اعلموا بأن التركمان المعادلة الصعبة في كركوك

 

يبدو أن إجراء الانتخابات المحلية في محافظة كركوك والمخاوف التي يبديها المكون التركماني قد اخذ طابعا أخرا من خلال سلسلة طويلة من التصريحات التي اطلقتها وتطلقها بعض ساسة المكونات الأخرى حينما يصرون بأن التخوف التركماني ليس في محله لان مخاوفهم اي التركمان يكمن في ان يظهر حجمهم الحقيقي على خلفية نتائج الانتخابات.
مسألة الانتخابات المحلية في كركوك أصبحت اليوم مسألة ذات طابع دولي سيما بعد دخول الأمم المتحدة عبر مبعوثها في العراق الدبلوماسي الألماني مارتن كوبلر على خط المحاولات الرامية لإجراء الانتخابات فيها بعد فترة وجيزة من الانتخابات المحلية والتي من المزمع ان تجري في العشرين من شهر نيسان الجاري .
الكثير من قيادات الكتل السياسية في بداية الأمر كانت لا تبدي أهمية لمسألة كركوك لكن التركمان كان لهم الدور المهم في إقناع الكتل الأخرى بأن كركوك  تمثل البؤرة الأساسية والحقيقية في حل جميع المشاكل التي تعانيها البلاد والعباد في وطننا العراقي وهي منطلق التوافق السياسي بين جميع المكونات وبذلك فأن التركمان استطاعوا أيضا بأن يقنعوا الأسرة الدولية بأن المشكلة في كركوك تحتاج الى مشاورة من قبلهم رغم ان هيئة الأمم المتحدة هيئة استشارية لكن علينا عدم تهميش دورها في التشاور مع مختلف الأطراف.
التركمان لم يكونوا ابدا حجر عثرة أمام إجراء الانتخابات في كركوك بل على العكس  فانهم أول من وافقوا على حضور الاجتماع المزمع حول الطاولة المستديرة برعاية المبعوث الخاص للأمم المتحدة الى العراق مارتن كوبلر لكن للتركمان مطالب أساسية ويجب أخذها بنظر الاعتبار إضافة الى ان الحكومة المركزية يجب ان يكون دورها مؤثراً في إيجاد الحلول المرضية لجميع الاطراف سيما بعد ان أعلن رئيس الوزراء نوري المالكي خلال زيارته الى كركوك بأنه يجب ان يكون للمحافظة وضعا خاصاً نظرا لتعايش المكونات العراقية فيها وهذا ما يتناسب مع المطالب التركمانية.
على الحكومة العراقية ان تقوم بدور رئيسي واساسي في حل المشكلة في كركوك ليس على صعيد الانتخابات وانما على جميع الأصعدة من حيث إعادة التوازن في المناصب المهمة.
أما بخصوص موضوع التخوف التركماني من إجراء الانتخابات تحسبا لعدم ظهور ثقله الحقيقي في المحافظة هذا الأمر من الناحية المهنية يعتبر من الاخطاء الجسيمة اذا جاء على لسان رجل سياسي لان السياسة لا تعتمد على الثقل وإنما تعتمد على اللعب الصحيح وهذا ما نشهده ألان في العراق وإذا لم يكن للتركمان ثقلاً في المحافظة فلتذهب المكونات الأخرى إلى تحالفات كما حصل في السابق لكن الكلام شيء والواقع شيء أخر اذ ان جميع المحاولات التي جرت في السابق باءت بالفشل لان التركمان لم يكونوا راضين عن هذه الحلول لذا فأن المكونات الأخرى تسعى جاهدة لكسب ود التركمان لأنهم المعادلة الأساسية والصعبة وجزء لا يتجزأ من الحلول المرضية واذا تحقق الجو المناسب في اجراء الانتخابات فسيكون للتركمان الرد المناسب بخصوص ثقلهم عكس هذا فأن التركمان سوف يستمرون في رفض إجراءها.