يسقط حيدر العبادي مرتين!

يخطأ من يظن أو يعتقد أن رئيس الوزراء حيدر العبادي الذي يقود الان بلدا اقبل على الافلاس التام  ويخوض حربا شرسة ضد عصابات داعش الارهابية قادرا على معالجة اخطاء العملية السياسية وذنوب الحكومات السابقة استنادا لقاعدة قديمة في المنطق تقول :الفرد لايمحو ذنوب الجماعة.

 ميزة العبادي  أنه يتفاعل مع  وسائل الاعلام ويتفاعل مع مايكتب عنه في الفيسبوك والصحف والمواقع الالكترونية لكن خطأ  العبادي البارز انه يطلق مبادارات في الاعلام من دون أن يتابعها الى ارض الواقع  ابرزها:
١-شكل لجنة تبسيط الاجراءات الحكومية في الاعلام فقط وغالبية دوائر الدولة ماتزال تتعامل ببيروقراطية إدارية معقدة. 
٢-أعلن أنه سيرفع جميع الجدران الكونكريتية وماتزال هذه الجدران قابعة على ظهور شوارع بغداد والمحافظات. 
٣- قرر منع تضليل السيارات  المسؤولين الكبار ومات القرار بسرعة ولم يستطع تخطي حلبة المصالح السياسية بسهولة . 
٤-افتتح المنطقة الخضراء امام المواطنين في الاعلام وفي الواقع أن دخول الخضراء اصبح  اكثر تعقيدا. 
لاارى ضرورة لاطلاق مبادرات فعلها الاعلامي كبير وهي مقزمة على الارض لم يلمسها المواطن باليد.

يؤخذ على العبادي أنه لم يحسن اختيار بعض كبار الموظفين في مكتبه وكذلك تأخره في اعفاء بعض المسؤولين الذين استغلوا وظائفهم لجني المال الحرام و ابتعد عن الشارع وخفت حركته الميدانية وانشغل بالجلوس في القصر الحكومي لاجراء مقابلات رسمية وعشاء فاخر!.

ويبقى القول أن العبادي بين نارين، نار الكتل السياسية التي تلوح له كلما تضررت مصالحها بورقة سحب الثقة،  ونار الشعب الذي يريد من العبادي أن يخرق المألوف ويكون في جبهة الشعب لا بجبهة الكتل السياسية، وهو حائر حزين ، عقله مع الاولى وقلبه مع الثانية، فختار  ان يضع قدمه اليسرى في جبهة الكتل السياسية وقدمه اليمنى عند جبهة الشعب لعله يفلح بارضاء الجبهتين وماهو بقادر على ذلك .

العبادي  بخيل بصرف المال العام ولايصرفها الا عبر قوانينها المعروفة هكذا يقول المقربون منه، والحسنة التي تضاف إلى سجل عمله كرئيس الوزراء أنه يبدو يخاف من القانون ولايتجاوز عليه بحجة انه قائد قوي لكن اخطأ العبادي كثيرا عندما هجر رئيس الوزراء السابق نوري المالكي لان الاخير لديه خبرة دورتين رئاسيتين كان الاولى أن يعمق العلاقة من اجل المصلحة العامة.
   
يرتاح بعض النواب الشباب لاسيما من دولة القانون عندما تقول لهم سيسقط حيدر العبادي قريبا وهذا الامر ليس صحيحا ، فسقوط العبادي الان يعني غرق الموكب الذي يقوده، فقد تكون ازاحته من السلطة سهلة لكن اختيار بديل تتفق عليه الكتل السياسية في هذه المرحلة والظروف الصعبة التي تمر بها البلاد امر في غاية التعقيد، فالعبادي سواء نحن مقتنعون به ام لا كرئيس للوزراء يقود الان المركب العراقي المثقوب بمسمارين كبيرين (داعش-الازمة الاقتصادية الكبيرة) والمنطق يقول إنه ليس من الصحيح أن يفضل الناس مصلحتهم الحزبية على مصلحة البلاد التي تمر بعاصفة خطر.

لايحتاج العبادي الى المدح والتطبيل والتمجيد والثناء  بقدر مايحتاج  الى شيعة عاقلة وجماعة فاهمة ومدركة للوضع الخطير  للبلاد تقول له : هذا القرار خاطئ وهذا القرار جيد وتراقب عمله بعين وطنية لا بعين حزبية!