"قتلهُ مسلحون مجهولون".. الجملة الأكثر رعباً في بغداد

يرعب خبر مقتل شخص على يد مسلحين مجهولين قرّاءه في البلد الذي وقع فيه الخبر، ويزيد رعباً سكان المدينة التي شهدت الحادثة، لكن الأكثر رعباً أن تُصور عملية القتل وتُشاهد على مواقع التواصل الاجتماعي.
آخر عملية قتل نفذها مجهولون في حي الأعظمية، المعروف بكثافة سكانية 'سنية'، سجلتها كاميرا مراقبة مثبتة على إحدى بنايات شارع الأخطل بالحي، شمال بغداد، ويظهر التسجيل قيام مسلحَين يستقلان دراجة نارية باغتيال الشاب فهد محمد الدوري، المولود عام 1999، مساء الأحد، وأرداه أحدهما قتيلاً بإطلاق عيارات نارية، قيل إنها من مسدس كاتم للصوت.
تسبب المقطع المصور بالرعب لدى أهالي الأعظمية، فقد أعادت هذه الحادثة إلى أذهانهم عمليات القتل بين أعوام 2005 - 2009 بفعل الطائفية.
ووفقاً لتصريحات أدلى بها السكان فإن الحادثة على الرغم من قساوتها، إلا أن مشاهدتها في التسجيل المصور أقسى، لافتين إلى أن القتل بهذه الطريقة لم ينقطع بشكل نهائي لكن قلت نسبته بشكل كبير.
حادثة الأعظمية سبقتها أحداث مشابهة تناقلتها وسائل الإعلام، نفذت بالطريقة ذاتها، وهو ما زاد من رعب البغداديين، فقد تنتهي القضية عند هروب المسلحين المجهولين، بعد تنفيذ جريمتهم إلى جهة مجهولة، وتنقل وسائل الإعلام عن الجهات الأمنية أن قوات الأمن حاصرت المنطقة، وباشرت في البحث عن المجهولين.
مسلحون مجهولون آخرون نفذوا، الأحد الماضي، جريمة قتل لمدني في حي السيدية جنوب العاصمة العراقية. وفي منتصف الشهر الماضي، قتل مسلحون مجهولون مدنياً في حي الشعب، شمال بغداد، يملك مولداً كهربائياً يزود به سكان حيه بالكهرباء.
وزارة الداخلية العراقية المختصة بتعقب مرتكبي هذه الجرائم، عبر دوائرها المعنية، عرضت في أوقات سابقة على شاشات التلفزيون مواطنين اعترفوا بجرائم قتل نفذوها، بدوافع انتقامية أو طائفية أو مادية. 
وأكد النقيب محمد الركابي من شرطة بغداد أن التحديات التي تواجهها الوزارة كبيرة جداً، مشيراً إلى أن 'الجرائم قلت بشكل كبير قياساً بالسنين الماضية'، عازياً السبب إلى 'تعاون المواطنين مع الأجهزة الأمنية في إيصال المعلومات، وتطور قدرات عناصرنا وأجهزتنا الأمنية'، مستدركاً بالقول 'هذا لا يعني القضاء على الجريمة'. وأوضح معللاً السبب بوجود تحديات 'إرهابية يضاف إليها انتشار السلاح بيد المدنيين ووجود المليشيات التي تعترض في أحيان كثيرة مهامها مع ما تنتهجه الوزارة في السعي لرفع مستوى الأمان'.
مواطنون يرون أن عمليات القتل عبر مسلحين مجهولين زادت من مستوى الرعب بينهم، ما يضطرهم إلى اتخاذ احتياطات لذلك، 'لكنها رغم ذلك لن تنفع' بحسب هشام صابر الحديدي، والذي يرى أن قراره بمنع أولاده من الخروج سوى إلى جامعاتهم ومدارسهم وعدم ممارسة حياتهم الطبيعية الأخرى خارج المنزل، 'قد تبعد عنهم خطر التفجيرات لكن القاتل المسلح المجهول يراقب ضحيته ويعلم متى يخرج من منزله وأين يذهب'.
نسرين عبد الهادي التي فقدت أحد أشقائها بعملية قتل على يد مجهولين عام 2008، خائفة حدّ الرعب من أن يتكرر الأمر مع زوجها أو أبنائها، مشيرة إلى أن 'كلمة مسلحين مجهولين ترعبني'.

.