نداء من الحاج عَبّار ( ابو ناصر ) الرسالة الأولى . من الحاج ابو ناصر الى قاضي القضاة الأستاذ مدحت المحمود المحترم . أتذكر قبل عام أو أكثر كنت قد نشرت عبر صفحتي على الفيس بوك عن ذلك الرجل المسن الذي واجه مشكلة حين تصدى لمن حاول ان ينتهك حرمة بيته ليلاً واذا به ينتهي الى السجن كمتهم بالقتل وفق المادة 406 . وفي الأمر حسرة تقتضي التذكير والتنبيه . الحاج ابو ناصر الذي يبلغ من العمر اكثر من 95 عام حيث ولد عام 1920 ليس لديه سوى 4 بنات ينشغل في تأمين حياتهن بعد ان قام بتزويج اولادة وبعض بناته الأخريات . وبعد أن مسه الضيم من فرط الفاقة والعوز قرر ان يذهب مع بناته لغرض العمل في مكان ما مع مجموعة من الناس وذهب ليستقر في مكان بالقرب من قضاء الحمزة التابع لمدينة الديوانية جنوباً فتمكن من ان يجد له بيتاً ليستقر مع بناته وليبدأ معهن رحلة جديدة من الحياة الصعبة . وبعد مدة قليلة وذات يوم ليلاً بعد المنتصف سمع صياح بناته حيث حاولت مجموعة من الملثمين التجاوز على حرمة بيته فما كان منه الا ان سحب بندقية ليطلق النار بشكل عفوي ليخيف المهاجمين . وبعد وقت قصير من ذلك اليوم علم من الجيران ان احد المهاجمين قد اصيب باطلاقة امام باب دار الحاج ابو ناصر وشخص آخر قد جرح . فتوجه الحاج الى مركز الشرطة ليخبرهم بما حل به وماقام بفعله من دفاع عن بيته وحرمة بناته . وجائت الشرطة واجري اللازم لكن الحاج ابو ناصر المدعو ( عَبّار ) لم يشعر بلذة الدفاع عن حرمة بيته اذ انتهى به الأمر الى السجون متنقلاً بين سجن الحمزة وسجن تسفيرات الديوانية وقد مر عليه اكثر من سنة ونصف رغم ان كل الدلائل تشير الى انه كان مدافعاً عن نفسه وعن بيته . لكنه اليوم يعيش مأساة حقيقية فهو كبير في السن وكان يتمنى انسانياً ان يطلق سراحه بكفالة كونه رجل كبير في السن وعمرة سيدخل بعد شهر السنة ال 96 . الحاج ابو ناصر الذي حملني رسالته لايطعن في القضاء فهو يعلم ان القضاء في العراق يتحمل عبء كبير نتيجة لما جرى ويجري في العراق لكنه يعتقد بمظلومية كبيرة كونه دافع عن شرفه وهو من اخبر الشرطة بالحادث وهو الآن يتمنى ان يحسم امره او يطلق سراحه بكفالة الى ان تكتمل الأجراءات الخاصة بالدعوى وقد مضى على توقيفه أكثر من سنة ونصف . وهو يعتقد انه في حال دفاع عن النفس بشهادة كل من كان موجود اثناء الحادث ….
سيادة القاضي الجليل مدحت المحمود المحترم . الحاج عَبّار ( ابو ناصر ) الذي يعيش سنوات عمره الأخيرة يبلغك السلام من سجن تسفيرات الديوانية ويتمنى عليك ان تنظر لحالته وهو مطمئن تماماً من عدالة القضاء العراقي وعدالتكم . وتقبل تحياتنا ومودتنا
في الرسالة القادمة ( عندما يغضب القاضي ترتجف العدالة وينتعش الظلم )
|