استبق وزيرالخارجية الأمريكي جون كيري محادثات فينابتصريح ملفت في معهد كارنيجي للسلام،حين قال أن(التحدي الذي نواجهه في سوريا اليوم أشبه برسم طريق للخروج من الجحيم)،دون أن يشيرالى دورحكومته وأعوانها في التخطيط والتنفيذ للفوضى الدموية في سوريا والمنطقة،ودون أن يوضح السبب الرئيسي الذي دفع الامريكيين الى قبول الاجتماع مع أطرافِ كانوا يرفضون مشاركتها في وضع الحلول الواقعية للوضع في سوريا،قبل دخول روسيا بثقل نوعي أربك المعادلات التي أرادها الأمريكيون دون حسم أطول فترة ممكنه،للعبث بأوضاع المنطقة والعالم. لكن كيري كالعادة،استدرك بعبارة أخرى تحفظ لاطراف فريقه العربي التركي بعضاً من ماء الوجه،حين أشارالى أن(أفضل مايمكن القيام به لدعم الحرب ضدتنظيم الدولة الاسلامية، هوحل سياسي يهمش الاسد،كي يتسنى الاتحاد بشكل أفضل ضد التطرف)،وكأن تهميش الأسد هو الحل السحري في بلدٍتحول الى ساحة حرب متعددة الأطراف والغايات والمصالح،بفضل السياسة الأمريكية الخاطئة في المنطقة. لم تعد التصريحات الأمريكية ذات شأن في ما تتعرض له المنطقة العربية من مذابح وخراب على ايدي عصابات داعش الاجرامية في سوريا والعراق،والعدوان السعودي وتحالفه العربي ضد شعب اليمن،فقد تأكدت بمالايقبل الشك مسؤوليةأطراف العدوان، في التخطيط والتمويل والتنفيذ والدعم السياسي. لقد أعلن مدير المخابرات الأمريكية (جون بريتان)يوم أمس أن(الشرق الأوسط المعروف أنتهى الى غير رجعه)،وأعلن في نفس اليوم مدير الاستخبارات الفرنسية أن(الشرق الأوسط الذي نعرفه انتهى وأشك بأن يعود مجدداً)،وهما تصريحان مصاغان بنفس الاسلوب،وكأنهما مستندان الى وثيقة سرية معتمدة من دول العدوان،ربما لن يطول زمن كشف تفاصيلهالاحقاً!. أن ماينتظرالمنطقة سيكون أسوء من الجاري على أرضها الآن، فقد فتح الامريكيون أبواب الجحيم على شعوبها منذ عقود،وكانت ادواتهم الدكتاتوريات العربية،لكن الخطورة المضافة الآن هي تحول الاسلوب الى دعم التنظيمات الارهابية،وهو أحدث اساليب الدمار،لانه المنتج الاقوى والدائم للصراعات المذهبية العصية على الحلول،والتي تدعم مصالحهم السياسية والاقتصادية لعقود قادمة !. أن الجحيم الذي يريد الخروج منه كيري في محادثات فينا هو جحيم امريكي،أشعلته حكومته بأدواتها،وهي قادرةعلى غلق بواباته بدون مؤتمرات لو أرادت ذلك،لكن أغراضها منه لم تكتمل بعد،وطالما أن الخسائر بكل تفاصيلها تتحملها شعوب وبلدان المنطقة، فأن الحلول ستبقى مؤجلة، والمؤتمرات محطات تداول لتخفيف الضغوط على الحكومات المتبجحة بالديمقراطية.
|