الإنكسار العلمي!! |
الأمة تعاني من إنكسارات علمية متلاحقة وعجز عن المساهمة العلمية في الحضارة المعاصرة. فالإنكسار العلمي المرير قد دفع بالعقول للإندفان برمال الماضيات , وأوحال الغاديات ومستنقعات الغابرات , وكأن الوجود العربي بأسره يهرب من مواجهة نفسه والتفاعل مع التحديات بالإندساس في المواضي , وعدم الإكتراث بالحاضر والمستقبل , لشدة العجز وطغيان الإستكانة والتبعية والخنوع. فما هي منتوجات العرب التي يصدرونها لدول العالم؟ إنهم لا يملكون سوى النفط الذي يحترقون به ويتمزقون , ولا عندهم من الأفكار سوى نبش القبور والمجلدات , والخروج منها بأوبئة فكرية تحصد منهم ما لا يتمكن أي عدو غيرهم أن يفعله بهم. فلا عندهم غير التهريج والضجيج الذي يفتك بهم , وهم يتمذهبون ويتحزبون ويكفّرون بعضهم بعضا ويحللون دماءهم. وينقضّون على وجودهم بوحشية سافرة ما عرفتها الشعوب من قبلهم , ويتذرعون بالدين وما عرفوا من دينهم إلا إسمه ولا فهموا من كتابهم إلا رسمه , وعلتهم أنهم يتوهمون المعرفة. وينتجون الفقر والفساد والتهجير والترويع والإستحواذ على ممتلكات وحقوق بعضهم البعض. فما أسعد أعداء العرب , بالعرب الذين أنجزوا أهدافهم وأكثر , وصاروا من الفاتكين بما يمت بصلة إليهم وما يدل على هويتهم. ولن يخرج العرب من هذه العواصف الإنكسارية إلا بالوعي العلمي , والمنهج العلمي , والإيمان بالعقل العلمي , بعيدا عن الرواسخ والثوابت والتابوات , وغيرها من المانعات المتنوعات المقيّدات لحرية التفكير , والتعبير والتقريب إلى آفاق المستقبل وأرجاء الحياة. فالبشر المنكسر علميا لا يمكنه المواكبة في عصر تنتصر فيه العلوم , وتتصدر مشاهد الحياة وتتحكم بمصيرها!! |