اثارت الازمات والفوضى التي يمر بها البلد الى انه كم بحاجة نحن الى اناس اصحاب خبرة وتخصص في مجال عملهم. فنرى العديد بل اغلب دوائر الدولة مسؤوليها اما هم ليس لديهم خبرة كافية يتبؤون مناصب رفيعة او هم بلا تخصص يقودون الدائرة او المديرية بدون تخطيط ووعي.
صحيح كثيرا من الموظفين او من يتولى ادارة مؤسسة ما هم من الشباب وليس لديهم الخبرة الكافية، لكن من الممكن ان نصقلهم بدورات حقيقية وليس ترفيهيه، ونضعهم تحت تصرف اناس لديهم الخبرة الكافية كي يتعلموا منهم.
هنا ساطرح انموذجا من الاشخاص الذين يمتلكون الخبرة الادارية في عمله وكذلك في تخصصه، جمعها عبر سنين طويلة من الخدمة في دوائر الدولة وتعلم على ايد اناس مخلصين كفوؤيين. انه الاستاذ المصرفي والاداري الناجح ابن كربلاء البار غازي غريب، الذي عرفناه في اي مصرف عمل فيه كان ناجحا ومتميزا في عمله، كان مثالا يحتذا به رغم انك عندما تراه للوهله الاولى تبدو على ملامح وجهه انه منغلق لا يحب التعامل مع الاخرين، لكن عندما ترى عمله ومدى اخلاصه تعرف كم هذا الرجل يحمل من الاخلاق والطيب والخبرة الادارية والمصرفية جعلته اينما حل يلقى الترحاب من قبل الاخرين.
لكن يبدو هكذا نموذج جيد لا يحب الكثير ان يبقى في عمله ويبدآون بحياكة المؤامرات والمكائد كي يتخلصوا منه. وخير دليل على ذلك عندما عين غازي غريب مديرا للمصرف العراقي للتجارة فرع كربلاء بذل الرجل من جهده الكثير الكثير واخذ يتابع كل صغيرة وكبيرة واختار موقعا لبناية المصرف الذي هو الان في شارع السناتر في قلب كربلاء واختار كادرا جيدا يفتخر به، وبالفعل افتتح المصرف وعندما تدخل الى تلك البناية تستغرب من وجود هذا الشيء اذ اعتقدنا في بادئ الامر انه مصرفا اجنبيا ولم نعتد على هكذا مصارف في عراقنا منذ فترة، هدوء وتعامل لا مثيل له واستقبال جيد واحترام من قبل الكادر جميعا.هذا الشيء لم يرق للبعض فبدأ مجموعة من الموظفين بتدبير امرا ما له، وحاولوا اخراجه بكتابة التقارير عنه وانه انسان غير نزيه وانه ووووو. وبالذات هناك ثلاثة اسماء وهم الان المتنفذين في المصرف ولهم الكلمة الاولى وهم (أ) و (ز) و (أ.ح) علما انه كان له فضلا كبيرا عليهم وبالذات مع (أ) الذي وقف في محنتها في العمل وحاول مساعدتها ، لكن هناك من يقابل الاحسان بالاساءة ويحاول ان يأخذ مكانه كونه يحب ان يكون هو الاول لاسباب ما. واما (ز) فقد ساعدها بالحصول على مكانا مرموقا في المصرف وايضا قوبل بالاساءة.
واليوم عندما تدخل الى بناية المصرف ترى الهرج والمرج مديرا مترددا يحاول ان يبتز الاخرين لكن بصورة غير مباشرة ويتحكم به (ز) و (أ.ح) كي يبقى (ز) هو المدير الفعلي و (أ) هو مديرا صوريا، اي بمعنى (مشي اموري امشي امورك)، وترى امناء الصناديق يصولون ويجولون ومزاح وضحكات بصوت عالية ولا احد يردعهم، هذا لا يعني انه ليس هناك من هو عكس ذلك لكن الذين نراه امامنا هو المدير والمعاون وامناء الصندوق في اكثر التعاملات.
لهذا نقول ان الادارة الصحيحة يجب ان تمتزج بالخبرة والتخصص الصحيح والتخطيط السليم كي يكون هناك انتاج وتطور في اي عمل ما . وان نضع من يتحمل المسؤولية الحقيقية لا ان نضع من يريد ان يكون متصديا للمنصب كي يستفاد من منصبه ، لذا اقترح على السادة المشرفين على المصرف وبالذات الادارة العامة ومجلس اداراتها، ان يقوموا بتغيير مدراء الفروع بأناس كفوؤين مخلصين محبين لعملهم لا يرجون من منصبهم مغنما لهم، وان يعملوا تقيميا للمدراء لا ان يجعلوا الحبل على الغارب.
|