مرحباً أيها العقل

اليوم عدت لتفاؤلي بانتصارنا على داعش بعد ان كنت قد اجلته الى حين. كثيرة هي الأسباب التي تقف وراء احتلال داعش لثلث او أكثر من أراضينا. كلها واردة في البال لكني أصر على ان كل ذلك ما كان ليحدث لولا استغلال الدواعش زمن حقبة الغباء التي حكمت العراق أيام احتلالهم للموصل واخواتها. أكثر ما كان يدفعني للشعور بالهضيمة هو ان يأتيك متخلف من لحيته حتى سرواله قاطعا آلاف الاميال ليحتل ارضا عراقية. سؤالي الدائم كان: أين اختفى ذلك العراقي المفتّح باللبن وما كان يعبر عليه قرش قلب؟ أأفغاني او شيشاني يغلب ابن الملحة؟ والله هضيمة. قد تروني في قولي متعصبا او مبالغا لا يهمني، فشفيعي هو اعتقادي ان العقل العراقي لو اشتغل لا ينغلب.
الانتصارات الأخيرة في الرمادي وعموم الانبار جعلتني على يقين انه قد قرب اليوم الذي سيكتب فيه ابطالنا على ارض الانبار: ان الدواعش كانوا هنا. كونوا على الثقة ان الهمجية لا يدحرها غير العقل.
كل خبر مفرح حول انكسار الدواعش ليلة أمس كان يطربني. لكن خبرا جاء في "المدى" طيّرني من الفرح: " مناورة إعلامية في الرمادي تفاجئ داعش وتستنزف ترسانة المفخخات والانتحاريين".
تفاصيله تكشف لك بان العراقيين ضحكوا على الافاعي فطلعت من الزواغير فطيّح الابطال حظها بحرفة. هذا هو العراقي الذي نعرفه ويعرفنا جيدا. هذا هو الذي منا وفينا حقا. هذا هو الذي ما كان لينغلب لولا تسلط الاغبياء على قيادته في غفلة من الزمن الأغبر.
لا تصدقوا ان هناك مخلوقا قشمرا مثل هؤلاء الذين صدقوا انهم سيلاقون الحور العين بانتظار خلقهم المقرفة. الله وحده يعلم عدد المرات التي كنت اناجيه فيها صائحا: أترضى يا رب أن مثل هؤلاء الخالية ادمغتهم من خلايا العقل ينتصرون على العراقيين؟
غياب العقل اشد ايلاما من غياب أي عزيز او حبيب. وعودته تثلج الصدر وتفرح قلوب الذين ينشدون الحب والحياة والفرح في كل زوايا الأرض. فمرحبا أيها العقل العراقي وحمدا لله على سلامتك.