إصلاحات العبادي تقصم ظهر الموظف |
بعد التظاهرات الجماهيرية التي طالبت بمحاربة الفساد والمفسدين وبعد ضغوطات المرجعية الرشيدة اضطرت حكومة المحاصصة والتي يقودها العبادي على اجراء اصلاحات ظنّ المواطن البسيط ان تلك الاصلاحات ستؤتي أكلها لصالح الشعب وخاصة الطبقات الفقيرة وتضرب الفاسدين بيد من حديد لكن الذي حصل ان تلك اليد الحديدية وجهت صفعتها للشعب وخاصة الفقراء وكافأت المفسدين وعززت من مكانتهم وبذلك تكون الحكومة قد استغفلت المواطنين بل حتى استغفلت المرجعية الرشيدة ..
1- أعلنت الحكومة قرارا بتخفيض رواتب ومخصصات الدرجات الخاصة فصدق من صدق وخاصة البسطاء واصحاب النوايا السليمة بل حتى المرجعية باركت القرار ..لكن بعد تعميم جدول رواتب ذوي الدرجات الخاصة وبعد مقارنته مع الجدول القديم تبين ان التخفيض ضحك على ذقون الشعب لكن الحقيقة ان جدول التخفيض جاء لزيادة رواتب الدرجات الخاصة بما لا يقل عن مليون دينار او أكثر للذين عاث بعضهم فسادا في الارض وبذلك تكون الحكومة وعلى رأسها العبادي قد أوهموا الشعب والمرجعية الرشيدة.
2- ان سلم الرواتب الجديد .. جاء لإكمال الاجهاز على الطبقة الوسطى التي سحقتها الانظمة المتخلفة والفاشلة والتي توالت على حكم العراق منذ قرن من الزمن حتى كارثة بريمر ومن اعقبه من الحكام ..إذ الحق السلم الجديد اضرارا كبيرة خاصة بالموظفين المتضررين اصلا من نظام الرواتب مثلا لو أخذنا الموظف البسيط الذي يعين في الدرجة العاشرة في وزارة التربية كان راتبه 140 ألف دينار وسيكون حسب سلم الرواتب الجديد 170 ألف دينار أي بزيادة قدرها 30 ألف دينار لكن السلم الجديد يحجب عن هذا الموظف المسكين مخصصات مقطوعة قدرها 150 ألف دينار كان يتقاضاها حسب السلم السابق وبذلك فان هذا الموظف سيقل راتبه 120 ألف دينار فاذا علمنا ان راتبه اصلا دون خط الفقر فماذا يا ترى سيحل بهذا المسكين ..يسلب العبادي منه 120 ألف ويزيد اصحاب الدرجات الخاصة ملايين الدنانير ..اين المساواة اين العدالة الاجتماعية في هذه الاصلاحات ؟
.3- حتى قرار العبادي الاول من اصلاحاته البائسة لم يكن لوجه الله ولا لطلب الاصلاح واقصد قرار إقالة نواب رئيس الجمهورية ونواب رئيس الوزراء وان كانوا فضائيين وفائضين عن حاجة الدولة وظيفيا ..لكن العبادي أطاح بهم لأمر آخر وهو ان هؤلاء رؤساء كتل ويمتلكون ( كارزما ) لايمتلكها العبادي اذا قيس بأي منهم فأراد ان يخلو له الجو لأنهم يشكلون عبئا كارزميا أثقل كاهله ولايستطيع أن ينوء به خاصة وان العبادي ما كان له ان يدخل قبة البرلمان لولا اصوات ولي نعمته المالكي وبالتالي ماكان له ان يصل الى رئاسة الوزراء الا بتلك الاصوات ..طبعا بغض النظر عن الملاحظات والمؤاخذات المسجلة ضد المالكي وبقية المقالين ..لكن من حق المالكي ان يردد قول الشاعر على الاقل مع نفسه :
أعلمه الرماية كل يوم …..فلما اشتد ساعده رماني
وكم علمته نظم القوافي …..فلما قال قافية هجاني
4-هناك نقطة أخرى لابد من إثارتها وهي ان الوزارات التي تم الغاؤها اودمجها لاتشكل اي ثقل على كاهل الدولة ولاعملية الترشيق بذي فائدة ممكن ان تعود على الدولة لأنها اصلا وزارات بعضها لايشكل كادرها ما يعادل كادر قسم في اي دائرة ..لكن العبادي اتخذها يافطة دعائية للترشيق والاصلاح علما ان اكثر شاغلي تلك الوزارت هم اما من الاقليات المهمشة او الاحزاب التي لايطيب العبادي لها نفسا
.5- قضية الحشد الشعبي المقاوم ..لابد ان نقول ان الحشد نهض لمهمته بعد فتوى المرجعية ولإنقاذ العراق من خطر داعش وفعلا قام خلال سنة بهذه المهمة النبيلة رغم الامكانات الضعيفة والتي استمدها من الاهالي علما ان الحكومة كانت مترددة ومتوجسة في دعمها للحشد الشعبي رغم تضحياته الكبيرة بل لولاه لما كان هناك دولة اسمها العراق ومع ذلك نرى الحكومة غير مهتمة بجدية فاعلة في دعمه لإنجاز مهامه بل راحت تقلص ميزانيته وفعلت معه كما فعلت مع الموظفين المساكين..بل ان الحكومة لم تقم بدورها في الرد على المغرضين والمعادين للحشد الشعبي البطل سواء محليا ام أقليميا أم دوليا ..ولم تقم بتجهيزه وتسليحه خاصة الاسلحة الثقيلة والمتطورة ولم تقم بدورها اللوجستي المطلوب ولو فعلت لحرر الحشد الشعبي جميع الاراضي العراقية المحتلة من قبل الدواعش ..كما لم تهتم بشهداء وجرحى الحشد الشعبي واسرهم ..بل لم تشرك قيادة الحشد الشعبي بالقرار الامني من خلال اقامت هيئة اركان مشتركة موحدة
.6- بعد كل ذلك لم يبق امام الشعب الا ان يقول قولته النهائية بهذه الحكومة البائسة والتي ستقود البلد الى المجهول وصار على المرجعية ان تفتح ملف الحقيقة مع الحكومة وتطرح رأيها صريحا بها على الشعب .
|