بطة بغداد، عركة بيش، وعركة بلاش |
والعركة اسم مرة من الفعل عرك، من القتال والمعركة، ويتصرف الفعل عرك بشكل كبير، فهو عرك وعرك ومعترك وعراك وعريك وعوارك ومعركة، وعروك ومعروك، والذي عركته الايام تركت آثارها عليه، والعركة حين تكون ( بيش) اي كم ثمنها، تكون عن سبب وجيه يستدعي ان تحدث من اجله معركة، ومرة تكون العركة بلا سبب، او بسبب تافه، لايساوي سفك الدماء التي جرت من اجله، فيقولون هذه عركة بلاش، اي بدون ثمن، وخير مثال على عركة البلاش ماحدث لبغداد في الامطار الاخيرة، فقد ازهقت ارواح 50 عراقيا بسبب الفيضانات والصعقات الكهربائية التي نشأت من جرائها، ولتستمر البيوت تغرق وتغرق وتغرق، الى ان تفتق ذهن خادم بغداد، فامر بجلب مضخات كبيرة المانية، وأمر بفتح قناة الشرطة المحاذية لمدينة الثورة من جهة ديالى. وقبل خادم بغداد تفتق ذهن العبادي بعد سبعة أيام من عودة (شطيط القديم)، ليجري اجتماعا ويأمر بتكوين خلية أزمة ويقسم العمل على شرقي القناة بثلاث مناطق، الاغراض تعوض، والماء تسرب سريعا والامطار الاخيرة التي خشينا ان تغرقنا ثانية مرت وبسرعة فائقة، وهذه كلها معالجات بعد وقوع الكارثة، من يعوض ارواح الاطفال الصغار التي غادرت بسبب الامطار؟ والتي كانوا يحبونها في السابق، نحن في العراق نفقد شبابا عزيزا علينا يوميا وباسباب شتى، ونصنف على راحتنا، هذا المختطف (شهيد)، وذاك الزائر (شهيد)، وهذا الذي انفجرت عليه عبوة ناسفة (شهيد)، ولنصنف ان من غرق (شهيد)، ومن صعقته الكهرباء ( شهيد)، اما من يقاتل داعش، فهذا سيد الشهداء، على اساس ان للمعركة ثمنا وهو سلامة العراق. وعليه فنحن ندفع حياتنا بعركة (البيش وعركة البلاش)، وعركة البلاش الاخيرة التي كان سببها امانة بغداد ومحافظة بغداد ورئاسة الوزراء، فقد بقي العبادي مع صفنته سبعة ايام ذاق خلالها العراقيون الامرين، والفضائيات تكدح ليلا ونهارا بلا اية اذن صاغية، وتنصل خادم بغداد عن مسؤولياته، وقال: الامر لا يخص المحافظة، والعبادي صامت لايدري مايقول، ثم جاء الحل سريعا وغير متعب، بمجرد ان اجبر المقاول الذي تملك قناة الجيش ان يسمح بفتح انابيب الصرف الصحي التي وضعها عبعوب باتجاهها، وقام خادم بغداد بفتح قناة الشرطة امام مياة الامطار والمجاري. المطلوب من اهالي شهداء الفيضانات ان يتقدموا الى المحاكم ويرفعوا دعاوى على هؤلاء الثلاثة، العبادي وامينة بغداد ومحافظ بغداد، ويطالبوا بالتعويضات عن ارواح شهدائهم، وعلى المتضررين ان يلجأوا الى المحاكم للشكوى ضد هؤلاء الثلاثة، تدمرت بيوت بالكامل، وضاعت اثاث ومدخرات كثيرة، والسبب ان من وضع بالمنصب لايعمل قبل الازمة او اثنائها، وانما يتفتق ذهنه بعد خراب البصرة، هذا الامر يجب ان يأخذ حيزه، وعلى المتضررين عدم اللجوء الى الصمت والمطالبة بحقوقهم وحقوق ابنائهم، وحتى لايكون الشعب العراقي أضحوكة، تضحك منه ذكرى علوش او علي التميمي او حيدر العبادي. لقد هطل المطر، فاغرق البيوت، وانتهى المطر وبقيت البيوت على حالها، ولا ادري اي وحي اوحى لامين بغداد ان يجلب المضخات الالمانية ويفتح قناتي الجيش والشرطة، امام تخلٍ واضح من امانة بغداد، وصمت مطبق لا ادري ربما يستمر، فهذه المرأة اطلق عليها بطة بغداد بدل امينة بغداد، وربما سيكون الآتي اعظم فنحن امام شتاء قاس، ومناخ تلاعبت به اميركا حتى افسدته هو الآخر.
|