أبراز الفكر وصورة الرئيس الجديد مع بداية التغيير

 

نلاحظ ان الربيع العربي لم يحقق اهدافه في كل الدول العربية التي حل بها.واذا حاولنا تحليل هذا الفشل الكلي او النسبي فسنجد حتما العديد من الاسباب والاخطاء.لكننا نرى ان من اهم اسباب تاخر التغيير رغم احلام هذا الربيع الجميلة ،هو عدم وجود بديل مقنع سواءا فكريا او شخصيا.ففكريا اغلب البدائل هي بدائل تجعلنا نفضل النظام السابق ،فبين الفكر الجهادي الاستئصالي والفكر التغريبي المنحل ،حتما سنختار نظام سابق ضمن لنا على الاقل حرية شكلية لاختلافاتنا العرقية والعقائدية.اما شخصيا ففي اغلب الدول العربية التي يمر بها الربيع لا يوجد ند للحاكم السابق او خليفة مقنع على الاقل نسبيا.وكمثال تونس لم تجد الا ابنا من ابناء النظام السابق وهو القائد السبسي لقيادة البلاد ولو لفترة حتى تنكشف ملامح شخصية قيادية جديدة وفكر جديد،اي انه مجرد تاخير للازمة و انتظار هبة الهية.اما مصر فخليفة مبارك لم يكن سوى النظام الاخواني لانه الاكثر تنظيما وليس الاكثر شعبية ،وبعد احساس الاغلبية التائهة بقرب انهيار الجمهورية المصرية و الانصهار داخل دولة اسلامية اخوانية حدودها تتجاوز حتى الحدود الفرعونية،تحتم على الجيش صناعة قائد جديد هو السيسي ومحاولة اعطائه صورة قوية شبيهة بصورة مبارك او السادات وانتظار رحمة الهية بظهور عبد الناصر جديد.وبالنسبة للازمة السورية ،فبقاء الاسد صامدا طوال هذه الفترة راجع بالاساس لغياب بديل مقبول ومقنع لدى المعارضة المعتدلة كما تسمى ،واما البديل الداعشي فلم يكن يوما ولن يكون خيارا مقبولا،خاصة الان بعد ان ارتقى الصراع الى مستوى اعلى وهو صراع روسي امريكي،اي صورة مصغرة عن حرب باردة جديدة حيث الاسد او المعارضة مجرد ماريونات اي دمى تحرك من خلف الستار ، بل حتى من امام الستار.والازمة الليبية واليمنية يتشابهان بنسبة كييرة ،فالطييعة القبائلية وانتشار الجهل جعل الصراع اكثر همجية،وجعلنا ما ان نعتاد ترديد اسم جهة او قائد ميداني اعلاميا حتى يختفي وتظهر اسماء اخرى تختفي اسرع واسرع.ولولا استعجال ساركوزي بالقضاء على القذافي لاخفاء اسرار اموال حملته الانتخابية وصفقات سلاح الغاها القذافي لكنا الان نتمنى بقاءه،ولولا تغير السياسة السعودية وتخليها عن علي عبدالله صالح لكان الان حاكما محبوبا لليمن.والحالة اللبنانية تؤكد انه لابد من نضوج البديل قبل التغيير .وعدم اتفاق الاطراف على شخصية الرئيس قد يقود البلاد الى حرب اهلية جديدة تفني العباد.والحالة الصحية التي تحسنت قليلا للرئيس عبد العزيز بوتفليقة هي الحائل الاول امام بداية الفوضى.رغم اننا نرى ان اصحاب القرار ومع انهيار اسعار المحروقات قد استشعروا ضرورة اظهار خليفة قوي،خاصة امام احتمال موت مفاجئ للرئيس يخلط الحسابات ويعقدها،ونرى انه لن يكون سوى ابن النظام القوي ورجل الازمات الصلب اي احمد اويحيى.والتاريخ يؤكد ان اغلب الثورات كان لها قائد،واغلب التغييرات كان لها مفكر منظر،فالثورة الجزائرية طالت سبع سنوات لانها احتاجت لظهور بن بلة وقبوله كرئيس من طرف جميع الاطراف حتى فرنسا،والشعب الهندي سار وراء غاندي،وكوبا هي فيدال،وجنوب افريقيا مع مانديلا اعطت دروس النضال ودروس قبول تداول السلطة.

 

في الاخير ننصح اصحاب التغيير بناء فكر مقبول من طرف الاغلبية وتقديم صورة الرئيس،لسان هذا الفكر.