نموذجان من نظرية المؤامرة

 

 

من اكثر الشعوب التي تؤمن بنظرية المؤامرة هي الشعوب العربية والاسلامية بحيث تحول هذا الايمان الى ثقافة عامة، فلاتكاد تقدم على عمل ما حتى تدخل في دائرة الشك والتأويل حول الدوافع التي دفعتك الى القيام به، وبما ان العقل السياسي العربي هو نتاج هذه الشعوب، فهو خير من استثمرها لصالحه، اما للتسقيط، او لتجنب تبريرمالايمكن تبريره، هناك نموذجان من واقعنافي العراق حصلا في الايام القليلة الماضي

 

الاول:

 

عند عقد التحالف الرباعي سعت قوى سياسية لافشال هذا التحالف بشتى الوسائل، وحسب هذه النظرية فأن هذا التحالف يخدم مصالح روسية وفارسية، مستبعدين اي مصالح عراقية، ووصل الأمر حد تخوين من يتحالف مع روسيا، كون الاخيرة نسقت مع الجانب الاسرائيلي،بتبادل المعلومات حول استخدام المجال الجوي العملياتي في سوريا. هناك دول عربية عديدة ومنها خليجية، وكذلك دول جوار تربطها علاقات وثيقة باسرائيل، سرية وعلنية، كما ان الولايات المتحدة الامريكية لديها تحالفات ستراتيجية، امنية وعسكرية، ووفق هذا المعيارفي توصيف الخيانة فإن كل من يحالف او يتعامل مع هذه الدول يدخل ضمن هذا التوصيف، ام أن هناك من يكيل بما يتناسب مع توجهاته؟.

 

الثاني:

 

قوى سياسية اخرى شككت بعملية تحرير الرهائن في الحويجة، وتحت نفس النظرية، واصفتا اياها بأنها تحمل علامات استفهام ولها دوافع خاصة بمن قام بها، واياٌ كانت الدوافع فإن هذه الغارة انقذت ارواح العديد ممن كانوا مهيئين لقطع رؤسهم، بين لحظة واخرى وكلنا يعلم ان عصابات داعش لاتتواني عن فعل اي شيء، والتأخير ليس في صالحهم، ومن يرغب في تحريرهم او تحرير غيرهم فالطريق امامه سالكة ولا داعي للتأخير، اما الادعاء بأن هدف العملية هي لتهريب عناصر من داعش يمتلكون اسرار حول تعاملهم مع الامريكان، ففي هذه الحالة اعتقد بأنه ادعاء ضعيف كون المنطق يقول قتلهم اولى من تهريبهم كي تختفي الاسرار بموتهم. سؤال يتبادر الى الذهن هل لو قامت بهذه الغارة قوات روسية سوف تلاقي هذا التشكيك من نفس هذه القوى؟ اعتقد كلا ولكن التشكيك سوف يأتي من قوى اخرى.

 

في كلا النموذجين الامرلايعدوعن كونه لعبة تجاذبات سياسية عانى ويعاني منها الشعب العراقي والتي تعكس حالة التشظي والانقسام في الساحة العراقية، نحن احوج مانكون الى خطاب وطني موحد يجنبنا التدخلات الخارجية.