تحرش الأساتذة بالطالبات, إلى متى يستمر؟

كانت سما طالبة متميزة جدا, وكان يتوقع الكل لها, أن تحقق أعلى الدرجات, بسبب تفوقها الدراسي, وعشقها لتخصصها العلمي, لكن ظهر ذئب عجوز, برائحة نتنة جدا, بعنوان دكتور, فما أن انتبه لسما المسكينة, حتى دب في عقله جنون الشهوة, فلم يتمالك نفسه, ألا أن يبدأ بملاحقة الطالبة, ويغريها بما يقدر, فرفضت سما طلبه, وأهانته بسبب سلوكه المشين.
فخطط للصفحة الثانية وهي الترهيب, فبدا يهددها بأنه سوف يرسبها, ويجعلها تعيد السنة في مادته, أو أن تقبل الرضوخ لشهوته, عندها قررت أن تخبر والدها, فقرر والدها منعها من الاستمرار بالدوام, وذهب للكلية ليوضح لعميدها العتيد, ما حصل لابنته, فكان الأغرب أن يقف العميد, مع العجوز المجنون, بسبب ترابط مصالح معينة بينهما.
وكان الخاسر الوحيد في القصة هي الطالبة سما, التي منعها أبوها من أكمال دراستها, خوفا على شرفها, من أن يدنسه عجوز مخبول, لا يجد احد يردعه.
قصص تحرش الأساتذة في جامعات بغداد بالخصوص, كثيرة جدا وتفاصيلها تتناقلها الألسن, وهي توضح تحول أروقة الجامعات إلى مكان لاغتصاب أحلام فتية, والإجهاز على براءة الطالبات, كي يمسخوهن إلى شكل مخيف, يكون جزء من مستقبل مخيف.
هنا نشخص الخلل, ويكمن في ضعف عمادات الكليات, في محاسبة الأساتذة المنحرفين, لأسباب متنوعة, مثل الصداقة والزمالة, أو الخوف أحيانا, وثالثة بسبب المصالح المشتركة, مما جعل الأساتذة المنحرفين ينغمسون في هوايتهم الشاذة, في حرف الطالبات عن الطريق السليم, وإيقاعهن في شرك الخطيئة, وتربيتهن على أسلوب إعطاء الجسد, مقابل المكاسب المادية والهدايا, والسبب ثلة من العمداء, يرون أنفسهم فوق أي قانون يراقب أدائهم, ويقيم سلوكهم,مما جعل ليل الجامعات طويل.
اعتقد أن على الوزارة, أن تضع خطة, تتضمن ألزام الكليات بوضع كآمرات مراقبة, في غرف الأساتذة, مع وضع تلفونات وايميلات خاصة لاستلام الشكاوي من الطالبات, بالإضافة لتشكيل فرق تفتيش, على كل الكليات, وتأتي بشكل مفاجئ, وتختلط مع الطلاب وتتكلم معهم, وتراقب الأساتذة, بالإضافة لطرد كل أستاذ ثبت عليه هذا الجرم, لأنه لا يصلح أن يكون تدريسي, بل هو آلة لتدمير الأجيال.
يتواجد اليوم, العشرات من هذه الوجودات العفنة, في أروقة الكليات, واعتقد إن على الوزارة, القيام بثورة تغيير لكل العمداء, مع بداية عام 2016, لان المتواجدين حاليا, هم من يديمون استمرار الخطية في الكليات.
قضية تحرش الأساتذة المنحرفين بالطالبات, يجب أن تكون قضية رأي عام , وان لا تترك من دون علاج, فإعراض الناس تنتهك في الجامعات, وسط صمت غريب من العمادات, كأنهم يجيزون فعل المنحرفين بهذا الصمت, وحتى الوزارة صمتها نوع من المشاركة بالإثم, فعلى الوزير تصحيح الصورة, وملاحقة الأساتذة المنحرفين, والعمل على طردهم من سلك التعليم, ننتظر صولة كبيرة لنصرة بنات العراق, من وحوش قذرة بعنوان أساتذة.