من الذي أسقط صدام.الخيانة أم تشكيلات المعارضة أم القوة الأميركية ؟

 

قال صدام امام الحاكم :والله لم يكن بأمكانكم ان تسقطوني لو لا اميركا. وبذلك يبدو ان صدام كان متيقنا اشد التيقن من أنه باق لم يزول ,ولم يتمكن احد من اسقاطه الا اذا كانت قوة خارجية اقوى منه ومن مؤسساته العتيدة ونظامه الحديدي وقبضته الصارمة.الا ان صدام لم يذكر شيئا عن خيانة البعض من العراقيين له.لأنه حسب قوله انه (يعرف العراقيين).وأنه قائدهم وزعيمهم فهو (اذا قال قال العراقيون).اما المعارضون في خارج الوطن فلم يكن لهم سوى مافعلوه من اعلام واصوات معارضة للنظام وبضعة فعاليات تضمنت التعرض على القطعات العسكرية الوطنية راح ضحيتها جنود ابرياء لاذنب لهم ولم يكونوا من اتباع صدام.وكذلك ضرب مقرات البعثيين وأغتيال البعض منهم.اذن من كان يعتبر نفسه معارضا سواء كان في الداخل أو في الخارج ليس له فضل في ((تحرير العراق)) وأسقاط صدام.الا قليل منهم ممن كان يخطط وينسق مع دول ومؤسسات ومنظمات مختلفة مستعينا بالقوة الاميركية .ومع هذا وذاك وتلك واولئك وهؤلاء المهم (سقط صدام).وكان سقوطه قد أثار دهشة الجميع .حتى ممن كان يحتمي بالعباءة الاميركية مدعيا انه حامل (راية التحرير) فبقي فاغرا فاه متعجبا ولم يصدق ان صدام ذلك الرجل الذي كان يمثل زعامة وسلطان يحمل اقوى سمات التجبر والطغيان والدكتاتورية في الدنيا سيسقط؟!!.وعندما اسقط الحبل الأميركي (صدام التمثال) لم نرى احد من اولئك سوى ذلك الجندي ألأميركي الذي غطى وجه التمثال بعلمه الأميركي.اذن كانت راية التحرير أميركية ولم تكن راية عراقية سواء كان يحملها عراقي من الداخل او جاء من الخارج.وعند ئذ انقض ممن بقي في بغداد ولاندري هل كانوا كلهم عراقيون ام ممن جاؤا من دول اخرى أو ممن هم من رجالات التجسس .هتف أولئك بالخلاص من صدام وضربوتمثاله بـ (النعل والقنادر وسحلوه) على شوارع بغداد.ثم جاءت افواج وقوافل (الوطنيين المحررين)كل منهم احتل كرسيا من كراسي صدام ليقول أنا محرر العراق ومخلص الشعب ومنقذ المظلومين وراعي الفقراء.غير انه لم يكن يقدر من ان يحرك ساكن حتى تأتيه نظرة من ابسط جندي فيسكت ويبلع ريقه,وربما يعتذر مما قال. بقي الأميركيون يعيثون فسادا في مدن وقرى العراق ينهبون ويغتصبون ويدنسون المقدسات ويسبون ويشتمون أما مرأى ممن ادعى انه جاء محررا.وتمر السنوات ليعيش ابناء العراق عقدا من الزمن ما رآه وما شهده طيلة تاريخه من انواع من القتل من ذبح وحرق وتفجير واعتداء على الشرف وهدم للمقدسات وتفجير لقبور الأولياء والصالحين واغتصاب للبنات والنساء وحتى العجائز تحت شعار الحرية والديمقراطية.تمزقت اوصال الشعب وتناثرت اوصاله حتى تأسست اعظم نواة للطائفية والتي شجعت عليها (الحكومة الوطنية).الا ان الله تعالى التفت الى هذا الشعب المظلوم فتمكن الناس من لململة ما يمكن لملمته فحفظوا حقيقة تاريخهم ويشدو بعضهم البعض ليعيدوا صحوتهم وينتبهوا الى احوالهم وكانهم يقولون اننا شعب واحد متوحدون في كل شيء لاتفرقنا اهواء ممن يسمون انفسهم حكومة وطنية .مرت العشرة سنوات وفات الذي فات وأوكل المظلومون امورهم الى الله حتى ظهر من ابناء الشعب ممن يحمل غيرة وطنية وحرص على اهله وارضه ووطنه وتاريخه.صحى العراقيون على انفسهم واكتشفوا اشياء كانت مخفية عليهم.وازيح عنهم غبار الخداع والكذب .وهاهم اليوم بعد ان سقط صدام بقدرة قادر ولافضل لأحد في اسقاطه سوى مشيئة الله من اجل الفقراء والمظلومين ومن اجل تخليصهم من الحكم البعثي الكافر .هاهو الشعب قد عرف كل شيء وهو يشق طريقه نحو الحياة التي صنعها هو بنفسه بفضل الله وما يتصف به من حيوية وارادة لم تؤثر عليها دعوات التفرقة والتمزق سواء من الذي يرفع علم الشيعة المتطرفة أو من السنة المغالية أو من الذي يريد ان يرسم خريطة خاصة به .