الحوراء تعبأ الموعود للقيام بثورة الثأر

من المؤكد إن السيدة زينب(ع), معصومة بالعصمة الصغرى, وبهذا فإنها تعلم بما يجري في آخر الزمان من تطورات وصراعات, فضلا عن الروايات التي سمعتها؛ عن خروج ولد من ابناء أخيها الحسين(ع)؛ في آخر الزمن, فيأخذ بثأر جده من المارقين والقاسطين الماكثين, ويملأ الأرض قسطا وعدلا, فلذلك تركت له رسالة تعبئة؛ وشحذ همم, ناقلة له ما جرى في طف 61 هجرية.
بعدما جن ليل الحادي عشر من المحرم, وبعد إن إطمئنت من سلامة عيالها, وأنهت صلاة الليل التي أقامتها من جلوس! لعظم المصيبة وهول المصاب, أخذت تنسج رسالتها الى ولدها الموعود(عج), يا بقية الل.... عندما هجم القوم وأضرموا النار بالخيام, إستنجدت بالحسين(ع)؛ ((يبن أمي إن كنت حيا فأدركنا)), وعندما لم يجبني رجعت لأجمع اليتامى؛ فوجدت جدك العليل في خيمته التي أضرمت فيها النار, وأنا أنظر الى جسد الحسين؛ وإذا الخيل تجوب صدره بحوافرها.
يا حجة الل.. في أرضه؛ بعد ذلك أصبحنا سبايا, يجوبون بنا الأمصار, يدخلونا المجالس ويشتمون آباءنا, يا إبن أخي كانت السياط تتغنى على متون الفاطميات, يا أيها الطالب بالثأر؛ فقدنا عند مسيرتنا الى الشام؛ صبية ورضع؛ بسبب القسوة التي يتعامل بها جيش يزيد مع عائلة الرسول.
يا أيها الخلف الصالح؛ دخلنا مجلس يزيد؛ وقد جمع زبانيته لينال منا ومن خدرنا؛ وأخذوا يفجعونا وهم يشتمون ويشمتون؛ يا بني؛ إنحنى اللعين ينكث ثنايا جدك بمخصرته, لكن يا ولدي لقناه درسا من دروس حيدرة الكرار؛ وتعاهدنا معه أن تبقى ثورتنا قائمة؛ الى يوم الدين, وأنت يا صاحب الزمان قائدها والآخذ بالثأر.
وهي هكذا كل يوم؛ تكمل رسالتها وتدون كل موطن؛ في سفرها المضمخ بالدماء, حتى عادت الى أرض المدينة؛ فبدأت توصي القائم وصايا إستلهمت بعضها من الحسين(ع)؛ في ليلة عاشوراء, عندما أوصى أصحابه, وهي توصي وتوصي حتى عرجت في خاتمتها على العراق.
ختاما: يا صاحب الزمان؛ سيكون لك حشدا في العراق تكونه الفئة المؤمنة, حتما سينصروك ويقاتلون بجانبك, فكن معهم وهم يسطرون أروع معاني الشجاعة والإستبسال, هذا الحشد يا بني؛ سيكون بلسما لجراحاتنا؛ وهم يلقنوا عبدة الشرك وأيتام الكفر, دروسا في الذود عن حمى الدين, فمن هنالك يا أيها القائم تبدأ ثورتك؛ لتأخذ بثأرنا, فإنطلق وحشدك المقدس لهدم براثن الإرهاب الأموي المعاصر؛ وليكن شعارك؛ ((والل.. لن تمحو ذكرنا)).