من يجرؤ على الكلام مع المرجعية ؟ بقلم صالح الحمداني |
العراق تايمز: كتب صالح الحمداني.. وعدنا كما كنا لخمس وعشرين سنة خلت من سبعينات وثمانينات وتسعينات القرن الماضي، ندرك تماماً ما هي مصيبتنا، لكننا لا نمتلك لحلها سبيلا، لضعف أو لجبن أو لقلة حيلة. الجميع يعرفون ما هي المعضلة الحقيقية في هذا العراق البائس، والجميع يدركون أن الجلوس على التل بإنتظار ان تمطر الدنيا حلولا هو ضرب من الجنون. شكلت المرجعية الشريفة ذات يوم لجنة سداسية تختار ٢٧٥ شخصية سياسية لتدخل بها في أول انتخابات تشريعية عراقية تحت اسم قائمة "الائتلاف الوطني العراقي الموحد" وبالرقم المشهور والمشؤوم ١٦٩. فازت القائمة ب ١٤٠ مقعدا وشكلت حكومة تدخلت المرجعية الشريفة في اختيار مرشحها لرئاسة الوزراء وهو الدكتور إبراهيم الجعفري بعد ان كان المرشح الأوفر حظاً والمنافس الوحيد هو الدكتور أحمد الچلبي الذي استجاب لأمر مبعوث المرجعية، وسلّم الأمر للدكتور الجعفري من دون إنتخابات داخل القائمة المنقسمة بينهما وبأرجحية واضحة للدكتور الچلبي. كانت هذه الخطوة تدل على أن السيرة الذاتية للدكتور الجعفري لم يطلبها أحد، ولم يجر له اختبار ذكاء أو حتى فحص بسيط لإمكانياته العقلية، ولم يطلب منه أن يضع خطة عمل لحكومته التي سيطلب منها "إعادة إنشاء أمة" بالتعاون مع الولايات المتحدة وربما مع الاتحاد الاوروبي أيضا. جميع اعضاء الائتلاف الوطني العراقي الموحد الذي سيصبح لاحقا الائتلاف الوطني العراقي عملوا على أن تصبح هذه الكتلة الشيعية - المطعمة شكليا بعناصر سنية - مؤسسة. صحيح انهم فشلوا لكنها تحولت لمافيا طائفية يتلاعب بها الحرس الثوري الايراني وينخرها الفساد - الذي جبلت عليه كل احزاب المعارضة العراقية مذ كانت خارج العراق -وتعمل على تمزيق أوصال العراق وشعبه واقتصاده وثقافته وحضارته. الجميع يعلم بأن هناك مسؤولية تاريخية تقع على المرجعية الشريفة - المحترمة - في الخراب الذي وصل له البلد نتيجة دعمها وتأسيسها لهذه الكتلة - التي خرجت عن طوعها لاحقا - والتي أمست عصابة لصوص تسرق المال العام، وتقتل من يعارضها، وتخطأ من دون حساب. ولا ننسى طبعا انها ذات العصابة التي كتبت دستورا هزيلاً وغير متكامل لا يصلح لإدارة دورة مياه عامة! والجميع يعرف ان المسؤولية تقع دوما على العاقل والكبير والشريف، دون السفيه والصغير والسارق. الجميع يعرف ذلك لكن مثلما يقول الامريكي بول فندلي : "من يجرؤ على الكلام"! في أمان الله
|