بعضهم لا يقرأون الصحف

 

هذه المقالة كنت اخطط لنشرها منذ مدة وكلما هممت لاكمالها أجدني قد انشغلت بعمل ما واهملها وما دعاني لاكمالها اليوم هو المقال الرائع للاستاذ (احمد عبد المجيد) الذي نشرفي جريدة (الزمان) الغراء قبل عدة ايام والموسوم (صاحبة الجلالة في العراق لن تحتضر واسانج ياتينا بالخبر اليقين) حيث توغل الى عدة امورتخص الصحافة الورقية منها تراجع اعداد النسخ المطبوعة وقلة الفرص وقسط الحرية الذي كان متوفرا خلال 12 عاما مضت اضافة عن سوء تسويق الكفاءات الصحفية وانا هنا احاول ان ابرز نقطة(قلة القراء للصحف) من باب الرأي المتواضع لكاتب فيها وقارئ لها حيث اقول:-

 

السلطة الرابعة أو مهنة المتاعب كما يحلو للبعض أن يسميها أهم نتاجاتها هي (الصحيفة) وهي من اسهل ما يمكن ان يقرأه الباحث عن المعلومات الثقافية والاخبار بانواعها ولي تعريف لها أزيد من أستخدامه في كثير من الأحيان (هي توازي تعريف أنيشتاين للمثقف حيث يقول هو الذي يعرف شيئامن كل شيء وأنا اقول عن الصحيفة هي التي تحوي شيئا من كل شيء) ومن هنا نستخلص جدوى قراءتها ومتابعتها بغض النظر عن أديولوجيتها و اتجاهاتها الفكرية والسياسية فالقارئ انسان ذو عقل راجح يمكن ان يفرز الصالح من الطالح لما تثقف له الصحف فضلاً عن كونها الرقيب والحسيب على كل مفاصل الحكومات وهي حلقة الوصل بين المواطن والمسؤول لما لها من دور رقابي هي لسان حال الشعب الناطق بكل ما فيه فائدة للبلاد والعباد لي زميل كاتب في مجال الصحافة ايضاً كثيراً ما نتناقش حول بعض المواضيع التي من الممكن استفادة المسؤولين منها لتصحيح مسار مؤسسة حكومية ما أو لتشكية وانصاف مواطن مظلوم او موظف محروم من امتيازات ما أو طالب دراسة يريد أن يوصل صوته حول قضايا تصب في خدمة العلم والبحث العلمي وغيرها الكثير فنجد للاسف كل ما يكتب في الصحف لايصل الى اغلب المسؤولين والسبب واضح لكون غالبيتهم ببساطة (لا يقرأون الصحف) في جميع دول العالم يكون هناك تنافس مشروع بين الصحف اليومية والاسبوعية الصادرة هناك ويكون هذا التنافس من خلال سرعة نشر الخبر ومدى مصداقيته وتحليلات مابعد الخبر اضافة الى الاخراج الفني والتصاميم الرائعة لجميع الصحف فهناك لايوجد كلاسيكية ونمط واحد لاخراج الصحف وتبويبها كأنها منسوخة عن نسخة واحدة (كاربون كما يقال) على الرغم من العناوين المختلفة للصحف كما هو حال بعض صحفنا البائسة فمثلا ممتع لو ان يكون بداية الصحيفة اخبار الفن وصفحة المنوعات او الرياضة بدلاً من المواضيع السياسية الجافة واخبار التفجيرات وغيرها أنا كقارئ افضل دائماً ان أُقّلب المطبوع جريدة كان أم مجلة من الصفحة الاخيرة وصولا الى الاولى وذلك لكون الصفحة الاخيرة تحوي دائما الاخبار الفنية والرياضية والمنوعات و(الكاريكاتير) ذاك الفن الرائع الذي دائماً ما يغني عن قراءة مقال كامل في ايصال فكرة ما او نقد حالة معينة وختاماً موضوعي هذا ليس دعاية لقراءة الصحف فحسب بقدر ماهو نقد لمن لايقرأها دعوانا أن لانكون أخر القارئين.