المرحوم عارف محمد من الشخصيات التي كانت معروفة في بلدنا الحبيب ، كبر وشب وترعرع فيه ,  وامتاز بالميل الى العلم في زمن كان فيه الجهل يكتنف المناطق ، والمدارس نادرة ، فتعلم القراءة والكتابة لدى محمود العبورة ، وكان يرتل القرآن ، وعمل موذناً في الجامع القديم ، ولم يكن آنذاك ميكروفونات ولا سماعات ، فكان يصعد الى السطح ويضع يده على اذنه ويؤذن في الناس . وكنا نحن الصغار نأتي في رمضان لنسمع الآذان ونعود مهرولين الى بيوتنا لنبلغ الاهل بأن الوقت حان للافطار . وكان بمثابة مبعوث او مندوب لاهل القرية ، فكان يسافر الى جنين لاجراء المعاملات وتسجيل السكان والمواليد الجدد مقابل مبلغ زهيد من المال . 

عانى شظف العيش ، فعاش ومات فقيراً ، واتصف بالبساطة ورحابة صدره للناس . 

فله الرحمة والذكر الحسن ، وليجعل الله قبره روضة من رياض الجنة .