطنين حول هذا الامر .
الارهاق والتعب
قال باسم عبد القهار محمود ( موظف ) يقول، بعد إنتهاء ساعات المدرسة أنتظر وصول أبنائي الى المنزل ، ولكني وجدت أن هناك ساعات طويلة ومرهقة يعيشونها في وسائل النقل قبل وصولهم ، فقضاء هذا الوقت في الحافلة ، يسهم في إرهاقهم جسدياً ونفسياً ويؤثر في الوقت نفسه على النشاط الذهني والقدرة على إعادة دروسهم أو إنجاز فروضهم المدرسية بعد عودتهم مساءً ، فاشاهد أنهم يعزفون عنها بصورة كبيرة في صورة عناد ، وفي كثير من الاحيان بكاء ، ولا أعرف ، ماذا أفعل لهم ؟ .
مشرفات مهملات
أضافت باسمة جاسم كريم ( ربة بيت ) بقولها عندما رغبت بتسجيل أبني في إحدى المدارس الاهلية ، شاهدت إن المشرفات في الحافلات ، لا تعد كونهن منظراً فقط ، ويجلسن على أول مقعد الحافلة أو في منتصفه ولا ينظرن الى الجميع أو من حولهن طيلة الطريق ، لان الاطفال لهم تصرفات برئية ولا يعرفون خطورة أي عمل يقومون به ، فكثير منهن لا يمتلكون دراية بمتطلبات الأمن والسلامة لهم ، بالرغم من تنبيهي للمشرفة كل يوم عندما يسقل إبني معها وذهابه الى تلك المدرسة .
مخالفات السواق
أشار سعيد عبد الخالق صادق ( صاحب محل لبيع المواد الكهربائية ) بقوله في بداية كل عام دراسي ، نحاول أن يعرف سائق الحافلة عنوان منزلنا عند الاتفاق معه ، كي يسهم في نزول إبني أمامه مباشرة ، من دون تركه بمسافة بعيدة عنه ، ولكني وجدته أكثر من مرة ، يقوم بتركته في أول الشارع ولا يدخل اليه ، متذرعاً بكثرة الطلاب وتأخره في وصولهم في حالة ترك كل طالب أمام منزله ، فحاولت التحدث معه وتذكيره بانه خالف الاتفاق الذي أبرمته عندما دفعت له القسط الاول من المبالغ ، وعندما كررها ، تشاجرت معه وقمت باسترداد المبالغ المتبقية والقيام بالذهاب مع إبني الى المدرسة ، وإنتظاره قبل إنتهاء الدوام ومن ثم العودة به بشكل يومي .
حالة يرثى لها
أكدت ياسمين علي سالم ( طالبة جامعية ) على إن أخوتها الصغار في المراحل الابتدائية ، يعانون من حر الصيف عندما يتعطل تكييف الحافلة أو إنها تعد من المودلات القديمة التي يستحيل أن يتم تشغل إجهزة التبريد فيها ، حيث أشاهدهم بعد عوتهم في حالة يرثى لها وهو يمرون بالعديد من الشوارع والازقة ، لحين وصولهم الى المنزل وبهذه الاجواء المتعبة ، وكانت والدتي تتخوف من تهور بعض السائقين المراهقين أثناء القيادة ، وقد يصيب أخواني مكروهاً لا سامح الله ، لاني رأيت بعض من هؤلاء السائقين يتعمدون الضغط على الفرامل بقوة حتى يسقط الطالب الذي يقف في الحافلة ، وهم يضحكون بصورة كبيرة ، كنوع من الاستهزاء ، وهو أمر خطير يجب تنبيه السائقين حوله.
الخوف من الدهس
أوضح خالد قاسم رحيم ( صاحب محل لبيع المواد الانشائية ) بقوله من الامور التي أدت في وضع إبنتي مع أحد السواق في منطقتنا من أجل نقلها مع الطالبات الاخريات في المنطقة من والى المدرسة ، هو خوفي عليها من حالة الدهس التي كنت أسمع بها من قبل الناس ، فتوصيتنا للسائق عليها مع بقية العوائل الاخرى لبناتها ، ساهمت في جعل النقل المدرسي أكثر أمناً وسهولة ، ولكنني كنت أشكو من عدم مجيئه في وقت محدد ، فتارة يأتي بصورة مبكرة ويغادر بسرعة ، وفي بعض الأحيان يأتي متأخراً ، فتضطر أمها بتجهيزها مبكراً وتقوم بانتظار الحافلة معها أمام الباب لمدة ليست بالقصيرة ، ناهيك عن الوقت الذي تقضيه داخلها أثناء تنقلها بين عدد من المنازل ، وهو الأمر الذي يرهقها في الصباح والمساء عند عودتها للمنزل ، لذلك قمت بايصالها بين الحين والاخر بوسيلة نقلي الخاصة ، كي أنقذها من هذا الهم اليومــــي .
دور المشرفة
تعجبت هدى وليد عامر ( خياطة ) وهي تحاول أن ترافق إبنائها الى سيارة النقل الخاصة باحدى المدارس الاهلية ، لتشاهد بان بعض المشرفات في الفترة الحالية إقتصر دورهن على الجلوس بالحافلة فقط ، من دون النزول الى الطالب من أجل مساعدته بالصعود أو مساعدته بحمل الحقيبة قبل صعوده ، وقد تحدث إبنها لامه ، أن بعض التلاميذ من أصدقائه بسبب مناطقهم التي يصعب مرور الحافلة فيها لوجد بعض الحفريات أو وجد الحصى والرمل والطابوق المرمي في الشارع ، يقومون السواق بتركهم في أماكن بعيدة عن منزلهم ، ليضطروا للمشي مسافات كي يصلوا الى منزلهم .
الوقوع والاصابة
شدد صادق عبد الستار شاكر ( سائق أجرة ) على ضرورة الإشراف من قبل المعنيين في المدارس بطريقة أفضل في عملية صعود ونزول الطلبة من الحافلة ، وليس تركهم بهذه الصورة المزدحمة ، خوفاً عليهم من الوقوع والاصابة ببعض الحالات الخطرة من خلال نزول مشرفة الحافلة مع الطالب وليس الجلوس فيها والتفرج عليهم والرحيل قبل أن تضمن وصولهم للمنزل بصورة آمنة ، وإن كانت أوضاع الحافلات في المدارس الحكومية ربما لا تلبي طموح الاهالي ، نسبة لمبالغها المناسبة ، ولكن ما يشاهد في حافلات المدارس الخاصة ذات الأقساط المرتفعة ، لا يمكن أن تعكس المبالغ الباهظة التي يدفعها أولياء الأمور لتوصيل أبنائهم بأمان .
مركبات خاصة
تُفضل فاطمة حميد داود ( موظفة ) القيام بايصال أبنائهما بمركبتها الخاصة حفاظاً على سلامتهم ، وتوفير بعض الوقت، بعد أن وجدت هناك هدراً بالمال ومشاكل في التأخير بصورة دائمة في حافلات المدارس الخاصة ، حتى إرهقت أعصابها من دون مبرر ، وكانت سابقاً ترسل أبناءها بحافلات المدارس الاهلية مقابل مبالغ ليست بالقليلة ، ولكنها بعد فترة ، وجدت حلاً لهذه المشكلة وهي تعيين سائقاً خاصاً باعداد محدودة ، من أجل تنفيذ هذه المهمة والعودة بهم بلا تأخير ، حيث شعرت حينها براحة كبيرة وتخلصت من رحلة المعاناة اليومية التي إشتكى منها أبنائها ، عند وصلوهم إلى المنزل ، منهكين لا يريدون سوى النوم ولا شيء غيره .

كلمة لابد منها
خوف الاهالي على أبنائها عند ذهابهم الى المدرسة أو أثناء عودتهم ، ساهم في لجوئهم الى خطوط النقل الخاصة من أجل أمنهم وسلامتهم ، فانعكس هذا الامر على تكسد هذه المركبات أمام المدارس وعدم إنسيابية حركة المرور بشكل واضح ، وساهم في تأخر الحافلات والطلاب نتيجة كثرتهم من خلال إضطرار سائق الحافلة للتوقف عند كل منزل ، وهو أمر يجب أخذه بعين الاعتبار من قبل الاهالي ، لانه يؤدي في تأخير وصولهم الى بصورة مبكرة ، فلو كان الوضع الامني مستقر ، لما إنتشرت هذه الظاهرة في كل عام دراسي ، وأصحبت معاناة يومية بالنسبة للعوائل وهم ينتظرون بالساعات لرجوع أبنائهم بعد إنتهاء دوامهم الدراسي .