هل يتحول اغتيال الطبيب جعفر حسين الى صرخة توقظ ضمائر المتقاعسين ؟ |
منذ الغزو الامريكي للعراق عام 2003 تشهد العاصمة بغداد ومناطق العراق الاخرى عمليات اغتيال وقتل منظمة ومخطط لها وتستهدف الأطباء والعلماء ووالادباء والفنانين واساتذة الجامعات والطيارين وقد تم تقريبا تفريغ العراق من الطيارين والعلماء والاطباء والمبدعين والطاات الاخرى فمن لم يطاله ( الكاتم ) واستطاع النجاة من رصاصاته حمل متاعه وغادر العراق الى مكان يأمن به على حياته وقبل ايام افاد مصدر في الشرطة العراقية وتحديدا في يوم الثلاثاء 27 تشرين الاول ، بالعثور على جثة مدير مصرف الدم في مدينه الصدر مقتولاً داخل منزله شرقي بغداد.وقال المصدر في حديث لوسائل إعلام محلية :إن “قوة أمنية عثرت، اليوم، على جثه الدكتور جعفر حسين مدير مصرف الدم في مدينه الصدر مقتولاً داخل منزله في مدينة الصدر وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه : أن الجثة بدت عليها آثار طعن بالسكاكين، وجرى نقلها الى الطب العدلي وفتح تحقيق لكشف ملابسات الحادث”. والتحقيق الذي يشير له البيان سوف لن يختلف عن التحقيقات التي اجريت بعد مقتل طيارين وعلماء واطباء وسيقيد ضد مجهول وتغلق القضية مع علم السلطات العامة والمختصة ان هذه القضايا لم تكن فردية على الاطلاق ولم ينتج القتل بسبب حالات عداء او خلافات شخصية وانما القضية قضية امن وطني وتحمل كل سمات المؤامرة ودلالتها والطرف المتماهل في القضية من الاطراف المسؤولة في السلطة هو شريك او متواطيء وفي احسن الظروف يكون متقاعس او غير قائم بواجبه والسؤال المنطقي يقول : لمصلحة من يقتل اطباء العراق وعلمائه وقبلهم الطيارون والمبدعين ؟ ومن له مصلحة في افراغ العراق من طاقات وكوادر هو في امس الحاجة لها ؟ ا ن اخر ضحية ( د. جعفر حسين ) كان بشهادة زملاؤه ومراجعيه واصدقاه طبيبا يؤدي واجبه بحرص وانسانا مسالما يحب الحياة والناس والمطالعات العلمية ويخفض اجور الكشف لمراجعي عيادته الخاصة ولم يعرف له اعداء او خلافات مع اخرين ولم يأتي مقتله بطريقة الخطأ وانما قتل في بيته مع سبق الاصرار والترصد وبجريمة مكتملة الاركان تخطيطا وتنفيذا , ومؤكد ان القائمين بقتل هذه النوعيات من المجتمع هم اعداء واغلب الظن عصابات دولية لانبري الدول ذات المصالح المختلفة مع العراق لكن هل يستطيع هؤلاء المجرمون تنفيذ جرائمهم دون مساعدة من عراقيين في السلطة او خارجها ؟ بالتاكيد لا فالمجرمون يحتاجون تسهيلات وحاضنات ودعم لوجستي واسناد من داخل المحيط الذي يتحرك الضحية فيه وعلى فرض ان السياسيين اصحاب اجندات وارتباط بالخارج ماذا عن ضباط الشرطة والاستخبارات والمخابرات وعناصرهم .. ألم يكن واجبهم حماية المواطن ؟ والسهر على أمنه ؟ من يشاهد قوائم الرواتب لهؤلاء يظن انهم يكفون لحماية شعب باربع اضعاف الشعب العراقي لكن الحقيقة للاسف مخيبة للامال اذا يخسر العراقييون كل يوم ارواحا كثيرة في شتى انواع الارهاب المبرمج مع فشل كامل في التصدي له من القوات الامنية . ان الطبيب الراحل جعفر حسين هو الان اخر المغدورين من الاطباء .. هل يتحول اغتياله الى صرخة توقظ ضمائر الضباط المختصين ويصل صداها لضمائر السياسيين ليهبوا لاداء واجبهم والامانة الملقاة على عاتقهم ؟ او انهم سيكتفون بتصريحات للصحف عن طريقة اغتيال ضحايا جدد طالبين عدم ذكر اسماهم كعادتهم .
|