التربيه والتعليم في أعراف ألمتخصصين عملية تستهدف ألأرتقاء بألأنسان قبل كل شيء , وكل مجتمع يتطور فيه التحصيل العلمي تتقدم معه كل مرافق الحياة ... وهذه بذيهيه إفتقدنا تكريسها في الزمن العراقي الحالي حيث نشهد إنحدارا غير مسبوق في الواقع التربوي يطول ويتشعب الحديث عن مسبباته . المدارس مفرده لاتحددها مرحلة دراسيه معينه فهي تبدأ ماقبل الصف ألأول ألأبتائي (دور الحضانه ورياض ألأطفال) ولن تنتهي بالشهاده الجامعيه ألأوليه إذ تليها الدراسات العليا (دبلوم ألأختصاص والماجستير والدكتوراه وبحوث مابعدها) والقاسم المشترك لكل هذه المستويات التربويه التعليميه : 1- (مُخرجاتِها) المتمثله بالتهذيب والتحصيل العلمي والمهارات المكتسبه للمتخرجين منها 2- (مٌدخلاتها) المتمثله بجهود القائمين عليها وخزينة الدوله ... ولا يخفى على لبيب إلترابط الحيوي بين (المُخرجات والمُدخلات) فأولهما هو إبن الثاني الذي يتأثر به بشكل مباشر . مما ميز المدرسه العراقيه منذ النشأه ألأولى إن الدوله كانت تضع بحسبانها توفير ماتستطيع من عوامل الدعم للمدخلات من توفير البنى التحتيه على قدر ماتسمح به الحاله ألأقتصاديه للبلد وبتمييز واضح على كافة القطاعات وصولا الى العام 1980 حيث بدأ التداعي بسبب ما أملته المقامرات الحربيه وعسكرة المجتمع , كما أن حرص الدوله على أعداد مهني علمي للكوادر التدريسيه لمختلف مستويات ألأداء تعرض هو ألأخر للتراجع منذ تلك السنه , ولربما كانت التشريعات التي صدر بعضها بقرارات من(القائد الضروره) وبعض ما إستلهمه المشرعين من بداوته التي تنطلق على شكل أوامر قد أسهمت بشكل جلي في ما آلت اليه ألأمور في هذا القطاع الحيوي . ومع زوال صدام من الواجهه راودنا ألأمل بأن نشهد تغيير واضح ومتسارع الخطى في الواقع التربوي التعليمي , لاسيما إن من تصدى بعده من حملة الشهادات العليا حسب ما يدعون , وإنهم ممن يعمل بروحية ألأسلام الذي كانت أول آياته المحكمات (إقرأ) وأوصانا نبيه الكريم بفضيلة طلب العلم ... هكذا كانوا يرددون على مسامعنا , وقد إستقبل المعلم هذا التغيير بروحية التفاؤل وألأمل وفرضت جموع التربويين على المحتل سنة 2002-2003 كعام دراسي إعتيادي بعد محاولة سلطة ألأحتلال تأجيل الدراسه لذلك العام واعتبارها سنة عدم رسوب , لكنهم خضعوا لقرار المعلم الذي أعتبره شخصيا أول إنتصار شعبي حقق إنجاز , إذ كانت تلك السنه من أفضل سنوات ألأداء للمعلم والطالب حسب تقديري المتواضع , فرغم كل ماشابها وأحاطها من عوامل تمكنت جموع المعلمين من تعويض أيام التعطيل وأكمال المناهج الدراسيه , كما كان أداء ألأمتحانات على أحسن صوره . لم يُحسن ولاة ألأمور إستغلال هذا ألأصرار على النجاح بمجمل العمليه التربويه التعليميه الذي حركته الضمائر اليقضه لأساتذة الجامعات والكوادر التدريسيه في المستويات ألأخرى وجاءت مواليد مابعد التغيير مسوخا تعافها ألأنفس فما زالت جامعاتنا تحتاج للمزيد من البنى والمحفزات ووسائل ألأرتقاء بالتحصيل العلمي , وما زالت مدارسنا تكتظ بالتلاميذ والطلبه خروجا على مقاييس اليونسكو من حيث عدد المدارس في البنايه الواحده وعدد التلاميذ في الشعبه الواحده مع نقص بين في الوسائل التعليميه والمختبرات وأبنيه آيله للأنهيار في أي لحظه , مازالت عقود بناء المدارس مع شركات أجنبيه ومحليه لم تُنفذ ... ولايخفى إن كل هذه العوامل قد أدت الى (ثلمة) في الضمير المهني لبعض الكوادر التربويه لكنه داء مازال محدود نخشى إنتشاره إن لم تكن هناك وقفه جاده لدراسة معمقه للواقع التربوي في العراق , وللحديث بقيه .
|