تَوَعًدَ جيمس بيكر … ونَفًذَ سياسيو العراق وعيده

 

عندما قالها جيمس بيكر بوجه طارق عزيز محذرا اياه من مغبة عدم التجاوب مع المطالب الامريكية باعادة العراق الى العصور الغابرة ، لم يكن مجرد كلام ابراز عضلات وتخويف فحسب .

 

المعروف ان امريكا عندما تهدد بالتدمير فأنها لا تتوانى عن تنفيذ تهديدها لكنها عندما تَعِد شعبا بالازدهار فهي تنسى بسرعة بسبب انانيتها وجشعها . 

 

منذ 2003 بدأت الادارة الاميركية تنفيذ خطتها الجهنمية باسلوب في غاية الخبث واللؤم حيث شكلت اول ادارة" عراقية "  بعد الاحتلال من اشخاص مغمورين ليس لهم اي رصيد وطني فأغدقت عليهم المناصب التي لم يحلموا بجزء يسير منها اطلاقا ومنحتهم الامتيازات الخيالية واسكنتهم الفلل المغتصبة والحمايات مقابل عدم مناقشة الحاكم الامريكي في أي أمر والاذعان لاوامره حرفيا .

 كان بريمر هذا متبجحا بالديموقراطيه وحق الشعب في تحقيق ازدهاره بيده !

 

 

ولما جاءت الانتخابات البرلمانية صعد الى عتبة البرلمان مجهولون لم يحصدوا سوى قليل من اصوات اقاربهم وبعض جيرانهم .. كتب الدستور بيد ادارة الاحتلال حتى وان ساهم في كتابته عراقيو " العهد الجديد " .. وبتكرار هذه الانتخابات وحتى يومنا هذا لم نجد سياسيا بمعنى الحرفية السياسية بل حالمون بالاثراء والاثراء على حساب كل شيء .

 

لقد رتبت الادارة الاميركية  تنفيذ مهمة  العودة الى العصور الغابرة من خلال الاختيار الدقيق  لرؤساء الكتل النيابية والنواب والوزراء والمحافظين وقبل كل هذا رؤساء الرئاسات الثلاث  بما يضمن تنفيذ سيناريو تخريب البنى التحتية وانهيار الامن وتسيد العصابات في الشارع وتحطيم القواعد  العلمية والبحثية والصناعيه والزراعيه والصحية والتربوية والثقافية وتجويع السكان واقتتالهم فيما بينهم كجزء من الخطة الاميركية بتخفيض عدد سكان العراق الى خمسة ملايين جائع ومشرد ومهاجركما صرح يوما وعلنا احد صناع القرار الاميركي .

 

ثم التفتت هذه الادراة نحو القضاء فزرعت فيه من يغض الطرف عن الجرائم المختلفة  الكبرى التي يرتكبها المختارون امريكيا هؤلاء وترتيب مسرحيات محاكمتهم عند الاضطرار ثم تبرئة سوحهم فيخرجوا في زهو مزيف اسمه الانتصار على التسقيط السياسي !

 

خلال اثني عشر عاما من عمر السلطة " العراقية " لم نشهد خطوة واحدة نحو الامام بل تراجعا هائلا الى الوراء وفي كل يوم وفي كل ناحية من نواحي الحياة.  تضخمت اعداد الفاسدين وانشطروا أميبياً وكذلك ارصدتهم . وبالمقابل تضخمت اعداد المعدمين وخوت جيوبهم .

 

رب قائل يدعي انني أظلم هؤلاء "  الوطنيين الشرفاء " .. أقول انا اتكلم من الواقع الملموس الذي اعيش في جحيمه ولو كان فيهم وطنيا شريفا لأستقال كما يحدث في بلدان" الكفر والالحاد والاباحية والمثلية" !

أم هل الاستقالة ممنوعة ضمن الشروط الاميركية ؟!!

 

أليوم غرقت بغداد ... وغدا ربما ستحترق كليا.. 

نجح تهديد بيكر وسيستمر ما دامت السلطة الشرهة باقية .