داعش كنز أمريكا

 

منذ ظهور داعش في سوريا وتمدده على اراضيها ثم انتقاله الى العراق وتمدده على اراضيه اصبح يمثل مصدر فزع  حقيقي ومصدرا للرعب والعنف الممنهج عبر فديوهات ينشرها عقب كل جريمة وحشية يرتكبها،وعلى الرغم من مرور أكثر من عام على تشكيل التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لمحاربة داعش، والقيام بتنفيذ أكثر من 10000 ضربة جوية لا يزال صامدا وقويا يتمدد حيث ما يشاء .

 

كشفت صحيفة (ديلي بيست)الامريكية انه بينما يمثل تنظيم داعش الارهابي كارثة على الشرق الاوسط والعالم ،فأنه شكل منجم ذهب للشركات الامريكية ،واوضحت الصحيفة الاثنين 12 /10 /2015 ان مقاولي الدفاع الامريكيين استفادوا كثيرا من القتال الدائر في الشرق الاوسط ، فلقد تلقت شركة لوكهيد مارتن طلبات لشراء الاف من صواريخ (هيلفاير) كما ان شركة (ايه ام جنرال )مشغولة في امداد العراق بمئات المركبات نوع همفي الامريكية ،بينما تبيع شركة (جنرال ديناميكس) ذخيرة دبابات بملايين الدولارات،وأضافت ان مجموعة sosinternationalوهي واحدة من الشركات الامريكية واحد اللاعبين على الارض في العراق تقف وراء توظيف معظم الامريكيين في العراق بعد السفارة الامريكية،ومن بين مستشاري مجلس ادارتها نائب وزير الدفاع السابق( بول وولفويتر) الذي يعتبر واحد من مهندسي غزو العراق وبول بوتلر المساعد الخاص لدونالد رامسفيلد وزير الدفاع السابق ،وتقول الشركة انها حصلت على عقود عمل في العراق بملايين الدولارات.

 

المحللون والخبراء العسكريون أجمعوا على ان داعش صناعة أمريكية تعمل لصالحها وتقوم بتنفيذ مخططاتها وكما صرحت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلنتون(نحن من اوجدنا داعش )،  موضحين ان امريكا هي التي تزود التنظيم بالاسلحة المتطورة وتوفر له مصدر التمويل الذي ساهم في مضاعفة قدرته على المقاومة والصمود ،هذا ما اكدته القوات العراقية الملتحمة مع داعش في الخطوط الامامية التي طالما تشاهد طائرات امريكية تقوم بانزال الاسلحة والذخيرة والغذاء عندما يكون على وشك الانهيار ،وتقوم الطائرات الامريكية بتعويض قادة داعش القتلى باخرين ونقل الجرحى منهم الى المستشفيات الامنة في تركيا وسورياهذه المساعدات المستمرة لداعش تسهم في اطالة امد المعارك وتحافظ على التنظيم قويا متماسكا ،وكثيرا ما تحدث الامريكان وعلى لسان كبار قادتهم بدءا من الرئيس الى وزير الدفاع ووزير الخارجبة مرورا بالقادة ان الحرب على داعش تستغرق سنين طويلة .

 

استنتاجات الخبراء العسكريين والمحللين السياسيين تشير الى ان داعش ليس مجرد صبيان ضالين متعطشين للجنس والدماء، وانما هم مهربون على اعلى مستوى ولديهم خبراء متخصصون في استخراج النفط وتصفيته وتخزينه وشحنه،وان اول المستفيدين هي شركات النفط الامريكية اضافة الى تركيا التي تؤدي دورا كبيرا في استقبال شحنات النفط المهرب من العراق وسوريا ليباع الى هذه الشركات بأثمان بخسة مما ساهم في انخفاض اسعاره عالميا لان كميات النفط المهرب كبيرة بحيث اصبح من المتعذر رصدها ،وبالاضافة الى الشركات الامريكية فان اطرافا تركية افرادا ومؤسسات متورطة في بيع النفط المهرب ،يذكر ان سعر برميل النفط المهرب 12 دولارا ويباع بـ 30 دولارا، تشير اجهزة الاستخبارات الغربية ان الولايات المتحدة وتحالفها الدولي  تغض الطرف عن الاف الشاحنات المحملة بالنفط المهرب ولن تتعرض اليها،واقرت هذه المصادر ان التحالف الدولي لم يمس بمصادر دخل التنظيم بشكل يؤثر على عملياته بالرغم من تنفيذ اكثر من 10000 ضربة جوية خلال سنة ،وقال مسؤول امريكي ان داعش حصل خلال شهر واحد من النفط المهرب هذه السنة على 40 مليون دولار،يذكر ان مصافي النفط الواقعة تحت سيظرة التنظيم تدار من قبل اشخاص محليون ليسو مرتبطين به ويتم توزيع النفط الخام او المصفى في صهاريج او شاحنات تمر في مناطق تحت رقابة طائرات التحالف الدولي التي تمتنع من استهدافها .

 

الغارات الجوية الروسية ضد ارهابيي داعش في سوريا فاجأت التحالف الامريكي الذي انضمت تحت لوائه اكثر من 60 دولة  ،وكشفت زيف التحالف الامريكي الخليجي الذي يدعي القضاء على داعش واستخدامه كفزاعة تثير الهلع والرعب لدى شعوب منطقة الشرق الاوسط والعالم وتنهي مقولة الامريكان من ان القضاء على داعش يتطلب سنين عديدة ،بل راح البعض منهم ليقول نحتاج عقودا للقضاء على داعش.