برلمان الاتحاد الاوربي: التهجير والابادة تهدد بانقراض التركمان من العراق



برلين: شهد البرلمان الاوروبي، يوم الأربعاء الماضي، في بروكسل، جلسة خاصة لمناقشة وضع تركمان العراق في ظل الظروف الراهنة وتحت عنوان " التركمان المحاصرون في المنطقة المحرمة بين عملية الانصهار والتهجير وعصابات داعش"، والذي حضره جمع من الأكاديميين والسياسيين وصناع القرار في الاتحاد الأوروبي فضلا عن ممثلي التركمان، وذلك لتسليط الضوء على معاناتهم الانسانية نتيجة تعرضهم لانتهاكاتٌ عديدة على أيدي التنظيمات "الارهابية" بالاضافة عن تحليل وتقييم سياسيات وفعاليات الاتحاد الاوروبي في المنطقة.



وقالت السيدة سندس عباس الناشطة السياسية التركمانية في أوربا، حيث كانت حاضرة في الجلسة كمتحدثة، في تصريح " أن الجلسة تم استضافتها من قبل النائب عن حزب تحالف الديقراطي الليبرالي السيد الهان كوجيك بالتعاون مع منظمة الأمم والشعوب غير الممثلة (UNPO)، وذلك لمناقشة وضع التركمان وآخر المستجدات السياسية والأمنية للمجتمع التركماني في العراق".



واضافت عباس "ان محاور الجلسة تضمنت مناقشة الوضع الانساني والاستراتيجي لتركمان العراق قبل وبعد عام ٢٠٠٣ وخصوصا بعد سيطرة تنظيم داعش الارهابي في العاشر من حزيران الماضي ٢٠١٤ على بعض المناطق التركمانية في وسط وشمال العراق".



وأشارت عبّاس في حديثها " ان الجلسة سعت لمواصلة تلك المبادرات المقدمة من قبل البرلمان الأوروبي لتسليط الضوء ورفع مستوى الوعي لانتهاكات واضحة لحقوق الانسان والتي تعرض لها التركمان في العراق بعد عام ٢٠٠٣، بما في ذلك الجلسة التي عقدتها اللجنة الفرعية لحقوق الإنسان في عام 2011 وقرارها بشأن إدانة تلك الجرائم التي ارتبكت بحقهم في عام ٢٠١٣ واعتبرتها بانها ابادة جماعية".



وتابعت عباس " ان الجلسة أكدت للحاضرين وللاعلام ان التركمان، ثالث أكبر قومية عرقية في العراق وهي من بين الملايين العراقيين تأثرت وتضررت من جراء العمليات الارهابية ولكن حتى الآن محنتهم لم تأخذ اهتمام واسع لدى المجتمع الدولي اسوة بالمكونات الأخرى وما تم عرضه في الجلسة هو مجرد غيض من فيض، وان مراجعة التاريخ على مدى العقود الماضية يكشف عن نمط ذلك التمييز والعنف والتهجير القسري بحقهم من المدن والقرى التركمانية في شمال العراق".



واوضحت عباس " قمت بعرض موجز وتفصيلي عن واقع التركمان في العراق وخصوصاً بعد سيطرة تنظيم داعش الارهابي على المناطق التركمانية منها تلعفر وبشير وطوزخورماتو وقره تبه وقرى البيات، مما ادى الى تهجير الآلاف من المواطنين التركمان نحو الوسط وجنوب العراق وبالاضافة الى خارج العراق، فكانت جزء من اللعبة السياسية لتفريغ جغراغيتهم من الوجود التركماني وتغير ديمغرافيتها في ظل التغييرات التي تشهدها العراق وسوريا في المنطقة ".



و دعَتٓ سندس عباس، " الحكومة العراقية بتحمل مسؤوليتها الوطنية للاهتمام والحفاظ على المكون التركماني من الانقراض بين التهجير الى خارج البلد و ابادتهم على ايدي التنظيمات الارهابية في العراق، في حين ان التركمان لديهم القدرة والقابلية على حماية انفسهم وتحرير أراضيهم من دنس الدواعش، فصمود ابطال التركمان في ناحية امرلي البطلة كانت خير دليل على ذلك، لذلك يتطلب من الحكومة الاهتمام بهم ومنحهم الثقة والاهتمام السياسي اسوة ببقية المكونات العراقية ".