إلغاء وزارة السياحة |
ضمن سلسلة الإصلاحات الحكومية الأخيرة تم إلغاء وزارة السياحة والآثار ، ودمج هيئة السياحة ضمن تشكيلات وزارة الثقافة كما كانت عليه في السابق ، ولا نعلم على وجه الدقة و التفصيل أين يكمن الإصلاح في ذلك ؟ .
إذ لازلنا كمختصين ومهتمين ننتظر بفارغ الصبر ايلاء موضوع القطاع السياحي الأهمية المرجوة التي تليق بالخامات السياحية غير المستغلة على الوجه الأكمل طيلة السنوات السابقة ، الأمر الذي يدعونا إلى تكرار ما سبق أن تطرقنا إليه في أوقات ومناسبات سابقة عن توصيف دور السياحة كثروة وطنية لايستهان بها إطلاقا ، فيما لو استثمرت وفـق أسس ومعايير علمية سليمة ، فالسياحة بوصفها سلعة ذات خصائص إنسانية وحضارية مشتركة تحقق عـوائد اقتصادية واجتماعية وثقافية .
إن السياحة هي البوابة المشرعة للولوج إلى التنمية المجتمعية ، وبيدها مفاتيح النهوض الحيوي بقدرات الإنسان الفعلية المؤثرة في عمليات البناء والنهوض ، والإنتاج الحضاري بجوانبه المتعددة ، حيث يؤدي الجانب ( الترفيهي ) فيها إلى الترويح عن النفس ويسهم في شحن طاقات الإنسان وتنمية النشاط الجسدي والفكري المتجدد في ظل إشباع الحاجات والمتطلبات الإنسانية الضرورية التي تخاطب المشاعر والميول والاتجاهات بما يتناسب و يتناغم وملامح الحياة العصرية ، في إطار توليد الأفكار وتفجير الطاقات الإبداعية الكامنة باتجاه الفعل الإنساني المتنامي عن طريق ممارسة شتى أنواع الهوايات الجماعية والفردية وسط أجواء مناخية صحية مناسبة ذات خصائص موقعية طبيعية متعددة ومقاييس نـوعية شكلا ومضمونا تتناسب وأهداف سوق العمل السياحي .
إن وزارة الثقافة صارت اليوم معنية بتحريك أفاق ومديات دواليب عجلة السياحة بالاتجاه الصحيح في سلم أولويات الدعوات الإصلاحية الجديدة ، والعمل على فض الكثير من الإشكالات والتحولات وتحديد أبعاد ومنطلقات التغيير المرتـقـب في ضوء حزمة الإصلاح ، وازلة بعض المسارات المبهمة ، والتمسك بخيوط الأمل التي توصل إلى مرافئ الأمان على نحو يتيح المقارنة بين حقبة وأخرى .
أخيرا لابـد من القول الإجمالي إن النشاط السياحي عندنا بحيثياته ربما يكون قـد أصابه جوانب منه شيء من العجز المركب في وضوح الرؤية وقصور في التجربة وتناقضاتها ، جـراء انعـدام الخيارات التي تحيط بميادين الفعل اليومي التقليدي وتداعياته في السياق الموضوعي ، دفع إلى حصول عـوائق ومشكلات تتعلق بتفاصيل المدخلات والمخرجات والتفاعلات خارج نطاق التصنيفات والقياسات العلمية ، لكن ثمة بوادر و مزايا و حلول إجرائية متماسكة تلوح في الأفق من شانها أن تسهم في تذليل الصعـوبات تفصح عنها الأيام الـقادمة .
|