تدخّل روسيا عسكريا ًيقود للحل السياسي

 

شهدت العاصمة النمساوية فينا اجتماعا رباعيا الخميس 29 تشرين الاول 2015 ضـــم وزراء خارجية روسيا وامريكا وتركيا والسعودية ، لبحث صفة الدعم الخارجي للعملية السياسية في سوريا والافكار التي تؤدي الى تغيــــــير ديناميــكية للاوضاع هناك وتناول البحث الاطر العامة للحلول السياسية  للازمة السورية ، يعقبها يوم الجمعة 30 تشــــــرين الاول 2015 اجتمــاعا موسعا يضم بالاضافة الى ماذكر وزراء كل من العراق  وايــــــران ومصر والاردن وقطر والامارات والمانيا وايطاليا وفرنسا وبريطانيا ولبنان ،وانضم الى المباحثات المبعوث الدولي الى ســــوريا ستيفان دي مستورا ووزيرة خارجية الاتحاد الاوربي فيديريكا موغــــريني ،واكد وزراء خارجية روسيا والولايات المتحدة وتركيا والسعودية على انضمام ممثلي المعارضة السورية الذين يمكن ان يشاركوا في لقاءات التسوية المقبلة ،وابدت روسيا مشاركة ممثل عن الجيش الحر.

 

التحركات الدراماتيكية هذه نشطت بعد التدخل العسكري الروسي في سوريا والبدء في قصف مواقع ومراكز القيادة ومستودعات الاسلحة والذخيرة للجماعات الارهابية المتطرفة المنتشرة على الساحة السورية ،هذا التدخل سيكون عاملاً مهماً لتغيير شروط اللعبة العسكرية  ويعمل حاجزا قويـا لمنع انهيار الجيش السوري،الامر الذي يعرقل قدرات الولايات المتحدة واسرائيل على العمل في سوريا ،كما ان التدخل العسكري الروسي في سوريا قد يدفع المعارضة وبعض الفصائل الارهابية المتطرفة المدعومة من تركيا وبـــعض دول الخليج الى الانزعاج والتذمر ويجعلها غير قــادرة على الانخراط في معركة ضد روسيا ،وقد تضطر الى التفاوض بشأن حل سياسي بدلا من الاستمرار في اللجوء الى الخيار العسكري.

 

التدخل العسكري الروسي شكل تحديا واضحا للولايات المتحدة الامريكية،حيث استغلت موسكو ماتصفه بالتردد الامريكي ازاء تدخلها في سوريا ،وعدم وضوح ستراتيجيتها في مواجهة الارهابيين ،وربما يسهم موقف واشنطن الفاتر وغير الحازم حتى الان المتمثل باصدار البيانات والتصريحات المثيرة للقلق فقط قد يطيل امد الصراع ،فالعمليات العسكرية الروسية قد تعرقل الخطط الامريكية الرامية الى دعم المعارضة والفصائل الارهابية المتطرفة .

 

الرئيس الروسي لم يعد يثق بصناع السياسة في الغرب ،كونهم لم يحافظوا على تعهداتهم ،ولن يلتزموا بها حيث انهم اعلنوا بقبول الاسد كجزء من عملية السلام ،ومرة اخرى يرددون ما يردده عادل الجبير وزير خارجية السعودية (لا حل سياسي الا برحيل الاسد) الا ان اجتماع بوتين بالاسد في موسكو في وقت سابق من شهر تشرين الاول 2015 دليل على ثقته باجبار الغرب على قبوله كجزء من حل الازمة السورية بعد ان دعت رئيسة مجلس الاتحاد الروسي (فالنتينا مانفيينكو). جميع البلدان المعنية بالازمة السورية الى الانضمام الى الحوار بين روسيا وسوريا لايجاد حل سياسي للازمة وحث السعودية بالابتعاد عن موقفها المتشنج واصرارها على رحيل الاسد حيث اعلن الجبير الاربعاء 27 تشرين الاول 2015 (الحل في سوريا واضح وهو رحيل بشار الاسد سياسيا أو عسكريا ويجب علينا اختبار نيات روسيا وايران فيما يتعلق بسوريا ،ولا بد من التأكيد على ضرورة مغادرة الاسد وبتاريخ محدد وجلب طهران لاجتماعات فينا هــــو لتوحيد المواقف واختبار جدية ايران ، وسنواصل دعم المعارضة على الارض لتمكينها من تغيير الوضع ،موعد ووسيلة رحيل الاسد بند مهم على طاولة البحث ، واذا فشل اجتماع فينا سنلجأ الى خيارات اخرى) من هو الجبير حتى يدلي بهذه التصريحات ومن فوضه ليتحكم بارادة دولة مستقلة عضو في الامم المتحدة ليغير رئيس دولة منتخب من قبل شعبه ،هل فوضه مجلس الامن أم الجامعة العربية ام الشعب السوري.