العراق تايمز: كتب نادر الشوكي
سأتجرأ في هذه الحلقات على قول الحق الذي يجهله الناس ويخاف العارفون منه وهو أن سبب مشاكل العراق الرئيسي هو أولاد السيستاني.
وليس أولاد السيستاني مختلفين عن أولاد المراجع الماضين، فقد ترك كل مرجع خلفه أسرته تعتاش على أمجاده في أذهان الناس وظلاً يعمي بصائرهم لسنوات طويلة، وبقي من كل عالم في النجف أسرة تصنع صنماً له من الحجر مثل أصنام العلماء الشمعية في متحف النجف الذي تنافست العوائل العلمائية لتمجيد آبائها فيه رغم أنهم يقولون بحرمة صنع التماثيل! فهذه هي الألوكة التي تصعب على الناس والتي هي مشكلة العراق الكبرى.
أولاد السيستاني ومنذ اتفاقهم مع الحاكم المدني بريمر أعطوه الضوء الأخضر لتمرير مشروعه السياسي والاجتماعي والاقتصادي في مقابل دعم مرجعية السيستاني وجعلها هي المرجعية الوحيدة في الساحة، حتى كانت عشيقته وداد البغدادي تتعجب من كثرة ما يردد بريمر اسم السيستاني وتقول: أنه لولا أنها تعرف أنه مسيحي لظنت أنه يقلد السيستاني!.
وكانت العلاقة بين السيستاني وبريمر واضحة صرح عنها بجرأة في مذكراته وصرح عنها كذلك رامسفيلت في الطبعة الأولى من مذكراته، وقدم على أثرها دعم مالي كبير للسيستاني مقداره 200 مليون دولار بعنوان إعمار النجف، ثم استمر الدعم عبر وسيط بينه وبين بريمر بعنوان رواتب للحمايات.
ولا شك أن هذا الاتفاق كان وراءه أبناء السيستاني لدعم مرجعية والدهم وتغليبها على سائر المرجعيات العراقية والإيرانية، ثم لتتحول جميع العتبات تحت رعايتهم بما تدره عليهم من مليارات لا يمكن الحديث عن مصارفها وأين تذهب، فهي بلا شك لا تُصرف على طلبة العلم الذين ما زالوا يعيشون نفس حالة الضعف المادي والاستضعاف المعنوي.
تحول السيستاني إلى مرجعية عالمية تنافس مرجعية الخامنائي، وتحول ولده محمد رضا إلى رئيس شبكة من الوكلاء الذين (يأكلون ويوصوصون) على حد تعبيرهم، ويدعمهم الولد المتغطرس بكل قوة حتى لو افتضحوا بقضايا جنسية تملأ اليوتيوب.
ثم أطلق بريمر لتصميم العراق الجديد ووضع الشخصيات القادمة من الخارج على رأس الهرم بعد أن كانوا لا يملكون 50 شخص من الشعبية، فكانوا كأحجار شطرنج يحركها بريمر، ويقفون كل فترة على باب السيستاني ليعززوا ثقة الناس بهم.
وما عليهم سوى تمرير نفوذ السيستاني في الدولة واحترام اسمه وضرب كل منافس له، ولبريمر أن يمرر مشاريع الإفساد من ملاهي ومقاهي وبرامج مفسدة.
ولو أن الشعب تحرك في تلك الفترة وظهر منه ممثلون حقيقيون يستندون إلى الشعب لما آل الوضع إلى ما هو عليه، من فساد، حتى عبر بعض المتحررين عن هذا التورط بعبارات مفادها أن المرجعية هي التي ورطتهم مع هؤلاء المفسدين.
بل يمتد فساد أولاد السيستاني إلى المشاركة في عقود التراخيص التي كسرت ظهر الاقتصاد العراقي، ولا زال من غير الممكن النبس تجاهها ببنت شفة، حتى أنهم حين أرادوا اتهام المالكي في قضية سقوط الموصل هددهم بكشف أوراق فساد بعض أولاد المراجع فتركوه، يعني محمد رضا السيستاني وعلي بشير النجفي.
وهم اليوم يستعدون لوراثة السيستاني (الذي هو بمثابة الميت الموروث) لتكون لهم المرجعية على رقاب العباد الذين لا يفرقون بين مرجعية المرجع ومرجعية أولاده.
|