اكواخ الصبر |
الطريق للسوق تجتمع علي الأرصفة مئات الوجوه بلا ألقاب وجموع من العصافير تنقر بلاط الذكريات وتهش بقايا الذباب عن صنية محشي ولحم مسلوق حامض أ نسكب في بطن الجياع وقلبي متكأ علي نار الغليان من كأس فارغ من الأمان فمن أنا ومن يكون السجان أحسست بطعم الملح في حلقي وشوك قابع في الفراش يوخز جسدي بلسع عقرب منعرج في كف رأسي وصارت الناس مثل الأرواق بل أحساس وعاد القلم الوليد يسجل أسمي في سلة المهملات ميلاد نحس والأ سم- عيد- بل ناس تؤنس مصائب والدي وكانت كلمة العزاء مبروك تستحق التهاني – البقاء لله هكذا هو عيد ميلادي الذكري السنوية لموت والدتي فأنا الأول والأخير لها كانت عقيم وشاء القدر أن تتزوج وتنجب علي كبر ثم فارقت الحياة تركتني بلا صدر حنون أشكي إليه ليالي البرد والنوم علي بلاط السطح مزق خاصرتي إلي ألف سقف فأين الدفء في ليالي الأعصار- أسمع صوت نهيق الحمار في قلب الدار يشفق علي من البرد هكذا كان قرر زوجة الأب وهي في طريقها للسوق لبيع الخضار تسابق خطوات أبي وتضرب كف علي كف الولد كبر وأنا منه أخاف أن يتسلل إلي غرفتي ويري زينتي وأنا معك بالفراش هو عامل مثل النقاش وعينيه مثل الحراس لازم ينام في الأسطبل ده كبر بقي زاي العجل أحسب عمره ده بقي رجل عنده -ثمان- سنوات داهية لاتبارك فيه عيل نحس وكمان من الشطار بالمدرسة أسمع يا- أبو السبع- لو تعمل ديك وتحكم علي بالقتل ما أرجع البيت إلا لما يطلع من المدرسة ومحال أن ينسجم الحال إلا لما تشوف له شغلة يصرف منها علي نفسه أصلك أنت تعبان حرام عليك نفسك الولد كم سنة ويتزوج أحسن جاحة يحوش المهر من دلوقت ومازالت تثرثر بالقسوة الجبروت والسخافات تصر علي الأنتقام من طفل صغير لايعرف غير إنه يعيش بل مضمون لماذا سحق لماذا العنف ضد نفس بريئة جاءت إلي الدنيا بدون أختيار أصبح من الأيتام يمضغ الطعام ولم يتكمل نمو الأسنان لم يبني الهيكل العظمي للإنسان – ومازال نفس السؤال حائر علي الشفاه إياك والدلع حتي لايطلع جبان وإياك أن تغدق عليه بالنعم حتي يكون لديه كرامة وأكسر نفسه حتي يتعلم الشهامة لاتعليم حتي يكون صقر وحديد – يليق به ماسح أحذية للوجهاء حتي يتعلم السخاء ومازالت جالسة علي صينية العشاء تجمع قمح مطحون وتخبز فطير بالفرن وسكبت العسل بالسم في فم الأب وجلست تاكل وهي تدير المفتاح السحري بالأغراء وتضع عطر غامض بالكره فظلت تعبث في مخ – أبوالسباع – أن الطفل تسلل إليها وشم نفس العطر و إنه مثل الشرنقة يدخل تحت الثوب يلعب في سوار صدرها وأنا فراشة أخجل من أي فعل أرهقني التفكير والسهر جف ريقي وأنا أنتظزك علي عجل لابد من عمل شئ فاض بي الكيل وأنا أزرع وأبني الأفكار بل أمل لكن عندي عدة نقاط نتفق عليها لابعاد هذا الصنم عن عش الحب!! أولاً نصر أن يركب الحمار ويمضي إلي أي ناحية أو مدنية ويتوه وسط الزحام ونخلص منه أويصطدم الحمار بسيارة أو شجرة ونقول أنتحر أو نخليه يطلع علي الشباك يجمع ثمر الأشجار ونقول قضاء وقدر لا بلاش كده نرسلها إلي ملجاء هو متعود علي السهر علشان يشتغل خياط ويصاب بالعمي أو يهرب بعيد ونخلص منه أو نلفق له تهمة ويدخل الأحداث فعلا سرق غواشي النحاس أونولع عود كبريت ونحرق جسده النحيل بدون أي دليل علي الجريمة تقيد ضد مجهول أو أو نمارس معه سياسة الموت البطئ ونمع عنه الاكل والصحة لن تهتم بوفيات الجوع أو أو ولكن لابد من القتل حتي لايبقي له جذر بالأرض وعلا بينهما الشجار أنت جشع ومن التجار أبعد عني هذا العار لا أريده أعمل أي شئ حتي لايكبر ويصبح شاب – أنزوي الطفل الصغير بالظلام وكان الليل خريف شديد الرياح والاعصار- خرج -عيد – من الأسطبل كنسيم خفيف الظل لايدري أين مشاتل الازهار لكي يشعر بالأمان ويروي الصبر من ماء المزن ومازال ينهق الحمار والقعرب نائمة تحت الجلد خلدت للنوم بأطمئنان وأندلع حريق من بقايا حطب الفرن أنقلب المرق علي قلب الأب وصار متفحم من الظلم ولم يبقي شئ من حطام الدار إلا ثرثرة الأفعي إلي الشيطان في نفس المكان من كل عام يظهر شبح تلك المراة يصرخ علي أعلي الأكواخ يفشي خبايا تلك الأسرار أن عيد- ربما التحق بعهد جديد أويجوب الطرقات كطفل شريد فالشارع ذو صدر رحيم يرحب بمن يضل والرصيف متسع للكل .
|