لكل كرسي غربان تنعق!!

لكل كرسي غربان تنعق!!لا يمكن تبرأة الأقلام مما يجري في المجتمعات العربية , وما يتحقق من تداعيات وتفاعلات فساد وإفساد وتوجهات لتحقيق المصالح المغرضة والأهداف الخفية الجائرة.
فالأقلام والكراسي لها باع طويل في التضليل والتغرير والتبرير والتسويغ والدفاع عن الآثمين الفاسدين والمعادين للإنسان وحياته , فهناك أقلام منافقة ذليلة متسوّلة قابعة في الكراسي.

وما يقومون به هو الإرتزاق بلا ذمة ولا ضمير ولا غيرة ولا قيم ولا أخلاق أو مبادئ , ولا شعور وطني وإنساني وإحساس بالرحمة والمعروف , فكل شيئ يتحدد بما يأتيهم من الكرسي , الذي يشجعونه على الفساد وإرتكاب الحماقات والمآثم بحق الحياة.

وما أكثر غربان الكراسي الناعقة , التي تدافع عن الشر بقوة وإستماته , وتعلن بوضوح أن الدين عندها دينار ودولار , ولا معنى لمُسمى إلا بقدر ما يعطيها من المال.

وتجدها تميل ذات اليمين وذات الشمال , وأينما وجدت وعاءً تغرف منه أكثر إنجذبت إليه , وراحت تمعن بالهراء والبهتان عنه , لتمدحه وتبجله وتمنحه توصيفات لا بشرية.

أقلام معروفة , والقارئ يُدرك خطورتها ودورها بصناعة المأساة المتفاقمة في المجتمع.

ولابد من الإنتباه للدور السلبي التدميري لهذه الأقلام , لأن أصحابها يمثلون خطرا وخيما على أي مجتمع , بتشويههم للحقائق وتضليلهم للناس.

والمجتمعات الحية لا تسمح لأمثالهم بالكتابة ونشر تصورات الكراسي الآثمة , وإنما تفضحهم وتسعى لتنوير الناس بأنهم يكتبون بمداد الأحقاد والضغائن والكراهية والسوء , وأنهم ينتقمون لأنفسهم من المجتمع , ولا يهمهم إلا كم سيكسبون من شرورهم وكلماتهم الخبيثة!!

وبما أن فكر المجتمع هو القوة التي تحدد مسيرته وترسم خارطة وجوده , فأن الكتابات المريضة المصابة بوباء الكراسي , تساهم في تشويش الفكر وتضبيب الرؤية , وتحويل السراب إلى ماء , وتضفي على المتسلطين ما ليس فيهم , وتوهم المجتمع بأنهم المأهلون الأبديون للتسلط عليه , ولا بديل سواهم , وإن ذهبوا أو تبدّلوا فأن الواقع سيكون أسوأ مما كان.

ومن المعروف أن المتمسكين بالكراسي في مجتمعاتنا لا ينخلعون منها إلا بعد أن يساهموا بصناعة مأساة وطنية كبيرة , إنتقاما من المجتمع لأنه خلعهم , والأمثلة وفيرة في الأنظمة السابقة والحالية , فلكي تغادر الكرسي عليك أن تنتقم لنفسك منه , ومن الذين ما جعلوك فيه مدى الحياة , وهذه سلوكية تنم عن عاهة نفسية متحكمة بالذين يسمون أنفسهم ساسة في مجتمعاتنا المنكوبة بهم وبفسادهم ومحسوبيتهم وتبعيتهم.

وبتفاعل الأقلام المريضة مع العاهات السلوكية المزمنة , تتحقق مأساة شعب ومصيبة أمة , أصبحت على حافة جرفٍ هارئ!!