إقتراح مني المسألة العراقية |
لابد من قراءة المسألة لتقبل الاقتراح أو ترفضه أيها القارئ الكريم وآتي عليها من الاخر من يوم 14 آب هذا الشهر الذي قال في حره أصحاب الأمثال (آب اللهاب العشرة الأولى تحرق البسمار بالباب والثانية تقل الأعناب وتكثر الأرطاب والعشرة الأخيرة تفتح من باب الشتة باب) مثل يتداوله العراقيون وعلى الأخص البغداديون مواساة لأنفسهم من حره الشديد قبل أن يصلهم الكهرباء وسبحان الله أن تكون شحة ما يصل البيوت من كهرباء هي التي أخرجت الرجال إلى ساحة التحرير وأخواتها في المحافظات والأقضية والنواحي. وأعتقد أن حر آب هو الذي رفع الأغطية عن النفوس وأنطق الألسن، وتجاوزت مشكلة الكهرباء إلى مشاكل أخرى لا أريد استعراضها لأنها أمام سمع وبصر المواطن والمسؤولين أيضاً وأصبحت مادة جذابة لوسائل الإعلام المحلية والدولية يوسعها محللون ويصغرها آخرون كل حسب هواه والأجرة التي يقبضها. وهذا ما جعل رئيس الوزراء يستجيب لبعض مطالب الشارع بالرغم من أن أمامه مهام خطرة أخطرها الإرهاب الذي أكل نصف العراق ويزحف على نصفه الآخر ومن حسن حظ العراقيين أن يحصل رئيس الوزراء على مباركة ودعم المرجعتين الدينية الشيعية التي كانت قوية وصريحة وواضحة وأصدر قرارات إصلاحية ضمن صلاحياته الدستورية وايده عليها مجلس النواب ولكن الشارع يطالب بالمزيد لقد رفع المتظاهرون شعارا طالبوا بدولة علمانية مقدرين أن حكم الطائفية هو الذي أوصل البلاد إلى الحالة التي هي عليه الآن أهونها شراً أن تعجز خزينة الدولة عن دفع رواتب المتقاعدين في حينها.ويرد سؤال آخر: هل أن الدولة العلمانية أو المدنية التي تحولت إليها الجماهير هي الأصلح لحكم الشعب العراقي. وقبل الإجابة أستعرض أنظمة الحكم التي حكمت العراق قبل أن تتولى الأحزاب الدينة الحكم وأعني بذلك العملية السياسية التي تحكم الآن.فإذا قرأنا بموضعية المراحل التي مرّ بها الحكم الملكي نجد أنه كان ارسقراطياً برقراطياً غير مقصودين ممن تولى الحكم ولكنهما جاءتا موروثتين من الحكم العثماني فنجد أغلب الشخصيات التي تولت الحكم متحدرة من أسر قديمة كان لها دور أبان الحكم العثماني تكونت منها احزاب أذكر منها حزب الاتحاد الدستوري اسسه ورأسه نوري السعيد المتحدر من أصول سلجوقية كان لهم دور في حكم بغداد ومات نوري غير سعيد وهو يرأس الحزب ومن نافسه من الأجيال الجديدة تآمر وقضي عليه سياسياً. ويليه حزب الأمة الذي أضيف إليه إشتراكي بالرغم من ان الذي أسسه اقطاعي كبير هو السيد عبد المهدي المنتفجي وأول تجربة له في الحكم سقط سقوطاً ذريعاً بعد أن وقع رئيس الوزراء صالح جبر معاهدة بورتسموث التي وجدها الشعب في غير صالحه وانتفض عليها عام 1948 وسقطت المعاهدة وسقط من وقعها وانتهى الحزب ويأتي الحزب الوطني الديمقراطي الذي أسسه كامل الجادرجي من كبار الملاكين وبقي الحزب على مقاس مؤسسيه ومات وهو يرأسه وهكذا بقية الأحزاب مثل حزب الاستقلال لا يأتي الشعب على ذاكرتهم إلا إذا خرج إلى الشارع وهزهم وسخر منهم بالمناسبة الحكم الملكي عام 1921-. 1958 سرعة فائقة وجاء الحكم القاسمي من عام 1958-1963 وبسرعة فاقت سرعة البرق تحول الحكم إلى حكم فردي يحكمه ضابط هو الزعيم عبد الكريم لا يعرف عن السياسة ولا يملك من صفات رجل الدولة شيئا اتخذ من الحزب الشيوعي قاعدة له ولكن الحزب عمل لمصلحته لأن الزعيم وإن كان له اتصال بالحزب الشيوعي إلا أنه لم يطبق مبادئ الشيوعية التي كان لها قاعدة عريضة من الشعب ولم يظهرها. ولم يأت بجديد حتى سقط. ويأتي بعده الحكم العارفي نسبة لوالد الحاكمين اللذين حكما العراق عبد السلام وعبد الرحمن عــــــــارف من عام 1963-1968 وكان حالهما كحال سابقهما لا يملكان شيئاً من السياسة ولا من صفات رجال الدولة فإن كان الزعيم عبد الكريم اتخذ من الحزب الشيوعي أنصارا له فإن الرجلين اعتمدا على الأصدقاء والأقرباء وخانهما الأصدقاء ولم يتمكن الأقرباء من نجدتهما وانتهى النظام ولم يترك أثراً يفيد الشعب.وجاء البعثيون من عام 1968 إلى عام 2003 وإن كان الحكم نظام له اسم (اشتراكي) وله شعار أمة عربية واحدة وإن كان الحزب محل جذب بما امتلكه من الثروة النفطية تأميم النفط وكون قاعدة عريضة ولكنها ليس لها رأي في الحكم فقد حكمت البلاد من مجلس سمي مجلس قيادة الثورة تمكن صدام حسين من ترأسه وجمع بيده جميع السلطات وارتكب جرائم إن وصفت بالعظيمة فإنه وصف يشرفه ولكنها جرائم بشعة ضد الشعب والإنسانية حرب مع إيران ثم احتلال الكويت فعاداه جميع العالم وقضوا عليه وعلى نظامه بل الدولة العراقية بأكملها. ولم يتمكن أحد من الأنظمة الثلاثة الثورية من وضع دستور دائم وبعد فترة من احتلال العراق عام 2003 حكم البلاد حاكم أمريكي تمكن من إحياء موروثات وأسس دولة طائفية وغادر.ويرد سؤال لماذا وكيف تكونت الموروثات الطائفية التي مكنت بريمر من إحيائها أقام دولة طائفية على اساساتها. التي جعلت مجموعة من القاعدة الشعبية تطالب بالدولة العلمانية. ثم بالدولة المدنية. وهنا عليّ أن أعود إلى معطيات تاريخية لا يتحمل الشعب العراقي كله ولا فئة منه اخطائها لأن الله يقول في كتابه الكريم (ولا تز وازرة وزر أخرى) وهنا عليّ أن أعود إلى التاريخ وابن خلدون يقول (الحمد لله المنسوب للصحيح) أي لا قول صحيح إلا قول الله جلت قدرته ويقول في مكان آخر أن القول المنقول (الشك متطرق إليه). وجورج ستينمن وهو أستاذ تاريخ يقول أن التاريخ (فولكلور يتعبنا فرزه) ولأننا إذا قرأنا التاريخ في الكتب القديمة نجد أنها تعتمد على منقول من شخص عن شخص إلى شخص. لذلك فإن ما سأكتبه في الأسطر القادمة لا أجزم أنه الحقيقة كلها ولكن أقول هكذا فهمت أنا التاريخ لذلك من مراجعتنا لصفحات التاريخ نجد أن الطائفية القائمة الآن تعود بداياتها إلى عداء بين الفرس والعرب قبل الإسلام واستمر بعد الإسلام الذي نشأ عرقياً ثم ألبس ثوباً مذهبياً الذي نعيشه الآن والذي يطالب البعض بتغيره فمعلوم أن الفرس كانوا يحتلون الجزء الغربي من العراق وأقاموا لهم فيه عاصمة سموها (طيسفون) المدائن الآن قضاء تابع لمحافظة بغداد ولهم فيها آثار أعظمها إيوان كسرى. أما الجزء الشرقي من العراق مكان يسكنه العرب المناذرة وعاصمتهم الحيرة قضاء تابع لمحافظة الديوانية ولهم فيها آثار قصر الخورنق وإن لم تكن بعظمة الآثار الفارسية إلا أنها دالة عليهم ووراء كلا الدولتين عمق استراتيجي بالنسبة للفرس يصل إلى أعماق بلاد فارس وبالنسبة للمناذرة العرب يصل إلى عمق الجزيرة العربية ولم يكن الوئام هو السائد بين الدولتين وكانت كفة الفرس هي الراجحة. لذلك عندما جاء الإسلام في قلب الجزيرة العربية وأصبح لهم دولة عاصمتها المدينة المنورة. وكانت لهم اندفاعات خارجية جديدة متأثرين بعاملين الأول نشر الدين الإسلامي كما أمرهم بذلك القرآن الكريم والثاني عامل يسكن في نفوس الشعوب وهو التمدد والتوسع وعرب الجزيرة هم الأحوج إلى ذلك بلاد صحراوية قاحلة وإلى جوارهم خضرة وصفت بالسواد الأعظم في العراق وبلاد الشام واليمن وتمكنوا من احتلال العراق وأسقطوا الأمبراطورية الساسانية ولم يكتفوا بالعراق بل اندفعوا إلى بلاد فارس واحتلوها واحتلوا أراضي بعدها سموها ما وراء النهر. وهذا ترك كرهاً وحقداً للعرب الذين كان شأنهم صغيرا في نظر وفي قرارة نفوس الفرس دولة وأفراد. وكان رد فعلهم فرديا لأنه لم تقم لهم دولة ترد وتمنع هذا التمدد العربي بثوبه الإسلامي الجديد وجاء حدث تاريخي خطير هو استيلاء الأمويون على السلطة التي كان العلويون أحق بها كما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة. واتخذوا من دمشق عاصمة لهم، ووجدها الفرس مناسبة لهم للانتقام من العرب الذين أسقطوا دولتهم وانتصروا للعلويين سواءً ما كان في الكوفة أو في بلاد فارس التي أصبحت حاضنة للنشاط العلوي وتمكنوا من إسقاط الدولة الأموية. وانفرد العباسيون بالسلطة دون العلويين في تفاصيل لا يتسع المكان ولا المناسبة التي أكتب تحت عنوانها ومع الأيام توسعت دائرة المناصرين (المتشيعين) للعلويين وفق دستور وضعه الإمام جعفر الصادق رضي الله عنه قواعد لمذهب مستقل هو المذهب الجعفري جمع العلويين في نظام يشبه دولة أو حكومة الظل لهذا تمكنوا مع اتساع أتباع هذا المذهب وأقاموا لهم دولة في المغرب العربي انتقلت إلى مصر وإن ذهبت كما ذهبت الدولة الأموية والدولة العباسية تحقيقاً لقوله تعالى (وتلك الأيام نداولها بين الناس) ولكن الأثر الذي تركه التشيع للعلويين في العراق كان أعظم نظراً لمقامه بالروح بين العراقيين ومقامات على الأرض أضرحة شريفة لأئمة من آل البيت يحج إليها الناس في المدن المقدسة الأربع النجف وكربلاء والكوفة وسامراء. إن الذي حافظ على زخم نصرة العلويين وحبهم بل وتقديسهم ما كان للفرس من نفوذ في البلاط العباسي فنجد أن الأوائل من خلفاء بني العباس ظلوا متأثرين برابطة النسب مع العلويين حتى أن الخليفة المأمون خلع ولاية العهد من أخيه المعتضد وبايع بها الإمام الرضا عليه السلام ولكن العلويين ظلوا متأثرين بما كان لهم من مكانة التقديس بين الفرس بسبب وجودهم في طوس من بلاد الفرس التي توافى فيها الرشيد. وإذا راجعنا باختصار جديد تاريخ الأقوام التي غزت بغداد بعد سقوطها على يد هولاكو المغولي نجد أن الصراع بين تلك الأقوام بتقمص الثوب المذهبي الذي يبرقون به مطامعهم وأوضح مثال لذلك ما كان من الصفويين الذين كانوا من غير الفرس من الأذر وعقيدتهم الصوفية المتفرعة من المذهب السني ولكنهم ارتدوا ثوب التشيع للحصول على تأييد ومناصرة الفرس الذين كان أغلبهم من الشيعة وأكثر تنظيماً من بقية الأمم ودفعهم طموحهم لاحتلال بغداد مرتين وعملوا سيوفهم في رقاب السنة في بغداد أكثر من ثلاثة أيام التي تسمح بها قوانين الحرب ولم يرفعوها إ لا بعد أن اتجه بعض من السنة إلى كربلاء واستغاثوا بسادن الروضة الحسينية من آل طعمة وقدم معهم إلى بغداد من أغاثهم وتمكن من رفع السيف عنهم. ورد عليهم العثمانيون السنة مرتين وأخرجوهم من بغداد ومن كل العراق وأنزلوا نقمتهم على من وجدوه أمامهم من الشيعة. فإن كان السادة آل طعمة سدنة الروضة الحسينية استجابوا لاستغاثة سنة بغداد وجاءوا إلى بغداد ورفعوا سيوف الصفويين عنهم فإن العثمانيين في المرة الثانية احتلوا العراق كله وأقاموا منه ثلاث ولايات الموصل وبغداد والبصرة وهمشوا الشيعة من جميع مواقع الدولة إلا من اضطرتهم حاجتهم لمهنته أو لماله. وفي أعقاب الحرب العالمية الأولى أقيم في العراق دولة نصب على عرشها الملك فيصل الأول أدرك ما لحق بالشيعة من أضرار وعمد إلى تقريب رموزهم وأصحاب الكفاءات من أصحاب العلوم الدينية والدنيوية وشيوخ العشائر وأصحاب المهن الأخرى وكاد يصل بالبلاد إلى دولة مدنية يتساوى فيها المواطنون بالحقوق والواجبات وفي المقابل وصل إلى حكم إيران بانقلاب عسكري الضابط رضا فهلوي على الفاحارين الذين يحكمون إيران آنذاك وقبل أن يثبت أركان ملكه تحركت في نفسه شهوة التمدد ولم يكن أمامه إلا القريب منه وبرضا من الانكليز الذين كانوا يهيمنون على الشرق الأوسط كله احتل الأحواز التي كانت إمارة عربية سكانها امتداد للعشائر العراق العرب الشيعة وللشيخ خزعل آخر حاكم عربي للأحواز حكاية: فقد كان ثالث ثلاثة هم ابن سعود وأمير الكويت الشيخ جابر وثالثهم الشيخ خزعل جمعهم المقيم البريطاني في الخليج بمؤتمر عام 1915 في مؤتمر سمى مؤتمر الكويت أقام منهم حلفاً ضد الدولة العثمانية والنتيجة أن عبد العزيز أصبح ملكاً على جميع شبه الجزيرة العربية وأقام دولة تناهض الجمهورية الإسلامية الآن ولها مكانة إقليمية ودولية والكويت أصبحت دولة لها مكانتها الإقليمية والدولية والشيخ خزعل له قبر على ساحة الميدان في النجف الأشرف. احتلال جزر ولم يكتف الشاه الكبير بالاستيلاء على ملك خزعل بل قتله بالسم. وخلف الشاه محمد رضا الأبن أباه الشاه الأول وظلت شهيته تلح عليه واحتل جزر عربية ثلاث وحصل على نصف مجرى شط العرب بعد أن عجز عن احتلاله حرباً وتحالف مع إسرائيل وفتح حدوده ومطاراته للإسرائيليين واسلحتهم وخبرتهم إلى شمال العراق لمشاركة المتمردين الكرد لقتال الجيش العراقي وكان الثمن لوقف التدفق الإسرائيلي من إيران نصف مجرى شط العرب فيما تسمى معاهدة الجزائر عام .1975 وتمكن البازار (الشارع) الإيراني من إزاحة الشاه بالرغم من أنه بلغ من القوة بحيث سمي شرطي الخليج وأعلنت الجمهورية الإسلامية الإيرانية ولم يجد الشاه ملجئ له إلا في مصر كما كان حال والده ومات هناك ودفن إلى جانب والده وهنا يجب التذكير أن الأمريكان الذين أوصلوه لأن يكون شرطي الخليج تخلو عنه ولم يقبلوه لاجئاً بالرغم من علمهم بمرضه القاتل لم تمض أيام وحتى قبل أن يرتب القادة الإسلاميون بيتهم الداخلي أعلنوا شعار تصدير الثورة وأمامهم العراق الذي كانت فيه ثورة من نوع آخر اصطدمت الثورتان بحرب دامت 8 سنوات ذهب الثوار العراقيون إلى ثورة أخرى (احتلال الكويت) واصطدموا بالعالم كله وسقطوا باحتلال العراق 2003 وشاركت قيادة الثورة الإسلامية الإيرانية الأمريكان في احتلال العراق بفئات عراقية معارضة مسلحة كانت مستقرة في إيران. وخلال سنة تمكن الحاكم المدني الأمريكي للعراق تسليم الحكم إلى المعارضة الشيعية سواءً من كان يقيم في العراق والذين قدموا إليها من إيران ومن أوربا وأمريكا في نظام سماه العملية السياسية استلمت الحكم الأكثرية الشيعية السكانية والبرلمانية الذين تجمعوا تحت قيادة واحدة سميت البيت الشيعي شاركهم ممثلون من مكونات الشعب الأخرى السنة والكرد والتركمان وسواهم ومع الأيام تقاسمت تلك الأطراف السلطة وما تأتي به من منافع واستبدل اسم العملية السياسية على ألسن العامة (المحاصة) وطغت التسمية حتى تداولها أصحاب الحصص من رجال السلطة وهنا ونحن كما قلت في يوم 14 آب والحقيقة فإنني أكتب هذه الأسطر في يوم 24 آب لأن قدراتي على الكتابة والقراءة محدودة مع 92 سنة من العمر وأرجو أن أوفق في ذكر بعض الوقائع التي انتجتها العملية السياسية التي وضع أساساتها (بريمر) الحاكم الأمريكي الذي حكم العراق سنة واحدة. وكان يحمل في الحقيبة اليدوية التي حرص عليها اجندتين الأولى ستراتيجية احتلال منابع النفط وهذه قديمة موجودة على أجندة الإدارات الأمريكية المتعاقبة وضعت خطوطها بعد نهاية الحرب العالمية الأولى وأثناء الحرب العالمية الثانية وضعت يدها على منابع النفط السعودية والخليج العربي واستعصى عليها وضع اليد على نفط إيران والعراق لذلك وضعت ستراتيجية تقسيم دول الشرق الأوسط إلى مكونات يسهل التعامل معها كما هو الحال مع عرب النفط وبدأت بالعراق. لذلك جعلت المكون الشيعي الذي أصبح هو الأغلبية السكانية في العراق في موقع المنتصر وأعطت الكرد حكما مستقلا ما عدا الاعتراف الدولي واعتبرت العرب السنة كلهم بعثيون وقررت اجتثاثهم بقانون بتفاصيل ملّ الناس من سماعها لكثرة ما كررت. ولأن المكون السني الذي كانت له الأكثرية السكانية ومع السنين أصبح المكون الشيعي هو الأكثرية مع فارق بسيط ومع ذلك بقي المكون السني ممسكا بالسلطة على مدى 80 سنة من عمر الدولة وهذا طرح فيه نصيب من الصحة ولكنه أصبح سلاحاً ماضياً ضد المكون السني وكان القيد للشعب العراقي بكل مكوناته أن يترك للقضاء أو لجهة برلمانية أو لجنة مستقلة تملك سلطة جزائية تصل إلى عقوبة الإعدام لكل من أساء استعمال السلطة وسبب ضررا لشيعي كونه شيعيا. ولكن المحاسبة وإنزال العقاب تولته خلق داعش لا بقولي ولكن بإقرار القارة الشيعية قبل غيرهم.لقد قررت في بداية ما أردت كتابته أن لا أتطرق لهذا الموضوع وأقول مع القسم إنني عدت إليه لتبصير كل العراقيين أن ليس أمالهم غير العراق يتحاشون من ظل هوية المواطنة التي هي أضمن كل الهويات وأن يضع الجميع مسألة الوطن المحتلة نصف مساحته في مقدمة المطالب وعلى رأس الأولويات ولكي تتفرغ الدولة إلى هذه المهمة الخطيرة والصعبة.وأكون اشد خوفاً وتحسباً أن القوات المسلحة العراقية بجميع اصنافها والدعم الجوي الدولي لم يتمكنوا من الإمساك بقضاء بيجي بصورة نهائية. وأمام الحكومة عشرات البيجيات يمسك بها شياطين الأرض أيدولوجية أحدهم إما أن يقتل وينتصر وإما أن يُقتل ويذهب إلى الجنة التي فتح لهم أبوابها ساداتهم وكبرائهم الذين أظلوهما السبيلا والآن نزلت الجماهير تريد اجتثاث الفساد من عروقه وهذا يعقد المسألة أكثر مما هي معقدة لأن الحكومة ليس لها القدرة الآنية لأن الفساد عمره طويل بدأ منذ قيام حكم النظام السابق مع تداخلات دولية وبينهما مصالح لدول ومنظمات وجماعات مسلحة وغير مسلحة. وإذا سارت الحكومة طريق الإصلاح الذي يطالب به الشارع وتحرير العراق فإنها لن تنتجح بواحدة منها. وإذا بدأت بواحدة وتركت الآخر فإنها ستجد الآخر قد نما وتعاظم وتعجز عن مواجهته لذلك أقول إن لدي اقتراحا. اقتراح الأول حرمان داعش من حاضنتها في العراق بإجراءات أخرى لا أتمكن من شرحها لأنها طويلة وقد لا تكون معلومة لدى أطراف المسألة ويعملون على إبطالها.الثاني فيما يخص الذي أخذ تسمية الفساد وأعود وأذكر أن ليس للعراقي إلا هذا الوطن الذي أخذ منه مما جعل البعض يطلق عليهم هذه التسمية المؤلمة. وأذكرهم بالأبواب التي سدها من كان حليف لهم وفي ثنايا الأسطر السابقة ذكرت أمثلة لهم لذلك فالتكن مبادرة من الحكومة القائمة التي لم يحصل رئيس وزراء قبله من دعم شعبي ودولي كما حصل عليه د. حيدر العبادي واقترح على دولته: 1-إلغاء جميع مؤسسات النزاهة القائمة الآن مع احترامي لشخوصها وأعمالها وتؤلف لجنة مصغرة من الكفاءات التي لم تشترك مع النظام السابق باي عمل رسمي ولا مع العملية السياسية القائمة تضع أمامها الملفات تتستر على من اسم ورد اسمه فيها وتناشده بحق الوطن وما صار إليه وإن ذهب فلن ينفعه ما كسب وتطلب منه تقديم تقرير موجزه بما كسب بدون وجه قانون وبحق قانوني وتقوم اللجنة بقسمة ذمته المالية إلى نسب تقدرها القسم الأول لخزينة الدولة والثاني لمن تقدم للمحاسبة ونتركه لضميره مع خيارين أن ينشر اسمه على وسائل الإعلام إن رفض وتتستر عليه إن استجاب لأن الإحالة إلى القضاء لن يأتي بنتيجة ولا أكرر ما قيل عن تقصير القضاة لأن القضاة بشر فالذي لم يعصم دائرة تحول الأرض الزراعية إلى ملك صرف والعقارات المملوكة للدولة إلى ملك الأشخاص. فالقضاة من ركاب هذه السفينة التي يتولى إدارتها العملية السياسية التي أقر جميع أطرافها بفشلها. لقد عايشت قضاة باع أحدهم أثاث بيته ليسد دين لصاحب دكان يشتري منه حاجات الأسرة وذهب إلى منصب أعلى نقي الضمير وعملت أمام قاضي نقل دعوى من بغداد مقامة ضد وزارة إلى أحد المحافظات متجاوزاً صلاحيته لسبب لم أقف عليه حتى الآن. وأعاد قضاء المحافظة الدعوى إلى بغداد لأن الدعوى تخرج عن صلاحيته وإن كان هناك دور لقضاء المحافظة فتكون الانتداب لا محكمة أصلية. لذلك أتمنى أن لا يكلف القضاء بهذه المهمة لأنها ستطول أمامه لأن عمل القضاء علني وستترصد وسائل الإعلام وتوسع ولا تصنعه. إذن فالحلول الوسطية الناعمة البعيدة من الاستفزاز ومس السمعة أمور مقبولة وأمام دولة رئيس الوزراء فرصة نادرة أن يعمل بدون استفزاز وإن كان قضائياً وأن يستغل أوضاع العراق والإقليم وما فيه وعليه من متغيرات متسارعة التي جعلت الأسرة الحاكمة في المملكة العربية السعودية تخرج الأسرة الحاكمة فيها من قمقمها وتدخل حربا في اليمن وتعمل على إقامة منظومة دفاعية شخصية وحلف عربي أوسع. وجعلت الجمهورية الإسلامية الإيرانية تسعى لإيجاد حل سياسي للمسألة السورية وتصرف النظر ولو مؤقتاً عن الهلال الشيعي ومثال لذلك عدم التدخل في المسألة اليمنية إلا ما صدر من تصريحات من غير المسؤولين الميدانين (الإصلاحيين) فهم يريدون إقامة مكانة لهم تتكافئ مع مركزهم الدولي والاقليمي بعيدة عن العنف. الذي بدأ عودة خجولة إلى طهران. والامتحان أمام الإصلاحين الإيرانيين على شقين اذكرهما لأن لهما تأثيرا كبيرا على الاستقرار في العراق: -1 اتخاذ الحيطة والحذر عند تطبيق مراحل الاتفاق النووي لأن الإدارة الأمريكية تترصدهم. – 2كسب ثقة البازار (الشارع) الذي أوصلهم إلى الحكم في الانتخابات السابقة والذين هتفوا فيه (لا قدس ولا لبنان فالتحيّ طهران) وربما هتفوا في الانتخابات القادمة لا قدس ولا دمشق ولا بغداد ولا لبنان فالتحيا طهران.وحسب فهمي من تجربتي ألا سبيل لحياة آمنة مستقرة في المنطقة وحتى في إيران إلا بالتعايش السلمي على قاعدة (يا جاري أنت بدارك وأنا في داري) لمدة الفترة الانتخابية القادمة في إيران وبعدها الذهاب إلى حلف إقليمي كحلف سعد اباد بين العراق وإيران وتركيا الذي سعى إليه وابرمه الملك فيصل الأول تنظم إلى السعودية ودول الخليج لا يذكر في نصوص ذلك الحلف كلمة دفاع وسلاح وإنما حلف سلام لتعيش الشعوب بسلام كل حسب مسؤوليته ماله من حقوق وما عليه من واجبات. وإلا ستكون (داعش وإسرائيل في المزاد) كما سبق لي أن كتبت بحثاً عنهما على أمل أن تنشره جريدة الزمان بالتتابع مع المسألة السورية.
|