حزب الدعوة من مرجعية الصدر الى مرجعية جو بايدن

 

عندما كانت الدعوة تؤمن بالاسلام وتعتمده غقيدة ومنهاجا لها وتدعو الناس للالتزام بتعاليمه فانها كانت تطبق ما يامر به الاسلام من اخلاق حميدة وتواضع ومحبة الناس وخدمتهم ولذلك احبت الامة الدعاة واعتبرتهم مثالها الاعلى ، وبنفس الوقت كان الدعاة يلتزمون بعقيدتهم ويضحون من اجل اعلاء كلمة الله وحماية الامة من شرور الطغاة ولذلك اتخذت الدعوة اية الله السيد محمد باقر الصدر قائدا ومعلما ونبراسا وملهما لها وتمسكت به ولذلك لم نكن نسمع الا اسمه يتردد على السن الدعاة قادة ومنتسبين فاذا ذكرت الدعوة ذكر الصدر واذا ذكر الصدر ذكرت الدعوة .
واليوم وبعدما قررت قيادة الدعوة تغير بوصلتها من ان يكون هدفها تطبيق شريعة الله الى اعتبار السلطة و المركز الحكومي والامتيازات المادية هي الهدف الذي تريد قيادة الدعوة تحقيقه فانها بحثت عمن يؤمن لها كل اهدافها وامالها الدنيوية حيث لم انتهت الفائدة من التعكز و الاستناد الى السيد محمد باقر الصدر فالرجل قد قتله الحاكم وتم دفنه وقد قررت قيادة الدعوة التاكد من انه فعلا قتل ودفن حتى لا يقف لها بالمرصاد عند انحرافها وتغيير اهدافها الدينية الى دنيوية فانها نبشت قبره مرتين بحجة نقله الى مكان يليق به .
وبعدما تاكدت قيادة الدعوة التي اصبح هدفها السلطة من السيد الصدر ميت فعلا ولن يقول لهم بانكم انحرفتم لجأت هذه القيادة الى فقيه ومرجع جديد يستطيع ان يؤمن لها المواقع الحكومية و الرسمية لفترة طويلة فقررت قيادة الدعوة ان يكون فقيهها ومرجعها جو بايدن نائب الرئيس الامريكي وبذلك اعلنت هذه القيادة الحالية الولاء و السمع و الطاعة لهذا المرجع والقائد الامريكي .
لقد خيرت قيادة الدعوة نفسها بعد عام 2006 بين ان تبقى وفية ومخلصة للسيد الصدر ومرجعيته الاسلامية الشيعية وبالتالي لا تستطيع الحفاظ على مصالحها الخاصة و المادية خصوصا او انها تنتقل الى مرجعية امريكية تؤمن لها المنصب و المزايا وتحفظها لهم ، وفعلا اختاروا المرجعية الامريكية مع التزام بفتاوى السيد جون بايدن وبذلك استبدلوا كتاب الفتاوى الواضحة بكتاب العمالة الدائمة وقد اثبتوا اخلاصا عجيبا يوازي تماما بل وتفوق على اخلاص الدعاة القدامى ، فالدعاة القدامى صمدوا بوجه الجلاد ولم يتازلوا فاستشهدوا بينما صمد دعاة 2006 بوجه كل الشعب ورقصوا على اشلائهم التي تتقطع يوميا من اجل الخفاظ على مناصبهم ومراكزهم فقرر المرجع بايدن استمرارهم بمناصبهم .
كانت فتوى جون بايدن واضحة وصريحة وهي تقسيم العراق الى ثلاث مناطق كردية سنية شيعية فالتزمت قيادة الدعوة بالفتوى الامريكية واثار امينها العام مشكلة مع الاكراد وتازمت الامور ومن ثم اثارها مع السنة بحجة طارق الهاشمي والعيساوي فصارت المشكلة كردية سنية شيعية وهي تماما ما يريده مرجع الدعوة الجديد بايدن مع اللاتزام بعدم حل الموضوع بل التصعيد المستمر حيث اثبت دعاة 2006 التزاما عجيبا بفتوى بايدن وتعاليمه بحيث كلما اراد احدا الحل يخرج صبية دعوة 2006 ليؤزموا الامور بتصريحاتهم .
وفيما كانت الدعوة ترسل وفودها سابقا للسيد الصدر لتستفهم منه بعض الامور او تستشيره او تاخذ تعليماته حتى تحافظ على نفسها من الانحراف ولا تقع في الاشكال الشرعي فان دعوة 2006 عملت نفس الشيء حيث ارسلت وفدها الى مرجعها الامريكي جو بايدن قبل فترة قصيرة لترى اذا كانت لاتزال في الخط الامريكي ومطبقة لتعاليمه وملتزمة بفتاواه وفعلا لم تقع في الاشكال ولم ترتكب محرما امريكيا فعاد الحاج و العسكري و الصحفي ليقولوا للامين العام ان المرجعية الامريكية راضية جدا ونحن ضمن خط الفتوى ولم نخرج عنها ونحن مقلدون مخلصون فاستمروا بادائهم حتى جاء مبعوث المرجعية الامريكية بنفسه هذه المرة وهو وزير الخارجية الجديد لينقل لهم ما استجد من فتاوى حيث لابد من مواكبة التطور ولا يمكن البقاء على القديم .
وبعد لقاءه بمقلدي السيد بايدن الاوفياء المخلصين من قيادة الدعوة ذهب وعاد مطمئنا بان المذهب الامريكي والحمد لله ينتشر بصورة سريعة فالمشكلة مع الاكراد لن تحل و مع السنة تتاجج وان المؤمنين بالوعود الامريكية يزدادون ايمانا لان الايمان بالوعود الالهية اثبتت فشلها حيث مات من امن بالوعود الالهية ولم يحصل لا على منصب ولا حتى على قطعة ارض حيث من امن بمرجعية السيد الصدر حصل على مترين فقط من ارض العراق وهي قبره الذي دفن فيه بينما من امن بمرجعية السيد بايدن حصل على عدة قطع الواحدة منها لا تقل عن 600 متر ليعيش عليها لا ليدفن تحتها فشتان بين المرجعتين مرجعية تدفن ومرجعية تحيي !!!!!!!!!!!!!!!!
وبعد ان عاد ممثل المرجعية الامريكية الى امريكا خرج امين الدعوة الامريكية ليعلن بان تشكيل حكومة اغلبية هي الحل وهي نص فتوى المرجع بايدن بحيث تتازم الامور اكثر ويبتعد الاكراد و السنة نتيجة هذه الفتوى التي هي ملزمة لمقلدي السيد بايدن وغير ملزمة لغيرهم .
حقا انها مرجعيتين ولكن اثبت بعض الدعاة بان مرجعية السيد جون بايدن هي افضل من مرجعية السيد الصدر وان المرجع بايدن هو احق بالاتباع من المرجع الصدر لان الالتزام بمرجعية السيد الصدر تؤدي الى القبور بينما مرجعية السيد بايدن تؤدي الى القصور وبالتالي فالسيد محمد باقر الصدر هو الابن العاق بينما السيد جون بايدن هو الاب و القائد المفدى .
هنيئا لدعاة 2006 المرجعية الامريكية الرشيدة الجديدة وهي حقا مرجعية الميدان .