الرياضيون من قصار القامة في العراق يعانون من مشاكل عديدة فعدا المشاكل النفسية ومايُشكل قصرهم من مشكلة حقيقية بسبب السخرية التي يتعرضون لها من قبل البعض ،فهم يعانون أيضا من مشاكل معيشية إذ أنهم يتمكنون فقط من أداء الأعمال البسيطة التي تتلاءم مع بنيتهم وقد بلغ البعض منهم الى العمل في مهنة الاستجداء في الساحات العامة والتقاطعات ،لاسيما أولئك الذين يبلغ طولهم دون المتر . وقد واجهوا قصار القامة في الرياضة من مشكلة الطول ولكنهم تغلبوا على ذلك وأصبحوا أبطالا في العاب مختلفة ومثلوا المنتخبات الوطنية العراقية وأندية واتحادات ضمن العاب البارالمبية وحققوا نتائج متميزة وأحرزوا الذهب في كثير من المناسبات العربية والعالمية ورفعوا علم العراق عاليا في سوح الانتصارات . ميزة قصار القامة الرياضيين الذين لعبوا للمنتخب الوطني خلال الفترة الماضية والحالية انهم مثلوا جميع الطيف العراقي ،فولدان نزار وكوفان ودريه من دهوك ،ومثنى احمد من الحلة ،واحمد غني وجراح نصّار من الناصرية ،ورمضان من البصرة ،وغيرهم من بغداد وديالى وكركوك ، هؤلاء الأبطال لعبوا للمنتخب الوطني العراقي في بطولات مختلفة بلندن وتركيا وماليزيا والإمارات والاردن والصين وغيرها ،واحرزوا في اغلبها نتائج متقدمة نالت استحسان المسؤولين في اللجنة البارالمبية وكذلك الجمهور الرياضي . فبطل الثقل جرّاح نصّار الذي طوله متر واحد حصد الميدالية الذهبية وحقق رقما عالميا جديدا للعراق متفوقا على اللاعب الروسي في بطولة العالم بالعاب القوى للمعاقين المقامة حاليا في قطر. وشارك في عدة بطولات دولية وعالمية وحصل على أوسمة الذهب والفضة والبرونز وانه الوحيد بين افراد عائلته يعاني من قصر قامته كونه ورثها من جده السادس وهو متزوج وله 3 بنات أطوالهن طبيعية . أما زميله بطل الرمح احمد غني الذي نال الوسام الفضي في بارالمبياد لندن 2012 طوله 90سم وتمكن من مجاراة لاعبي العالم ومنهم لاعب الصين . وهو متزوج وله طفلان ويواصل تدريباته يوميا على رمي الرمح للمشاركة في بطولة فزاع الدولية في دولة الإمارات خلال الشهر المقبل . واللاعبان ولدان نزار وكوفان حسن هما بطلان حققا كثير من الانجازات للرياضة العراقية واخرها في قطر عندما تمكن كوفان حسن من نيل الميدالية الفضية والتاهل الى اولمبياد ريو 2016 . ورغم هذه الانجازات الكبيرة لقصار القامة ولكنهم لم يحصلوا على حقوقهم أسوة بالدول الأخرى التي تهتم بهذه الشريحة ،كون مجلس النواب عندما اصدر قانون الاعاقة وذوي الاحتياجات الخاصة لم يشمل قصار القامة والسبب ان وزارة الصحة قالت لاترى فيهم اي عوق جسدي او بدني . وهكذا يحقق قصار القامة من الرياضيين الانجازات الكثيرة والمتعددة والمتقدمة المراكز ولكنهم لك يُشملوا بالقوانين والامتيازات والتعيينات ، حيث بعضهم يبيع الخضر والفواكه في الاسواق من اجل توفير لقمة العيش له ولعائلته . وبذلك لم يعد مقبولا اعتقاد البعض أن قصيري القامة من الرياضيين معاقون جسدياً أوعاجزون عن أداء بعض الأعمال ، لعدم امتلاكهم البنيات الجسدية الكاملة، بعد أن كسر الكثير منهم حواجز الشعور بالنقص، وتمكنت أغلبيتهم من إبراز مواهب فذة في مختلف المجالات الرياضية الأدبية والعلمية والحرفية والدراسية ، بل وبرزوا في كثير من المجالات لذوي القامات الطويلة .
|