حماقة السياسيين وفوضى العراق |
حلم للمستقبل المجهول … حياة مسكونة بالحب الامل والبنفسج…تزينها الطيور والزهور والفراشات… تبهجها ضحكات الصغار والكبار وتنتعش ايامها القِصار بذكر الرب وتمجيده وشكره على نعمائه…
كان هذا حلم طفل ولوحة رسمها عندما كان نطفة في رحم امه… سافر هذا الحلم عبر ثواني التسعة اشهر وابحر في مساحات من الامل لم يكن لها اسم بل كان يُصنع فيها الفرح والحب والسعادة.
لم يكن يعلم ان حلمه قد ابتلعه الوهم… أُغتيل حتى قبل ان يرى نور الحياة قتله عويل الارامل وغرق في بحر الدم والاسى… والذي مهد لقتله اصوات الاستنكار الفارغة! واطنان الشهامات المزيفة! والخطابات المعلنة عبر خوارات الانفس المتباهية بجرمها في قتل الحياة…
ربما تتعثر الحروف لأجل كتابة الحقائق في زمننا هذا الذي يهرول الفرد فيه الى شبع الغرائز و بملء ارادته وبأسم الحلال … ليصبح حلاله حراماً وحرامه حلالاً حتى اختلطت المفاهيم ولم يعد للحياة معنى يذكر لتُبنى حضارة التخلف اللامتناهية من تلك الحماقات!
يقول سوفاج “ليس للحياة قيمة إلا إذا وجدنا فيها شيئا نناضل من اجله” لكن مما نراه ألان إن قيمة الحياة في سفك الدماء وأن النضال صار لأجل الدنيا وشهواتها وذلها! قتل الأبرياء تشريد العوائل زرع الفتن والنفاق الظلم والظلم صار قانوناً و منهجاً ودستوراً…
إلى متى كل هذا؟! منذ عقود مضت وحتى اللحظة يموت الأبرياء… تُحصد أرواحهم بشكل يومي وعلى مدار الساعة… وكأنه واجب يجب أن يقضوه دون نقاش أو سؤال حتى تعودنا وأصبح روتيناً أن نسمع عن استهداف المسلمين وقتلهم ورؤية المجازر اليومية والأشلاء المتناثرة في عمق الضمائر! أما اليوم فقد اضيفت لقائمة الظلم منسدلة اخرى، استقطاع رواتب الموظفين!
لا اعرف لكن الموضوع مضحك بقدر ما هو مبكي! عندما تكون واردات النفط مليارات لا تحصى! والبلد عبارة عن دمار لا خدمات لا كهرباء لا بنى تحتية! ولا حتى ما تتطلبه ابسط المعيشة البشرية!
اذن لماذا يتم الاستقطاع لأن مشاريعهم في دول الغرب توقفت ربما او تحتاج تمويلاً ! اولئك السياسيين الحمقى! رواتبهم التي تتجاوز العشر ملايين شهريا لم تمس! او يتم التعديل عليها بالمقابل راتب الموظف الكادح والذي خدم البلد لربع عقد من الزمن ولا يكاد يصل راتبه المليون! تم الاستقطاع منه! اية عدالة هذه ! انها سرقة علنية صريحة وفساد امام الانظار!
لكن لو اننا ندقق في الامور سنجد ان السبب هو الشعب! نعم هم يروا شعباً جاهلاً ليس لديه موقف! او قضية! كل ما هنالك مظاهرات من اجل اصلاحات هي اصلا لا تجد اذاناً صاغية! اصلاحات شخصية! هذا يطالب بالكهرباء وذاك يطالب بالماء! ولكن لم اسمع احداً يطالب بالعراق! لم اسمع عن قضية لو سكنت الانفس لصارت المنطقة الخضراء الان عبارة عن تراب سحيق! ولو لا تأكد الساسيين من ان الشعب عبارة عن فورة وقتية لما تمادوا هكذا بالظلم والطغيان!
الصورة في العراق رُسمت كالاتي:
السياسيون من اكبر رتبة وحتى عامل الخدمة في البرلمان! عبارة عن دمى تحركها خيوط خارجية وتبرمج لها المعلومات الخطط التي تريد ان تشغل بها الشارع العراقي…
تلك الخيوط الخارجية هي امريكا واسرائيل بصراحة الاحتلال الاجنبي لم ينته من العراق وحتى تسيطر تلك الدول على خيرات العراق يجب ان تستمر هذه الفوضى دون توقف! حتى يستسلم الناس وهذا ما يحصل فعلاً… التهجير! وداعش! ونهب اموال الموظفين! لا اعرف بعد هذا؛ اية لعبة سيطلقها المتطفلون! لن تنتهي المؤامرة على ابادة العراق حتى تجف اخرة قطرة دم عراقي!
|