رقّةُ الندى وأوراق الجوري.. بقلم كريم عبد الله

 

رقّةُ الندى يتدحرجُ على أسرّةِ الحقولِ يمتطي سنابلاً في العيونِ يشعُّ فيها الفجر ..../ أوراقُ الجوري تعرفُ الطريقَ كي تتعطّرُ بفساتينها تلاعبُ أنوثتها الصارخة ... / مرحٌ ترشُّ بأحلامهِ فلا يهطلُ إلاّ المطرَ في غدرانها يستميحها العذر ....

مِنَ البعيدِ ستأتي أمطارُ تشرينَ تحملُ كركراتها تغسلُ حزنَ الليل الواقفَ في مستعمراتها ... / فالوان التعاسةِ جرّداءَ عميقة تتوغلُ بعنادٍ في هذهِ المسافات .../ تأسرُ وجهَ الصباحِ وتفرزُ صهيلاً عنيفاً يلوّحُ بالجنونِ مرتعشاً يُقرؤني الغربةَ ....

يتنقلُ حاملاً حزني هذا الشتاء الثقيل تدّعي الغيوم ستمطرُ وجهها في جزيرةِ هواجسي .../ تتناسلُ الرمال تعجنُ الغيابَ تكوّمهُ على هذا الأفق عاصفةً تثقّبُ وجهي مغتبطة .../ في الليلِ تهبطُ  الوحدةُ نعاساً يتغشّى قصباً حزيناً يتكاثرُ عجولاً في الذاكرة ....

في زاويةٍ يومضُ شراعٌ باهضٌ بزخرفةِ المواعيدِ تنهضُ البراكينُ تزيّنُ النظرات ملطّخةً بالإشتهاء ... / حليقةٌ هي الأحلام تراودني تخفقُ مشبّعة بالأنينِ ... / يتشظّى صدى عطرها مبلاّلاً بالأساطيرِ يغمرني يلقّنني هدوءَ الأنهيار

مِنْ بعدِ هذهِ الشهقاتِ يأتيني زلال أنفاسها يوصمني بالدهشةِ ويرممُ ما خرّبتهُ الأميالِ الظامئةِ ... / أُصغي للتمتماتِ أشتهي إزرقاقَ سماواتها تعجُّ فيها الصبوات تطفو ... / والشجنُ يتغطّى بالضبابِ يغفو على سفوحِ السكون متأوّهاً ....

وَهمي يعودُ أشعثاً يتشبّهُ بالأرقِ الشاحب في تأوّهاتٍ يتطايرُ منها عشقٌ يسيرُ بلا هوادةٍ ... / يستأذنُ الرحيل يتباطأُ منتظراً غيماتها تمرُّ متساقطةً تخضّبُ الشوقَ يطوي هذا الحنين .../ فيباغتهُ الصباح المشرق متسربلاً بالياقوتِ في مباهجها يحثّهُ على البقاء