هذا العنوان آخر ما يفكر به المسؤول والمواطن العراقي ؛ فالعراقي يعيش ويتعامل مع اللحظة الآنية من دون الالتفات الى المستقبل ومن دون التفكير بالنتائج التي تنتج عن قدومه على أية خطوة ؛ العراقي ليس غبيا لكنه إعتاد على هذا المنوال فهو يعمل على عكس نظرية لاتؤجل عمل اليوم الى غد فجميع أعماله مؤجلة لحين وقوع الظرف الطارئ الذي يجبره على إتخاذ خطوات ترقيعية لإصلاح مايمكن إصلاحه ومعالجة مايمكن معالجته بعد وقوع الخطر المحدق الذي أحاط به وأجبره على القيام بهذه الخطوات ماتشهده بغداد من فيضانات نتيجة الأمطار البسيطة هو دليل واضح على عدم تهيؤ الأمانة والجهات المعنية للموسم الشتوي الذي سيشهد أمطارا غزيرة حسب ماتوقع الخبراء حين غرقت بغداد سارعت الأمانة لمعالجة الموقف من خلال فتح " المنهولات " المغلقة طيلة فصل الصيف ؛ لأن الأمانة لاتعرف ولاتتذكر هذه المنهولات الا حينما يشتد المطر ! كذلك في الجانب الأمني حين نحرر مدينة بشق الأنفس عندها يبدأ الترهل والتراخي وسرعان مايعود الإرهاب لإحتلالها نتيجة هذا البرود وعدم التفكير بالمستقبل ؛ وحين تنفجر سيارة مفخخة تستنفر القوات الأمنية كافة قدراتها لتطويق مكان الحادث وإجراء تفتيش كامل للمنطقة لكن هذه الإجراءات لم تستمر طويلا وسرعان مايعود الوضع الى حاله وتعود السيارات المفخخة لتفجير نفس المكان مرة أخرى ! كذلك في الجانب السياسي نسمع عن اتهام شخصية سياسية بأبشع التهم وبعد فترة قصيرة يعود هذا المتهم ويصبح رمزا وطنيا يتمنى الجميع ان يكونوا من المقربين له ! في الجانب الرياضي نحصل على بطولة محترمة لكننا لم نطور الفريق ولم نهتم باللاعبين لإن هذا العمل يخص المستقبل ونحن نكره المستقبل ولانهتم به لذلك لم تتطور رياضتنا الى يومنا هذا ولازلنا نلوك بإنتصاراتنا الرياضية التاريخية ! هذه الأحداث والوقائع تمثل حالة عامة إعتاد عليها الشعب فحين بدأت الأمطار سارع اصحاب السيارات الى شراء " ماسحات السيارات " وأصبحت تجارة الماسحات تجارة رابحة وشهدت محال بيع الماسحات إقبالا كبيرا وإكتظت السيارات من أجل تبديل الماسحات ! سائق السيارة لم يتذكر الماسحة الا حينما يشعر بخطر المطر ! كذلك شهدت محال بيع " النايلون " نفس الإقبال الكبير لأن المواطنين تركوا سطوح منازلهم بلا إهتمام لكنهم حينما شعروا إن الأمطار قادمة سارعوا لشراء النايلون لتدارك الخطر ! عندما نفكر بالمستقبل ونهتم به عندئذ نبدأ بالتطور .
|