لوفداي موريس * ترجمة - بهاء سلمان قبل أن تصل القوات الأميركية والبيشمركة إلى باب زنزانته في الشهر الماضي، كان قد مرّ على «حسن ابو أحمد»، 46 عاما، خمسة أشهر لم يرَ فيها ضوء النهار، حيث كان محتجزا لدى تنظيم «داعش» بالقرب من مدينة الحويجة لاتهامه بالتجسس. تعرض حسن للتعذيب بشكل منتظم، من وضع غطاء بلاستيكي محكم على وجهه حتى الاختناق، وتسليط الكهرباء على جسده والضرب بالكيبلات والعصي. ويشير حسن إلى قيام عناصر «داعش» بتنفيذ حالات إعدام مفاجئة. «يضعون مسدسا على رأسك ويقولون انهم سيقتلونك الآن، ليطلقوا النار على الشخص المجاور لك. كان الرعب يتملكنا دوما من عمليات القتل تلك». ويقول حسن إنه سمع في الحادي والعشرين من تشرين الأول الماضي، قبل تنفيذ العملية بيوم، صوت طائرات موجهة بدون طيار تحوم فوق المكان الذي كان محتجزاً فيه مع عشرات السجناء الآخرين المخالفين لقوانين وتعليمات «داعش» الوحشية. ويضيف، «كنت أعمل على توفير المعلومات لأناس في الحويجة لأننا أردنا تحرير مناطقنا، فقد كنت أرصد ما يحدث على الأرض، وأحصي عدد عناصر العصابات "الارهابية"، ونواياهم في شن أي اعتداء». كانت رحلات حسن المتكررة إلى مدينة كركوك القريبة قد أثارت الشكوك لدى "الإرهابيين"، وعندما سيطروا على الحويجة في حزيران من العام الماضي، قاوم حسن بشدة الضغوط الممارسة عليه للانضمام إلى «داعش». ويقول «إنهم يعرفونني حق المعرفة، ويعرفون عائلتي وعشيرتي، وكانوا يسعون لضم أناس مؤثرين يخدمون توجهاتهم». ويؤكد حسن أن الحياة قد تحولت من «الأبيض إلى الأسود» عندما احتل "الإرهابيون" المنطقة. وفي آيار الماضي، أتى خمسة "ارهابيين" من «داعش» إلى منزله لاعتقاله، وبعد تعصيب عينيه وسجنه في ذلك اليوم، لم يرَ ضوء الشمس لخمسة أشهر بعدها، مشيرا إلى أنه كان يتضرع إلى الله لإنقاذه، لكن الأمل بالنجاة كان ضئيلا. عند الثانية فجراً من يوم الثاني والعشرين من تشرين الأول، انطلقت مهمة الإنقاذ التي نفذتها قوات مكافحة "الإرهاب" التابعة للبيشمركة بمساندة من ثلاثين جنديا أميركيا وطائرات سمتية أميركية. سمع حسن دنو الطائرات من السجن، وعندما بدأ الحراس بالصياح، أدرك أن مهمة الإنقاذ جار تنفيذها. وفي زنزانة أخرى، نهض «قاسم عواد» فزعا على أثر صياح الحراس. «لقد سمعنا صوت الطائرات، وكنا جميعا خائفين وذهبنا إلى الحمام للاختباء». ويشير عواد إلى أنه سجن لمحاولته الفرار من الحويجة بمعية زوجتيه وأبنائه العشرة، وبقي في السجن إسبوعين تقريباً قبل تنفيذ عملية الإنقاذ، مؤكداً أن المحقق الرئيس للسجن كان يدعى «أبو هاجر»، وهو من محافظة ديالى المجاورة. عواد فقد بعضاً من قدرته على السمع بعد ضربه بانبوب بلاستيكي على رأسه. ويضيف عواد، «لقد اعترفت، فلم أكن أتحمل تعذيبهم، وأخبرني بعض السجناء حول الصدمات الكهربائية، ولم أتخيل تعرضي لها، عندها قررت أن افضل شيء متاح أمامي هو الموت للخروج من هذا الحال، غير أن الفرج أتى مع عملية الإنقاذ». وبصم عواد على ورقة دُوّنت عليها اعترافاته، برغم أنه لا يعلم ما تحويه لأنه كان معصوب العينين حينها، على حد قوله. وتم إخباره من قبل السجانين أنه سيقدم إلى المحكمة، ولكنه كان يتوقع أن يعدم في أي وقت». وعندما وصلت القوات الأميركية والبيشمركة إلى زنزانة عواد، كما يقول، صرخ أحد السجناء الذين كان يجيد اللغة الأنكليزية قليلا: «ساعدونا نتوسل إليكم، ساعدونا»، ليتم إخراج عواد ومن معه، وبعدها تم حملهم في الطائرات السمتية وإخراجهم من المنطقة سالمين.
|