الخروف الأسود

ما كنت اعلم بأن "الخروف الأسود" مصطلح وليس اسم دولة او مجرد لون لحيوان، الا بعد ان عشت في بريطانيا. اكتشفت ذلك من خلال جاري الويلزي أيام كنت في مدينة كارديف البريطانية. شكا لي من تصرفات أخيه المتعبة وسلوكه المضاد لباقي اخوته عندما قال عنه انه خروف العائلة الأسود ظننت انه يشبهه بدولة الخروف الأسود التي أسسها محمد شاه في العراق بعد ان أحدث بها مذابح مفجعة. اول ما خطر ببالي ان أخاه قاتل او خوشي. فهمت فيما بعد انه لم يكن كذلك بل هو أقرب لقولنا بالشعبي "سجين خاصرة". لو شاهد اهله فرحين، مثلا، فالخروف الأسود يشغل كامل عقله كي يحول افراحهم الى همّ او نكد. باختصار هو الذي يوقت قول “لا" أو "نعم"، لا لأنه حصيف او يمتلك رأيا بل ليشلع قلب الآخر.
قبل أيام شاهدته في تشييع جنازة الراحل احمد الجلبي يضحك من دون المشيعين. مثل هذا ستجده مكفهر الوجه عبوسا قمطريرا لو كانت هناك زفة او حفلة. فلو اوقعك الدهر بأخ مثل هذا ساعدك الله. أما اذا سلط الله خروفا اسود ليحكم بلدك، فمعنى ذلك انه لا يوجد حظ اشد اسودادا من حظك.
كنا جميعا نحلم بعراق آخر غير هذا الذي نراه اليوم بعد ان سقط صنم الفاشية. لكن الحظ الأغبر جاءنا بخروف أسود لا شبيه له فصرنا بفضله كما تروننا اليوم حالنا تكسر القلب حتى لو كان من حجر.
وأخيرا قلنا يا الله بدأت تنفرج بمجيء حيدر العبادي، ومن ثم بهبّة الشعب متظاهرا ضد الفساد وارتفاع بشائر النصر على الدواعش. ويا دوبك تنفسنا خطوات الإصلاح الجديدة وإذا بالخروف الأسود يعود من جديد. لسان حال قلبي صاح لاطما: "وصاحت الفرسان طب طاعونها".
يمعود شنو قصتك، لا تجل، لا تمل؟ أما شبعت من ثماني سنوات كنت فيها تسرح وتمرح على هواك الى أن كعدتنا على الرنكات بعد أن هجمت بيوتنا بداعش؟ هسّه هنه حفنة إصلاحات ما شفنه منهن شيء لحد الآن وحضرتك من الصبح لليل تحتاف عليهن. عمّي يالعبادي رجعه وخلصنا. تره هذا طركاعة سوده مو بس خروف اسود!