يقولون أننا في عصر اختلفت فيه المبادئ وتبدلت فيه القيم، ولعل خير دليل على ذلك هو مختار العصر. ولا اعلم ما وجه الشبه بينهما، فالأول محارب معروف بولائه المعلن لآل البيت ولولا وجوده في سجون بني أمية لقتل مع الحسين وأصحابه (عليهم السلام)، اما الثاني فقد كان يعمل رزاما في أرشيف تربية بابل، هرب من الظروف المعيشية الصعبة التي كان يعيشها اغلب العراقيين إبان حكم هدام وعمل في المعارضة بعد خروجه من العراق، ولم يك من المجاهدين ولم يكوَ بسياط النظام المقبور (فلم يسجن أو يعدم احد من عائلته وأتحدى من يثبت العكس). المختار الثقفي خرج من السجن قائدا يعلمه الجميع رفع شعار (يا لثارات الحسين) واقسم على الانتقام من قتلته ولم يتوانى عن قتل عمر ابن سعد (لعنه الله) رغم انه كان زوج أخته، اما صاحبنا فقد وصل للحكم صدفة ورفع راية محاربة البعث على الرغم من إرجاعه لعدد كبير منهم في حكومته، حتى وصلت الاستثناءات في قانون المسائلة والعدالة الى خمسة وعشرون ألف شخص!!! المختار لم يكن يساوم أو يداهن لتثبيت حكمه، فقد أرسل إليه عبد الملك بأن ((من قتل الحسين (عليه السلام) هو يزيد(لعنه الله) وقد مات وان البقية كانوا ينفذون الأوامر فقط ولا ذنب لهم فكن والينا على العراق واترك شعارك يا لثارات الحسين)) فرفض المختار أن يصالح بني أمية ويكون احد سيوفهم المشرعة بوجه الرعية واستمر في طريقه الى أن قتل (رحمه الله)،أما صاحبنا فبعد أن شهد تراجع شعبيته بسبب سوء الأداء الحكومي قرر تثبيت حكمه باستبدال الأصوات الناقصة بأصوات القتلة والبعثيين. قد يكون الشهيد الصدر الأول وأخته ومن استشهد معهم قتلوا صدفة، وقد يكون شهداء المقابر الجماعية من قوم عاد وثمود، وان شهداء ال الحكيم و الشهيد الصدر الثاني وعلمائنا الأفاضل قد ماتوا فجأة، وان شهداء كلمة الحق وشهداء حزب الدعوة ومن مات معذبا بالسجون كانوا من القوم الظالمين، وان شهداء مدينة الصدر ومجاهدي الأهوار والانتفاضة الشعبانية المباركة لم يقتلوا برصـاص فدائي صدام وأزلام هدام القذرة، وقـد يكـون المجرم هدام شهيدا فنحـن في عصر العجائب ونهايــة الزمان !!! مختار عصرنا اختار أن يعطي حقوق البعثيين وان يعيد المفصولين وان يعطي تقاعد للفدائيين، يا ليت يا مختارنا أن تذكر المعدمين من أهالي الشهداء المظلومين ومئات المفصولين السياسيين. ولا والله وتالله وبالله قسما يقسمه كل الشرفاء بدماء الشهداء لن تسطع شمس البعث ثانية ولن ترفع راية بني أمية في ارض العراق.
|