دعوا الشباب .. فلكل زمان هوى

 

ربما الخوض في هذا الحديث او التنديد بهذا العمل المشين يهدد المتحدث والكاتب الى اتهامات طويلة وعريضة اقلها واهونها هو اتهامه بالانحراف او لعل الامر يصل الى التهديد بالقتل في مجتمع مثل المجتمع العراقي الذي تعيش وتعشش فيه الافات المجتمعية المريضة والسرطانات الجاهلة التي بدأت بالظهور الى السطح بعد التحولات الخطيرة وسقوط النظام السابق فأصبح كل شخص ممكن ان يعطي فتوى وينفذ فتواه بيده بسبب غياب القانون وابتعاد الناس عن البحث عن الحقائق التي ادت الى التجاوز على الحريات والممارسات البريئة والكيل بالتهم الباطله الى اناس بعيدي كل البعد عن التفسيرات القاصرة والنظرة السيئة لتلك التصرفات بحجج واهية منها الحفاظ على بيضة الاسلام او الحفاظ على الاعراف العراقية او خارج عن الاصول او هذا شاذ وخارج عن الطريق وبالتالي فان الامر يؤدي الى ازهاق الارواح بغير وجه حق والناس تنظر الى الامر بدون أي ردود فعل ويبقى الموضوع ضد مجهول وحتى الجهات الامنية لا تعطي أي اهتمام لتلك الملفات وايقاف الجناة ومطاردتهم والنيل ممن يوجه القتلة الى تلك الاتجاهات الدخيلة على العراق التي كان بالامس القريب بعيد كل البعد عن تلك التصرفات الهوجاء ،(من قتل نفسا بغير حق كأنما قتل الناس جميعا ) او (من احيا نفس كأنما احيا الناس جميعا ) او اراقة قطرة دم من انسان اهون من هتك حرمة الكعبة مثل هذه الاحاديث او تلك الكلمات دائما ما نسمعها وبعض من الايات القرآنية التي تحث المجتمع على الحفاظ على ارواح الناس مثل هذه الاحاديث نسمعها دائما في المجتمعات الدينية والتجمعات الاسلامية ويوجه رجال الدين والاعلام الى التوقف عن اراقة الدم العراقي لكن الامر المؤسف والذي يجري ان هناك من يعطي الفتاوي القبيحة ويعطي لنفسه العنان بالتجاوز على ارواح البشر بتلك الحجج الواهية والمجتمع والاسلام والعراق براء منه ومن فتاويه، ليس هناك أي فتوى او أي ايه قرآنية او حديث رسالي يشجع او يوجه على قتل النفس بدون وجه حق او يوجهها على الاعتقاد او الضن او لعل  او ربما واخر تلك الظواهر التي بدأت تنتشر في المجتمع العراقي عموما وفي مدينة بغداد هو قتل الشباب بحجة انهم مثيلي الجنس او انهم من النوع الخنثي وراح التمادي للنيل من اولاءك الشباب بتعليق صورهم وأسماءهم على الجدران وفي الاماكن العامة وتكتب عند صورهم اقبح العبارات واسوا الكلمات التي يقشعر لها البدن ولا يمكن ان يكتبها الا من هو شاذ فعلا لقباحة ما كتب والبعض منهم فعلا دحرجت رؤوسهم وابتعدت عن اجسادهم لا لشيء فقط  انهم شباب … والشباب بحكم عمره يماشي المودة والموديل وهو مقلد لتلك المودات الشبابية واغلب من مر بتلك المرحلة عاش الحالة في وقته وفي شبابه على الرغم من ان تلك الظواهر الشبابية تأتي الى العراق متأخرة سابقا لعدم وجود الاعلام المتطور والتعتيم الاعلامي المقصود في زمن الحكومات لكن الشباب يحصلون على مبتغاهم وقتها من المجلات والصحف والمسافرين العائدين الى الوطن ومعلوم ان لكل زمن وقته ورجاله في الملبس وقصة الشعر والسير وحتى الاكلات ومررنا كشباب وكل واحد منا مر بمرحلته فلقد لبس بعض الشباب القلادة ووضع المدالية في جيبه ولبس ملبس الجينز والجارلس  وسرح شعره بقصة النكرو واطال زلفه واطال شعره وقصره مرة اخرى وتفنن بزلفه وارتفع كعب الحذاء الرجالي واختلفت الوانه وموديلاته فتراه مرة ابيض وأخرى بقيطان عند رأسه ومرة بصوت يصدر منه عند السير ومرة ترى القميص فضفاض واخرى تراه قد ضاق ومرة سترة الشاب قصيرة واخرى طويله ومرة ملفوفة الكم وبألوان مقفلة ومربعات وترى مرة الحزام صار عريضا جدا مثل الكاوبوي وأخرى اصبح نحيلا ذلك الحزام ومرة صار قماشا وكذلك ربطة العنق مرت بموديلات مختلفة وحتى قصة اللحى ايضا دخلت في الموديل انها فترات يمر بها الشباب وكل من يعيش فترته يلبس مثل ماهو شائع وخاصة  الشباب والطلبة هم اكثر الشرائح في المجتمع بالتنويع باللبس ومسايرة الوقت ليس من يتماشى مع الموديل وعيش فترته هو شاذ وبعيد عن الاعراف المجتمعية ،،، كم شخص منا ومنهم الكاتب قد ضحك كثيرا او سأل نفسه مرات وهو يرى صوره القديمة بين اصدقاءه وبملبس تلك الفترة وقصة شعره وقال بينه وبين نفسه احقا هذا انا ؟ او كيف كنا نلبس مثل هذا الملبس ؟ صحيح ان مثل هذه الاسئلة تطرح كثيرا بعد مرور السنوات لكن في ذلك الوقت الامر جدا عادي بل الغير عادي انك بعيدا عن ما يعيشه الناس وهناك مثلا شائعا عن العراقيين ( البس ما يعجب الناس واكل مايعجبك) هذا هو الواقع فليس في العراق من الشباب من يبيع الهوى جهارا نهار ويعمل الرذيلة في الشارع العام ويخدش مشاعر الناس ويتجاوز على حرماتهم فقط انهم شباب حضهم العاثر جاء بهم في زمن الفلتان الامني والفوضى وداعش والقاعدة،،،

 

ثم لنكن اكثر صراحة لو ان بعض الشباب خارج عن الطريق والعرف والدين الاسلامي ،،،سؤالنا هو من له الحق بانزال القتل بذلك الشاب؟ ومن اعطاه الاذن بذلك ؟ومن ولى بعض القتلة على ان يقرروا هذا يقتل او هذا يقص اصبعه ؟ او هذا يوشم بجبهته كما فعل الدكتاتور السابق ؟  اليس نحن في زمن سيادة القانون أو اليس هناك دولة ومؤسسات هي من يقرر هذا يسجن او هذا يحاسب اوليس لدينا محاكم قضائية هي من يقرر وتقرر فقط عند الشكوى ؟

 

نحن في زمن القرن الحادي والعشرين زمن الثورة الاعلامية والصورية ولابد للناس ان تعيش كما يحلو لها بشرط ان لا تعكر وتخدش مشاعر المجتمع ولا تتجاوز على حرمات الناس ،،،فليس من المعقول ونحن في هذا الوقت نعطي الحق لبعض الخارجين عن القانون ان يقتلوا الشباب ويكتبوا على اجساد اولاءك الشباب وفي رابعة النهار بحجة القصاص انهم ( جراوه) او هذا (جرو ) او هذا انثى او هذا شاذ بدون ادنى رحمة ويدورن بالشباب في الشوارع والأزقة تحت تهديد السلاح ورجال القانون يتفرجون على الجناة ،،،للأسف الشديد ينقصنا فقط ان نعود الى قانون الطالبان في افغانستان وننفذ الجلد والرمي بالحجارة حتى الموت على اولئك الشباب ورجمهم حتى الموت في حفر في الشوارع كما يفعل متخلفي الطالبان وبعض الحركات المتطرفة التي تدعي الإسلام والإسلام منهم براء .