(ردح) الغربان

 

 هكذا ظهرا ناطقيَن بإسم حزبين (إسلاميين) رئيسيين في الساحة السياسية كل منهما (يردح) للآخر كأي (عالْمة) او غازية او راقصة متواضعة من الدرجة الثالثة من (عوالِم) شارع (محمد علي) في القاهرة !!. (ملحوظة ردحية : الردح في مصر يختلف معناه عن الردح عندنا. فعند الاولى تعني تبادل العوالِم و الراقصات او نساء قاع المجتمع العشوائي بأقذع الشتائم والسباب السوقي البذيء. اما الردح عندنا فلمعرفة معناه يرجى عزيزي المواطن مشاهدة أي قناة شبابية غنائية) !!.  وبالتأكيد فإنَّ خلافهم (الردحي) الايديولوجي الفلسفي هذا لا ينبع من خلافاتهم (الجيو سياسية) او حتى (الجيوب انفية) المبدئية الستراتيجية (الكشتبانية) المتمظهر المتهور والمتبلور في حرصهم على (مصلحة) الوطن والمواطن (ام قاطين.. وسفاري) وإنما ينبع من اختلافهم على نصيبهم من الغنائم والمكاسب وعلى تحميل كل منهما حزب الآخر مسؤولية ما حلَّ بنا من خراب عظيم !!. كان أحدهما يهدد الآخر بكشف أسرار وخفايا وخبايا وبشفرات مبطنة لا يعرفها سواهما باعتبارهما (اثنينهم دافنيه سوا) قائلاً بتحذير : (ها.. مو احجي) !!. اي بما معناه (أَطلّع خياسكم ؟!!). وبذا فعلا والله ينطبق عليهم المثل الشعبي (غراب يكَول لغراب وجهك اسود) في حين انهم ومن يمثلونهم كلهم وجوههم سود (مصخمة) وقلوبهم المريضة بالنفاق اسود !!. فهما من يمثلان حزبان ومن دون حسد.. ما شاء الله.. ولا حول ولا قوة إلا بالله.. والله اكبر !!. ففي كل عزاء حسيني تجد اعضاءَهُ يلبسون السواد.. ويعلنون الحداد… يلطمون الصدور.. ويقطّعون الشعور.. و(يخوطون) القدور.. وينذرون النذور.. في حب الحسين وآل البيت !!. ويطبخون (القيمة) التي تغدو بلا قيمة كونها طُبخت بقلب مُراءٍ ويد سوداء ملوثة بالفساد, ويوزعون (الهريسة)… وبالليل يسهرون على (اليسا) !!. وهذا لعمري قمة النفاق.. يا رفاق !!. (طبعا لعمري هذي هستوني جبتهة تازة من سوق عكاظ).  إذا رأيت احدهم تراه متباسطاً متضاحكاً متفاكِهاً.. هاشّاً باشّاً.. للخير (طاشّاً).. لا غاشّاً !!. يكاد نور وجهه يضيء ولو لم يمسسه امبير. نور.. الهدى على نور صبري.. على نور الشريف !!. فواالله سِيماهم في خدودِهم من أثر النقود. ولفرط التقوى والنجوى.. نجوى الله يوشك أنْ يبكي ورعاً وهلعاً لا دلعاً او (هجعاً) !!. إذا ما حادثته تعوّذَ وبسملَ وحوقلَ وهللَّ واستغفرَ وكبّر.. ولم يطغَ او يتجبّر, ولرأيته يحدثّك عن الوطن والمواطن (بحماس).. وفتحْ دونها حماسة الرجل (التعبان) الفجعان.. إذا ما لمحَ النسوان !!. ولبدا لك صابراً صبوراً.. شاكراً شكوراً.. فائراً (مترهم فئوراً) !!. وعلى حد قول عادل امام (حيعيّط من التقوى) لكن إذا ما طالبته بحق من حقوقك تراه من فوره.. الورع طار.. التقوى طار.. (والنسر طار) أي موضع السجود (المجوي !!) وقال لك محوّلاً من شدة الغضب وبصوت أجشّ : (مالكش حاجة عندي) !!. وفعلاً ينطبق عليهم المثل الحبشي (الاثيوبي) : (شيطان معروف خير من قديس مجهول).  لذا فنذكرهم ناصحين بالمثل الصيني (إذا كان بيتك من زجاج فلا ترمِ الناس بالحجارة). وأنتم كلكم بيوتكم او بالاصح قصوركم من ورق.. ورمال.. وسراب ذلك أنَّ قصوركم إنْ عاجلاً او آجلاً ستستحيل قبوركم !!. ونعيد التذكير والتحذير : إذا كان بيتك من زجاج…. (مِسحة بوصلة بازة حتى لا يشخّط) !!!.وعن كل واحد من هؤلاء تجار الدين والسياسة ومن هو على شاكلتهم نقول : إِنْ كان يدري.. ويدري أنه يدري… فذاكَ مراءٍ فانبذوه , وإِنْ كان لا يدري.. ولا يدري أنه لا يدري… فذاكَ (مطي) ففهّموه…. او الافضل (فاركبوه) !!!.